حوار
الأديان
حوار الأديانهو محاولة الفرد المحمل بقيم تقاليد وأفكار وعقائد مسبقة استكشاف الآخر (المختلف دينيًّا)-كما هو- وإدراكه وبلورة رؤية فلسفية غير نمطية إزائه، دون اللجوء إلى إصدار أحكام قيمية متحيزة ضده.
وبذلك يقبل المفهوم فكرة التحيز والذاتية، ولا يحاول ادعاء الموضوعية أو التجرد من الذاتية، أي أن المشاركين في "حوار الأديان" - بعكس ما قد يتبادر للذهن- يجب أن يتحقق فيهم الإيمان المطلق بعقائدهم دون محاولة التجرد من الذات كما يظن كثير من دعاة الحوار أنفسهم.
ويرفع أنصار "حوار الأديان" شعار إخلاص القصد، فهو يفترض التجرد من الشروط أو الأهداف إلا الرغبة في إدراك الآخر ورؤيته معرفيًا، وقد تحدث الاستفادة من هذه الرؤية وتطويقها لأهداف سياسية أو دعوية، أو غيرها من الأهداف الأخرى.
ولا يتنافى هذا المضمون للحوار مبدئياً مع القصة التي أوردها القرآن الكريم في "سورة الكهف"(الآيات 32-42)، عن محاورة بين رجلين أحدهما أتاه الله جنتين من أعناب يحيط بهما النخل وتتوسطها الزروع وتتفجر فيهما الأنهار، وزاده الله عن صاحبه مالاً وولدًا.
وتكشف القصة أن الحوار دار بين الرجلين بلا شرط أو قيد وأورده القرآن بتفاصيله كاملة، رغم أنها تتضمن كفرًا من أحدهما بالله لم يقطع الآخر بسببه الحوار، كما لم يتحرج القرآن من ذكر الأقوال "الكفرية" لأنها في مجملها تستطيع بناء وصياغة رؤية معرفية عن الشخصية الكافرة بالله عز وجل، وقد تكرر ذكر لفظ "حوار" مرتين في هذه القصة من أصل ثلاث مرات في القرآن الكريم كله، وجاءت الثالثة سورة المجادلة.
ويختلف "حوار الأديان" عن "مقارنة الأديان" و"مساجلة الأديان" وإن اختلطت هذه المفاهيم في الأدبيات، فمقارنة الأديان علم يعني دراسة دين مقارنة بآخر على مستوى العقيدة والشريعة والعبادات، وتصوراته عن الإنسان والكون والحياة وغير ذلك، من محاولة افتراض الموضوعية وإمكانية إلغاء التحيز، بينما مساجلة الأديان عملية تهدف إلى إثبات تفوق وتميز دين على آخر، وهو ما لا يهدف إليه بالطبع "حوار الأديان" الذي هو عملية إدراكية فحسب.
حوار الأديانهو محاولة الفرد المحمل بقيم تقاليد وأفكار وعقائد مسبقة استكشاف الآخر (المختلف دينيًّا)-كما هو- وإدراكه وبلورة رؤية فلسفية غير نمطية إزائه، دون اللجوء إلى إصدار أحكام قيمية متحيزة ضده.
وبذلك يقبل المفهوم فكرة التحيز والذاتية، ولا يحاول ادعاء الموضوعية أو التجرد من الذاتية، أي أن المشاركين في "حوار الأديان" - بعكس ما قد يتبادر للذهن- يجب أن يتحقق فيهم الإيمان المطلق بعقائدهم دون محاولة التجرد من الذات كما يظن كثير من دعاة الحوار أنفسهم.
ويرفع أنصار "حوار الأديان" شعار إخلاص القصد، فهو يفترض التجرد من الشروط أو الأهداف إلا الرغبة في إدراك الآخر ورؤيته معرفيًا، وقد تحدث الاستفادة من هذه الرؤية وتطويقها لأهداف سياسية أو دعوية، أو غيرها من الأهداف الأخرى.
ولا يتنافى هذا المضمون للحوار مبدئياً مع القصة التي أوردها القرآن الكريم في "سورة الكهف"(الآيات 32-42)، عن محاورة بين رجلين أحدهما أتاه الله جنتين من أعناب يحيط بهما النخل وتتوسطها الزروع وتتفجر فيهما الأنهار، وزاده الله عن صاحبه مالاً وولدًا.
وتكشف القصة أن الحوار دار بين الرجلين بلا شرط أو قيد وأورده القرآن بتفاصيله كاملة، رغم أنها تتضمن كفرًا من أحدهما بالله لم يقطع الآخر بسببه الحوار، كما لم يتحرج القرآن من ذكر الأقوال "الكفرية" لأنها في مجملها تستطيع بناء وصياغة رؤية معرفية عن الشخصية الكافرة بالله عز وجل، وقد تكرر ذكر لفظ "حوار" مرتين في هذه القصة من أصل ثلاث مرات في القرآن الكريم كله، وجاءت الثالثة سورة المجادلة.
ويختلف "حوار الأديان" عن "مقارنة الأديان" و"مساجلة الأديان" وإن اختلطت هذه المفاهيم في الأدبيات، فمقارنة الأديان علم يعني دراسة دين مقارنة بآخر على مستوى العقيدة والشريعة والعبادات، وتصوراته عن الإنسان والكون والحياة وغير ذلك، من محاولة افتراض الموضوعية وإمكانية إلغاء التحيز، بينما مساجلة الأديان عملية تهدف إلى إثبات تفوق وتميز دين على آخر، وهو ما لا يهدف إليه بالطبع "حوار الأديان" الذي هو عملية إدراكية فحسب.
Post a Comment