فنون النثر في الأدب العربي الحديث
النثر
لقد أمعنَ النقاد القدامى في
بحث الشعر من جميع نواحيه تفصيلا وتدقيقا على حد الإفراط أحيانا، و أهملوا فن
النثر. ولعل من مظاهر هذا الإهمال أننا لا نجد تعريفا
صحيحا للنثر قد استوفى ما يشترط في كل تعريف صالح من دقة وإحاطة واستقصاء ، في حين
أن الشعر قد حظي بتعريفات لا بأس بها تتسم بالضبط والإحكام، أما النثر فـما ورد في
حقه من تعريفات لا تتعدى التقسيم والتصنيف، فهو باعتبار الشكل ينقسم إلى خطب
ورسائل، وباعتبار اللفظ يتفرع إلى نثر مرسل ومزدوج وسجع.
و لم يصلنا عن العصر الجاهلي من النثر إلا أقل القليل, ولعل
السبب في ذلك يتمثل في الآتي:
- سهولة حفظ
الشعر لما فيه من إيقاع موسيقي, و صعوبة حفظ النثر.
- الاهتمام بنبوغ شاعر في القبيلة
يدافع عنها ويفخر بها.
- قلة
أو انعدام التدوين، والاعتماد على الحفظ والرواية.
و بالرغم من عدم وجود أي سجل
أو كتاب مدون يحتوي على نصوص النثر الجاهلي يعود تاريخه إلى تلك الفترة من الزمن
الغابر، إذ كان الناس يحفظونها ويتناقلونها عن طريق الرواية الشفاهية، مثل الشعر،
وهذا ربما سبب قلتها، وكذا موقف الإسلام من بعضها، وبالرغم من ذلك فان الدارسين
المحققين لهذا التراث الأدبي العربي ذكروا من أنواع النثر الأدبي في تلك الفترة
خاصة بعض الأنواع منها:
الخطابة، القصص، الأمثال، الحكم، الوصايا، النثر المسجوع.
الخطــابة:
هي
فن مخاطبة الجماهير، بغية الإقناع والإمتاع، بكلام بليغ وجيز. فهي قطعة من النثر
الرفيع، قد تطول أو تقصر حسب الحاجة لها. وهي من أقدم فنون النثر،لأنها تعتمد علي
المشافهة. و لقد شاركت الخطابة الشعر في الإقناع والتأثير، إلا أنها
كانت دونه في الانتشار والذيوع، وذلك لقابلية الشعر أن يُحفَظ وأن يُتناقَل وأن
يُتداوَل في غير لحظة إذاعته، بخلاف الخطابة إذ هي صعبة الحفظ لنثريتها، وحاجتها
للمشاهدة لتكون خطبة. ولقد كانت مهمة الخطابة في الجاهلية النصح
والإرشاد، والمنافرة والمفاخرة والدعوة للسلم وحقن الدماء. ومسرحها الأسواق
والمحافل والوفود على الملوك والأمراء. ومن أشهر خطباء الجاهلية قس بن ساعدة. ولقد
اعتمد الإسلام الخطابة لحاجته إلى الخطابة أداةً في التبليغ وتفنيد حجج الخصوم،
وإعلان قيم الإسلام ومُـثُله وآدابه وأحكامه، فأصبحت وسيلة الدعاة المفضلة، بل
صارت شعيرة من شعائر بعض العبادات. فهي جزء من صلاة الجمعة الأسبوعية وصلاة
العيدين وصلاة الاستسقاء. وهي القناة لإبلاغ المسلمين عندما يحزبهم أمر أو يُلم
بهم خَطْب أو تظهر الحاجة لاستنهاض الناس واستنفارهم.وبتقدم
التاريخ العربي الإسلامي وتعدد الفرق الإسلامية، كانت الخطابة أداة الدعاية
ومصارعة الخصوم، فاشتهر عدد من الخطباء حُفظت خطبهم وظلَّت تُتداول وتحفظ في
مدونات الأدب والتاريخ.
الرسائل:
يعتبر فن الرسائل عند العرب من الفنون الأدبية القديمة ازدهر في القرنين الثالث والرابع الهجريين، وفيهما
انتشر صيته، وهو " فن نثري جميل يظهر مقدرة الكاتب وموهبته الكتابية وروعة أساليبه
البيانية المنمقة القوية. ولما كانت الكتابة والقراءة أقل شيوعا عند العرب في الجاهلية لم يكن لفن الرسائل دور في حياتهم الأدبية والاجتماعية
في ذلك العصر، وهذا خلافا للفنون الأخرى كالشعر والخطابة والأمثال التي كانت منتشرة
عندهم، ومزدهرة لكن مع مجيء الإسلام تغيرت الحال، فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو
النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب كان يشجع المسلمين على تعلم القراءة والكتابة وقد
اتخذ كتابا يكتبون له القرآن الكريم، كما يكتبون له الرسائل التي كان يبعث بها إلى
زعماء المناطق، ورؤساء القبائل، وملوك الدول كما فعل مع كسرى عظيم الفرس، وقصير
عظيم الروم. ولما كانت الخطابة والشعر قادرين على أداء الدور العلمي الذي تؤديه الرسالة حين تنقل ما يتصل بسياسة الدولة من مراسيم
سياسية حول تنظيم الحكم أو توجيهات أو تعليمات إدارية حول الحروب والغزوات، ومن
هذا المنطلق التاريخي نافس الكاتب المترسل الشاعر والخطيب. كما شجع الخلفاء الراشدون أبو بكر الصديق، وعمر، وعثمان، وعلي ـ رضي
الله عنهم ـ على تعلم القراءة والكتابة، واتخذوا لهم كتابا فدون القرآن الكريم
على مرحلتين، الأولى في عهد أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، والثانية في عهد عثمان بن
عفان، رضي الله عنه، فكان القرآن الكريم أول نص عربي اتخذ شكل كتاب. كما دون
الحديث النبوي فيما بعد مع بداية العصر العباسي.
وعندما قامت الدولة الإسلامية أنشئ ديوان الرسائل، وهذا الديوان يعنى بشؤون المكاتبات التي تصدر عن الخليفة إلى ولاته، وأمرائه، وقادة جنده، وملوك الدول الأخرى، وقد كان الخليفة في أول الأمر هو الذي يملي الرسائل على كاتبه، ثم بمرور الزمن أخذ الكتاب يستقلون بكتابتها ثم تعرض على الخلفاء، وكان أسلوبها آنذاك تغلب عليه البساطة والوضوح، ويخلو من التأنق والتصنع. لكنه شهد نقلة كبيرة في عهد هشام بن عبد الملك عندما تولى مولاه سالم رئاسة ديوان الرسائل في عهده ثم في عهد مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية الذي تولى أمر ديوانه عبد الحميد بن يحي الكاتب، وقد عرف بالبراعة في فن الترسل حتى غدت مكاتباته مضرب المثل في الجودة والاتقان حتى قيل "بدئت الكتابة بعبد الحميد.
وبعد قيام دولة بني العباس أخذ أمراؤها يولون كتابة الرسائل عناية أكثر من سابقيهم، ولهذا السبب كثر الكتاب، ونبغ كثير منهم في فن الترسل، وغدا مؤهلا للوصول إلى منصب الوزارة، ونستحضر في هذا المجال أسماء: يحي بن خالد البرمكي، وابنه جعفر، ومحمد بن عبد الملك الزيات، وأحمد بن يوسف الكاتب، وابن العميد، والصاحب بن عباد، وعبد العزيز بن يوسف وضياء الدين بن الأثير، وغيرهم.
وقد بلغ فن كتابة الرسائل أوجه في القرنين الثالث والرابع الهجريين بحيث يمكن لنا أن نصف هذين القرنين بأنهما يمثلان الفترة الذهبية لهذا الفن.
وعندما قامت الدولة الإسلامية أنشئ ديوان الرسائل، وهذا الديوان يعنى بشؤون المكاتبات التي تصدر عن الخليفة إلى ولاته، وأمرائه، وقادة جنده، وملوك الدول الأخرى، وقد كان الخليفة في أول الأمر هو الذي يملي الرسائل على كاتبه، ثم بمرور الزمن أخذ الكتاب يستقلون بكتابتها ثم تعرض على الخلفاء، وكان أسلوبها آنذاك تغلب عليه البساطة والوضوح، ويخلو من التأنق والتصنع. لكنه شهد نقلة كبيرة في عهد هشام بن عبد الملك عندما تولى مولاه سالم رئاسة ديوان الرسائل في عهده ثم في عهد مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية الذي تولى أمر ديوانه عبد الحميد بن يحي الكاتب، وقد عرف بالبراعة في فن الترسل حتى غدت مكاتباته مضرب المثل في الجودة والاتقان حتى قيل "بدئت الكتابة بعبد الحميد.
وبعد قيام دولة بني العباس أخذ أمراؤها يولون كتابة الرسائل عناية أكثر من سابقيهم، ولهذا السبب كثر الكتاب، ونبغ كثير منهم في فن الترسل، وغدا مؤهلا للوصول إلى منصب الوزارة، ونستحضر في هذا المجال أسماء: يحي بن خالد البرمكي، وابنه جعفر، ومحمد بن عبد الملك الزيات، وأحمد بن يوسف الكاتب، وابن العميد، والصاحب بن عباد، وعبد العزيز بن يوسف وضياء الدين بن الأثير، وغيرهم.
وقد بلغ فن كتابة الرسائل أوجه في القرنين الثالث والرابع الهجريين بحيث يمكن لنا أن نصف هذين القرنين بأنهما يمثلان الفترة الذهبية لهذا الفن.
* فنون النثر في الأدب العربي الحديث:
- المقالة.
- المسرحية.
- الرواية ,
القصة القصيرة, القصة القصيرة جدًا.
النثر في العصر الحديث:
بلغ النثر في أواخر
العصر العثماني الغاية في الركاكة و الضعف, فكانت عباراته مُثقلة بالزخارف
البديعية على حساب المعنى, كما كانت تغلب عليه العامية و الكلمات التركية.
عصر النهضة: يُعتبر مَطلع القرن التاسع عشر هو عصر النهضة كما
هو مُتعارف عليه, غذ انفتحت فيه الأمة العربية على تراثها القديم و استلهمته كما
انفتحت فيه على الحضارة الغربية. و قد كان لهذه النهضة عدة آثار لعلَّ أبرزها هو:
1/ انتشار المطابع في المراكز العلمية الكُبرى و قد نتج عن هذا
العامل طباعة كُتب التراث العربي القديم, و ظهور الصحف و المجلات. فقد ساهمت مطبعة
بولاق التي أنشأها محمد علي باشا في مصر و مطبعة الجوائب التي أنشأها أحمد فارس
الشدياق في نشر أُمهات كتب التراث.
2/ ظهور الصحافة العربية, فقد أنشأ محمد علي باشا صحيفة الوقائع
المصرية و توالت بعدها الصحف مثل صحيفة (مرآة الأحوال) في الأستانة, و صحيفة
(حديقة الأخبار) في بيروت... و غيرها. و قد أعانت الصحافة على ظهور نثر صحفي متحرر
من القيود و اللهجة و الركاكة و يهتم بالمضمون. فنشأ المقال الذي يُعد ابن
الصحافة. كما ساهمت الصحافة في نشر النتاج الأدبي الجديد كالقصص...
3/ انتشار المكتبات العامة و الخاصة في مصر و الشام و أقطار
الوطن العربي. و من أشهرها دار الكتب المصرية بالقاهرة, و المكتبة الأزهرية
بالقاهرة, و المكتبة الظاهرية بدمشق...
4/ ظهور الجمعيات و الأندية الأدبية و العلمية و الفنية و
الصالونات الأدبية.
أبرز الفنون النثرية في الأدب العربي الحديث:
المقالة:
هي قطعة نثرية قصيرة أو متوسطة, موحدة الفكرة, تُعالج بعض
القضايا الخاصة أو العامة, مُعالجة سريعة في أسلوب يمتاز بالسهولة, و يغلب عليه
رأي الكاتب.
أسباب ظهور فن المقالة في العصر الحديث:
1/ ظهور الصحف و المجلات.
2/ ظهور الأحزاب السياسية و التيارات الفكرية المتفرقة فكانت
المقالة هي القالب الأنسب للتعبير عن آراء هذه المذاهب و لاستيعاب مناظراتهم
السياسية و الفكرية...
المقال الصحفي و المقال الأدبي:
المقال الصحفي يتناول المشكلات القائمة والقضايا
العارضة من الناحية السياسية، أما المقال الأدبي فيعرض لمشكلات الأدب والفن
والتاريخ والاجتماع. و للمقال الصحفي عدة أنواع من بينها (المقال الافتتاحي,
المقال السياسي, المقال الاقتصادي, المقال الاجتماعي,....). و مِنْ أبرز الكتاب
الذين برعوا في كتابة المقال الصحفي: د/محمود عزمي, و الصحفي عبدالقادر حمزة.. و
غيرهما. و من الذين اشتهروا بالمقالة الأدبية: ميخائيل نعيمة , و جبران خليل
جبران, و مي زيادة, و عبدالعزيز البشري.
و من الذين
برعوا في النوعين معًا: طه حسين, و حسين هيكل و عباس محمود العقاد...
خصائص فن
المقالة:
1- تعبيرها عن وجهة نظر الكاتب.
2- الإيجاز و البعد عَنْ
التفصيلات المملة.
3- الحرية و الإنطلاق.
4- الوحدة و التماسك و التدرج
في الانتقال مِنْ فكرة إلى فكرة.
المسرحية:
تعريفها: هي إنشاء أدبي في شكل درامي
مقصود به أن يعرض على خشبة المسرح بواسطة ممثلين يؤدون أدوار الشخصيات ويدور بينهم
حوار، ويقومون بأفعال ابتكرها مؤلف. و
مِن أوائل روَّاد المسرح العربي مارون النقاش. و أول مسرحية كتبها كانت بعنوان
(البخيل) و قد كان متأثرًا بالكاتب الفرنسي (موليير).
عناصر المسرحية :
1) الحادثة: أو الحوادث, و هي مجموعة المتغيرات التي يتولد
عنها الصراع في المسرحية. ويتحرك الحدث تدريجياً بفعل
الصراع بين الشخوص .ويكون الحدث الرئيسي بمثابة المحور الذي تتخلله أحداث فرعية
تشترك فيها الشخوص لتعرض الفكرة.
2) الشخصيات: و هي التي تُحدث
الحدث في المسرحية . و الشخصيات في المسرح على نوعين هما:
-
الشخصية المسطحة (البسيطة أو الثابتة) . – الشخصية النامية (المتطورة).
و سيرد تفصيل هذين النوعين عند الحديث عن النثر القصصي.
3) الحوار: و تقوم عليه المسرحية
. فليسَ في المسرحية مؤلف أو راوٍ يقص علينا الأحداث و يعرفنا على الشخصيات. إنما
تكشف الشخصيات عن نفسها بنفسها من خلال الحوار , و كذلك الأحداث تنمو و تتكشف من
خلال الحوار. و يُشترط في الحوار (الوضوح,
و التركيز, و عمق المعنى, و الجانب الإيحائي). و ألد أعداء الحوار الإطالة, و
الحشو.
4) البناء الفني , أو
الحبكة. و هو أن تترابط الأحداث
ترابطًا منطقيًا يجعل من مجموعها وحدة ذات دلالة محدودة. و هذا ما يُسمى بالوحدة
العضوية، والوحدة من ضرورات العمل الناجح. فإذا انقطع التواصل و منطقية تسلسل
الأحداث اختلَّ البناء المسرحي.
مواضيع ذات صلة
فنون النثر في الأدب العربي الحديث
تطور فنون النثر فى العصر
الأدب العربي في العصر الحديث
الأدب العربي في العصر الحديث
فنون النثر في الأدب العربي الحديث
ما هي انواع الفنون النثرية
انواع الفنون النثرية وخصائصها
بحث عن النثر العربي الحديث
النثر العربي الحديث
النثر العربي الحديث اعلامه مواضيعه وخصائصه
ملخص النثر العربي الحديث
خصائص النثر في العصر الحديث
تطور النثر في العصر الحديث
إرسال تعليق