النمو  عملية تراكمية متصلة ، تتطور في شكل مراحل ، وكل مرحلة تمهد للمرحلة التي تليها ، والنمو بمظاهره التكوينية ، كالشكل والوزن أو الوظيفة سواء الحسية أو العقلية أو الاجتماعية يتأثر بعوامل الوراثة والتكوين العضوي ، والغذاء ، والبيئة الاجتماعية والثقافية 0 وتتميز مرحلة الطفولة الوسطى ( 6ـ9 ) سنوات بخصائص ، جسمية كبطء النمو الجسمي ، وظهور الأسنان الدائمة بدلا عن الأسنان اللبنية 0 وعلى الأسرة أن تهتم بالعادات السلوكية السليمة ، كالاهتمام بنظافة الأطفال ، ونوعية الطعام ، والاهتمام بالتطعيمات ، والنوم الكافي ، وسلامة قوام الطفل ، وبالجانب الوقائي بشكل عام
النمو التكويني :      وهو نمو الطفل في الجسم والشكل والوزن والتكوين نتيجة لنمو أبعاده الهندسية .
ب) النمو الوظيفي :    وهو نمو الوظائف الجسمية والعقلية والإنفعالية والاجتماعية لتساير حياة الطفل واتساع نطاق بيئته . ويجب أن ندرك أنه رغم هذا التصنيف لمظاهر النمو إلا أنه ليس هناك فاصل بين هذه الجوانب والمظاهر فالنمو العقلي والانفعالي مثلاً يتأثران إلى حد كبير بالنمو الجسمي ويطرأ على هذا النمو عدة تغيرات تبقى دائماً مقياس للمرور منها بسلام .
النمو العضوي ( الجسمي )
يكون النمو في الطول والوزن أقل سرعة خلال فترة ما قبل المدرسة منه في مرحلة الرضاعة لكن ضربي النمو المذكورين يستمران في الزيادة بنسبة أسرع من نسبة تزايدهما في فترة الطفولة المتوسطة 0 ويبلغ طول الطفل في نهاية السنة الثانية حوالي نصف طوله النهائي كراشد بالغ فيكون للطفل الكثير الحركة الذي يبلغ طوله 80 سم حظ في أن يزيد طوله على 18 سم عند رشده 0 ويزداد طول الطفل بمعدل 17 سم في السنة وذلك قبل السنة الثانية في حين لا يزيد معدل الزيادة السنوية بين السنتين الثانية والخامسة على 7 سم في العام 0 وتبطؤ زيادة الوزن أو تتوقف لفترة عندما يكون الطفل الكثير الحركة ثقيل الجسم الأمر الذي قد يجعله يغدو طويلاً نحيلاً دون أن يكتسب أي وزن خلال جانب من فترة ما قبل المدرسة تعد سيطرة الولد على أعضاء طرح النفايات وفق التواضعات الاجتماعية من أكثر أنواع النمو الحركي أهمية 0 المألوف أن يسبق ضبط الأمعاء وتدريبها نظيره في المثانة إذ أن من السهل على الأطفال التحكم في أمعائهم قبل تمكنهم من التحكم في مثانتهم خاصة في أثناء الليل ويميل اغلب الأطفال للاستجابة للتدريب على التحكم في الأمعاء والمثانة حوالي السنة الثالثة على الرغم من قيام فروق فردية ترجع إلى نضج العضلات التي تتحكم بعضوي الغائط والبول والى جنس الولد واتجاهات الوالدين منه 0 والغالب أن تسبق البنات الصبيان في السيطرة والتحكم بحركة طرد النفايات 0 ويميل الصبيان خلافا للبنات لان يطيلوا فترة تبليل فراشهم على الرغم من احتمال تعرض الفئتين خلال مرحلة ما قبل المدرسة لحوادث طارئة تذهب مؤقتاً بمهارات السيطرة والتحكم 0
يدرب العديد من البنات وبعض الصبيان أنفسهم بطريق إخبار أهليهم عن وقت شعورهم بالحاجة إلى الخروج للحمام ويتوقف العمر الذي يتدرب فيه الصغير على التحكم بعضلاته على زمن مبادرة الأهل له وتشددهم في متابعته وذلك بحمل طفلهم إلى الحمام في فترات منتظمة أو كلما أحسوا بحاجته لفعل ذلك 0 ولا بد أن يعاني الأطفال الذين يستمرون بتبليل فراشهم أو توسيخ ثيابهم حتى الطفولة المتوسطة من تأخر نمو الجهاز العضلي ومن مشاكل عاطفية أو من الاثنين معا 0 إن على أهل هؤلاء استشارة المختصين من أطباء ونفسيين لمعرفة المشكلات العاطفية المسؤولة عن عجز الصغار عن السيطرة على عضلاتهم ومساعدتهم على حلها 0
يتجلى نمو الطفل ما قبل المدرسة في مجالات أخرى أيضاً إذ يستطيع الأطفال جميعهم إطعام أنفسهم في نهاية السنة الثانية واستخدام الشوكة والسكين بدرجة من الكفاءة أما استخدام السكين في القطع ودهن الخبزة بالزبدة فيتأخر لعدد من السنوات ويتمكن ابن الثالثة من خلع ملابسه كما يتمكن ابن الرابعة من لبس ثيابه بنفسه جزئياً وذلك بتبكيل أزراره 0 ولما كان استخدام الشوكة والسكين والملعقة يتم بتواضع اجتماعي محدد وجب ألا يبدأ به إلا بعد أن يكون الطفل قد امتلك القدرة الحركية الملائمة وذلك حوالي السنة السادسة أو السابعة 0
تعد فعاليات الأرجحة والتسلق وقذف الكرة أهم الإنجازات الحركية لفترة ما قبل المدرسة ويستطيع معظم أبناء الثالثة اجتياز خط مستقيم غير أن التوازن في اجتياز الدائرة يتأخر سنوات عن ذلك التاريخ ولا يقوى الأطفال على الوقوف على قدم واحدة إلا في السنة الخامسة وتتفوق البنات على الصبيان في الفعالية المذكورة إذ يستطعن احتمال الوقوف على قدم واحدة لفترة أطول من الصبيان ويبدي نشاط الأطفال في التوازن على اللوح الخشبي تقدماً عادياً خلال النمو 0 وتقتصر قدرة أبناء الثانية على مجرد الوقوف على اللوح خلافاً لأبناء الثالثة فإنهم يمشون على اللوح الخشبي بمناوبة القدمين أما أبناء الرابعة والنصف فإنهم يمشون عليه بسرعة ودونما تردد 0
يتضمن التسلق تقدماً نمائياً عادياً يشمل عوامل حركية وأخرى عاطفية وأهم المشكلات العاطفية المرتبطة بتسلق السلالم والشجار هي الخوف من السقوط يظهر التسلق في زحف الرضيع الصاعد للسلم 0 وما أن يبدأ الطفل بالمشي حتى يحاول تسلق السلالم دون أن يناوب قدميه وتبدأ مناوبة القدمين في السنة الرابعة والنصف الغالب ألا يحاول الأطفال نزول السلالم بمفردهم ولا يختلف تقدم الأطفال في قذف الأشياء عن تطورهم في تسلق السلالم 0

Post a Comment

أحدث أقدم