.
مرحلة
وضع فرضية "مقبولة
":
تعتبر
الفرضية امتدادا ذهنيا للواقع و تفسيرا أوليا ومؤقتا لظاهرة أو مجموعة ظواهر معينة
أو حلا مؤقتا لمشكلة محددة. كما أن كل فرضية تستمد وجودها من نظرية تفسيرية تعطيها
مشروعيتها، فتفسيرنا الأولي للحدث العلمي موضوع المشكل العلمي (=الفرضية) ينطلق من
منظومتنا المعرفية الموجودة مسبقا بتجنيد أنماط تفكير متنوعة، إضافة إلى أنها تعتبر
أساسية لبناء المعارف العلمية لكونها إبداعا وخيالا من طرف المتعلمين ومرحلة حاسمة
في التجريب؛ لكونها تحدد وتعزل مجال تدخل التجربة وترسم حدود اشتغال البحث العلمي للتأكد
من صلاحية الفرضية.
ويجب
توفر معايير أساسية في صياغة الفرضية:
ـ
أن ترتبط بالوظيفة التي وضعت من أجلها؛
ـ
أن تبرز في صياغتها العلاقة السببية بين المتغيرين( المتغير المرتبط والمتغير المستقل)؛
ـ
أن تبنى صياغتها على أسس منطقية
.
مرحلة
التجربة (اختبار الفرضية):
أ-
بعض التعارف:
ـ
التجربة هي:
- "العملية
التي تهدف إلى التحقق من فرضية أو استقرائها من الملاحظة وذلك من خلال دراسة ظاهرة
ما ، سواء كانت هذه الظاهرة طبيعية أو محدثة".(9)
- هي "إحداث ملاحظة بنية
دراسة بعض الظواهر أو اختبار فكرة"(10).
ـ
هي "إحداث ظاهرة معينة ضمن ظروف وشروط يصطنعها العالم، وذلك إما ابتغاء التأكد
من صدق فرضية وضعها، أو إعادة الظاهرة من جديد ضمن شروط خاصة تتيح له رؤية أوضح، وتمكنه
من وضع افتراض مناسب." (11)
ـ
هي "العملية التي نبرهن بها عن حقيقة شيء ما، وهي عملية إحداث ظاهرة معينة قصد
دراستها والبحث في قوانينها".(12)
وهذا
يعني أننا نتدخل ونؤثر على الواقع المادي حيث نحدث فيه تغييرا بفعل عملية معينة. لكن
في الحقيقة لا نغير الواقع في حد ذاته بل أحد شروط وجود هذا الواقع: نؤثر على متغير
معين أو أكثر.
ويجب
التذكير كذلك أنه أحيانا تنوب ظروف الصدفة عن المجرب كحادث عابر ، و تمكن الباحث من
ملاحظتها دون قيامه بتجربة، وهذا ما كان Claude Bernard يسميه "التجربة
العفوية" expérience spontanée.
Post a Comment