أفي بحقوق غيري: فأعط كل ذي حق حقه
للولدين حق ، ولجيرانه وأصدقائه عليه حق ، كما لأهله ولنفسه عليه حق . هكذا أمرنا الله وبهذا وأصانا رسوله الأمين . فحقوق الغير واجب علينا رعايتها وعدم هضمها و إهمالها .
حق الجار:
أ – حق الجار في القرآن الكريم:
نظرا لموقع الجيرة المهم في الشريعة الإسلامية وفي بناء النظام الاجتماعي الإسلامي فقد اهتم الكتاب العزيز بحق الجيرة والجيران ونبه المسلمين إليها بل شدد في ذلك مؤكدا على حقوق جميع الجيران دون استثناء أيا كان منزلة هذا الجار ودينه وجنسه. قال تعالى : " وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى المساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل" (النساء: 36).
إن ما يميز شريعة الإسلام عن سواها من الشرائع والأديان هو شمولها لكافة مناحي الحياة وعمومها لكافة الخلق إنسهم وجنهم، ذلك أن الدين الإسلامي آخر الأديان وشريعته خاتم الشرائع مصداقا لقوله تعالى: " تبيانا لكل شيء" ولقوله: "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا " (سبأ: 28).
لا فرق في ذلك بين أمة وأمة أو بين جنس وآخر، أو لون و ولون، فهي شريعة جاءت لتصحح مسار الحياة الإنسانية وترسم لها الطريق القويم والمنهج الواضح السليم في التعامل وفق تعاليم واضحة مفهومة سهلة التطبيق.

 حقوق الاصدقاء
ومن حق الإنسان على صديقه أو زميله أو جاره أو غيره من الذين يتعامل معهم أن يحسن معاملته، فلا يتعالى عليه، ولا يشعره بالدونية حتى ولو كان في مستوى أقل منه اجتماعياً أو وظيفيا أو أدبيا، وقد رسخ الإسلام كل معاني حسن الخلق في التعامل بين الناس وجعل التواضع واللين والعفو عند المقدرة وتجاوز أخطاء الآخرين من كمال الإيمان، يقول عليه الصلاة والسلام أكمل المؤمنين إيماناً: أحسنهم خلقا وقال في حديث آخر: . . . ألا أنبئكم بخياركم: أحاسنكم أخلاقاً .
وانطلاقاً من تعاليم وأخلاقيات الإسلام لا يحق لمسلم أن يتكبر على صديق أو زميل له أو أن يتعامل بغطرسة مع خلق الله، وكل إنسان يجلب لنفسه حب واحترام وتقدير الآخرين بحسن أخلاقه وليس بدرجته الوظيفية ولا بمكانته العائلية .
ومن عظمة شريعة الإسلام هنا ترسيخها لقيمة العفو والتسامح في التعامل بين الناس، حيث جعلت العفو والتسامح حقا للإنسان إذا أخطأ .
ومن حقوق الأصدقاء والمعارف أيضا مناصرتهم وفقا للضوابط الشرعية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يشتمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة .
حقوق الضيف
من أساسيات حقوق الضيف إكرامه، ويجب أن يزيد الإكرام بما يتفق مع مقام الزائر، ومع اليقين الذي يعمر قلب المسلم بأن قيامه بهذا الحق هو تنفيذ لما يأمره به دينه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هنا: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه .
ومن النهج النبوي في توضيح معالم حق الضيف في حسن الضيافة توجيهه للصحابة وتسديد خطاهم في طريقة معاملة الضيف وضرورة المشاركة معه في الطعام والشراب، ووضعت السنة المباركة خطوطاً عريضة لضرورة إطعام الضيف، لأن إطعام الطعام وإفشاء السلام من تعاليم الإسلام لتحقيق المحبة والتواد بين الناس، يقول صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وقى شح نفسه: من أدى الزكاة، وقرى الضيف أي أكرمه وأعطى في النائبة، وقال عليه الصلاة والسلام: إن في الجنة غرفاً ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام

Post a Comment

أحدث أقدم