القدرة المركزية للطفل
معظم الأطفال في مرحلة ما قبل الدراسة ومرحلة المدرسة الابتدائية يظهرون ضعفاً في التركيز والانتباه يتضح في بعض المواقف، خاصة إذا كانوا ينجزون عملاً لا يحظى باهتمامهم. هذا لا يعني بالضرورة أن هناك خطأ ما، فالأطفال بطبيعتهم نشطاء وفضوليون وفي بعض الأحوال مندفعون. وقد يعاني الأطفال من صعوبة التركيز لأسباب عديدة. فقد لا يشعرون بالارتباط بالمدرسة سواء لأن المواد الدراسية بالغة الصعوبة أو بالغة السهولة بالنسبة لهم. كما قد تكون مهاراتهم اللغوية ضعيفة أو يعانون من ضعف في السمع أو الإبصار. وقد يكونوا محبطين. وهناك فئة قليلة من الأطفال يمكن تشخيص حالتهم باضطراب نقص الانتباه والحركة المفرطة (ADHD) لو أن مشاكل نقص الانتباه لديهم شديدة وتتعارض مع حياتهم اليومية العادية. وبإمكان كل من أولياء الأمور والمدرسين اللجوء إلى العديد من التكتيكات لمساعدة الأطفال على الانتباه.
وتفيد تلك التكتيكات كلا من الأطفال ذوي الحركة المفرطة في الحدود الطبيعية أو الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه والحركة المفرطة. كل الأطفال الصغار الطبيعيين يتسمون بالنشاط وحب الاكتشاف واللهو والاندفاع وعادة لا ينكبون على مهمة محددة أو نشاط معين سوى لفترة قصيرة من الزمن، فقدرتهم على الانتباه تعتمد إلى حد كبير على ما يفعلونه.
فالطفل الصغير عادة ما يستطيع التركيز في مشاهدة برنامج تليفزيوني محبب لمدة أطول من التي يقضيها في محاولة قراءة قصة مملة. الأطفال يتمتعون بالفعل بقدرة هائلة على التركيز من عمر مبكر جداً، وقد يحسد الراشدون الطفل الصغير الذي لا يتعدى عمره عدة أيام على قدرته على التركيز في الرضاعة سواء الطبيعية أو من الزجاجة. ولكن مع دخول الأطفال مرحلة المشي، ثم الطفولة المبكرة يتوقع منهم الكبار قدرة على التركيز على مجال واسع ولفترات طويلة. وبعض الآباء لديهم توقعات عالية وغير واقعية بخصوص قدرة الطفل الطبيعي الذي يبلغ من العمر أربع أو خمس سنوات على الجلوس ساكناً والتركيز في مهمة واحدة لمدة طويلة، ويزداد الأمر صعوبة لو أن تلك المهمة لا تحظى باهتمام الطفل.
قدرة الأطفال على التركيز تستمر في التطور طوال فترة الطفولة ولكن هناك اختلافات بين الأطفال في المدة التي يستطيعون الاستغراق فيها في بعض المهام مثل الرسم أو السير خلف الآباء في السوبر ماركت أو الجلوس في الفصل الدراسي والاستماع إلى قصة ما أو إنجاز واجباتهم المدرسية بمفردهم. فبعض الأطفال يستطيعون المثابرة على المهام التي تطلب منهم داخل حجرة الدراسة والبعض الآخر لا يتمتع بالصبر اللازم لإنجاز ذلك.
قدرة الطفل على التركيز تعتمد جزئياً على مزاجه الخاص، كما تعتمد أيضاً على تنشئته. على سبيل المثال إذا ما كان الطفل يتلقى المديح والمكافأة عادة على تركيزه وتوضيح وتأكيد الوالدين على الحدود المقبولة والحدود المرفوضة لسلوكه.)

Post a Comment

Previous Post Next Post