المنظور البنائي للتعلم




التعلم في المنظور البنائي تغيير في التجربة ناجما في السلوك وليس سلوكا ناتجا عن تغيير في التجربة كما ترى ذلك السلوكية .
والتعلم حسب بياجي يرتبط بمستوى التطور الذي بلغته البنيات الذهنية لدى الفرد ولا يمكن أن يكون نتاجا آليا للمكتسبات المتراكمة . فهناك تعزيز داخلي لا يقل أهمية عن التعزيز الخارجي الذي يلح عليه السلوكيون . فالرغبة في الاستطلاع غير كافية لحدوث التعلم الذي يقتضي من الفرد إعادة بناء الواقع أثناء مجابهة للمشكلات .
إن التعلم لا يتم بمجرد التوصل إلى الحل الصحيح بل يقتضي من المتعلم أن يدرك الكيفية التي تؤدي إلى الحل (...) فمعرفة كيف تنتظم الأشياء وما هي أشكال العلاقات القائمة بينها وكيف ننتقل من خطوة لأخرى وفق ترتيب منطقي هو ما يسمح بالتعلم وليس الاكتفاء بتلقي المعارف أو النتائج النهائية . يقول بياجي : " أن يتعلم النتيجة فهذا شيء لكن أن يكون أداة ذهنية أو يكون منطقا هو ضروري في بناء مثل  هذه النتيجة فهذا شيء آخر ."
إن تكوين مثل هذه الأدوات والآليات الذهنية مرتبط أساسا بعامل الزمن حيث يجب انتظار هذه المرحلة أو تلك لظهور مقولة أو مفهوم ما كانتظار سن الثامنة لكي يتحكم الطفل في مقولة الاحتفاظ بالمادة ومن العاشرة بالنسبة لمقولة الوزن وسن الثانية عشرة لمقولة الحجم ... الخ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــسلسلة التكوين التربوي . العدد السادس  " بيداغوجيا الدعم التعلم والأساليب المعرفية"
دار الاعتصام   البيضاء 1997  ص : 97  . 98




Post a Comment

Previous Post Next Post