مفهوم وأهمية بحوث التسويق
مقدمة:  
تحتل بحوث التسويق مكانة كبيرة في معظم المشاريع وباختلاف أنواعها وطبيعة منهجها , وهذه الأهمية تتبع أساسا من الدور الذي تسهم فيه هذه المشاريع في الحياة الاقتصادية, وأصبح لزاما علي الشركات والمنظمات التجارية أن تلجا لأساليب وخطوات وطرق من شانها إن تسهم في إعطاء المعلومات مستندة علي الحقائق والتي تعتمد أساسا في اتخاذ القرار.
فالأبحاث التسويقية :هي جمع البيانات المنظم والموضوعي وتحليليها عن السوق المستهدفة والمنافسة والبيئة التي يتم العمل فيها بهدف زيادة فهمها، بحيث تتمكن المنظمة من خلال عملية البحث التسويقي من الحصول على بيانات تتعلق بعدد من المجالات أو الحقائق المتفرقة لكي تكون قاعدة من المعلومات التي ترشد المنظمة أثناء اتخاذ القرارات المتعلقة بالعمل في السوق المستهدف. ولا تعد الأبحاث التسويقية نشاطاً تمارسه مرة واحدة فحسب، بل هي دراسة مستمرة. إن مفهوم بحوث التسويق يقصد به تطوير الوسائل الفاعلة التسويقية ومهمتها تتعلق باكتشاف الطرق التسويقية الجديدة المناسبة , والاستخدام الأمثل والاختيار الأنسب لقنوات التوزيع ,والأسواق الجديدة ,والأساليب الجيدة في البيع,ومجالات أخري عديدة.
فبحوث التسويق: تعرف أيضا بأنها دراسة كل المشاكل المتعلقة بانتقال وبيع السلع والخدمات بين المنتج والمستهلك بما في ذلك العلاقة بين الإنتاج والاستهلاك,تحضير السلع للبيع,توزيعها المادي,تجارة المفرد والجملة,إضافة للمشاكل المالية ذات العلاقة.
*** صفة العلوم السلوكية
إن بحوث التسويق هي احدي فروع العلوم السلوكية, مادام البحث التسويقي ينصب أساسا علي دراسة المستهلك هدفا يجب تلبية حاجاته ورغباته, والعلوم السلوكية وبفضل الأساليب الفنية والعملية الحديثة وما رافق ذلك من ظهور نظريات ومفاهيم وقواعد معروفة قطعت شوطا بعيدا وحققت نتائج فاعلة في خدمة المستهلك والسوق ومختلف الجوانب الاخري.
وهناك فروق بين العلوم الطبيعية والعلوم السلوكية وتتلخص كما يلي:
1) طبيعة المادة المدروسة:هناك حقيقة يجب إدراكها بان العلوم الطبيعية تتعامل مع حقائق معروفة وثابتة, أما في العلوم السلوكية فتتعامل مع متغيرات لا تخضع للثبات.فمثلا جسم الإنسان مقسم إلي الرأس والجذع والأطراف وهذه حقيقة لاتتغير ولا تتبدل والتفاعلات الكيميائية والنظريات الرياضية والفيزيائية حقائق لاتقبل الشك أو التأويل. ولكن في البحوث السلوكية تختلف عند سؤال المستهلك مثلا عن شكل السلعة فنحصل علي إجابتين أولهما الشكل جيد والثاني الشكل جيد جدا , وهنا ماهو المقياس والمعيار الذي من خلاله يتحدد الجواب؟فقد يكون الجواب الأول جيد يفوق الجواب الثاني جيد جدا.

2) صعوبة الملاحظة للمادة المدروسة: وهي مسالة سهلة في العلوم الطبيعية عما هي عليه في العلوم السلوكية, فالإمكانية في العلوم الاجتماعية من تحسن الظواهر الماضية أو المعاصرة في مجتمع ما وعلي وفق ظروف خاصة , ويمكن القول انه يمكن ملاحظة الظواهر السلوكية ولكن هناك ظواهر أخري لا يمكن ملاحظتها بل يمكن الشعور بها حال ظهور مشكلة من المشكلات.

3) عدم تكرار المادة المدروسة: الظواهر السلوكية اقل قابلية للتكرار من الظواهر الطبيعية التي يمكن إن تتكرر ويسهل دراستها وفق قوانين كمية. من جهة أخري فان الظواهر والأحداث السلوكية لاتتكرر وحداتها علي نفس مرتين , ذلك بان لكل حادثة نفسية صفتها المميزة, مما يعني إن دراستها في كل مرة تكون مغايرة بسبب تغير الظروف والعوامل المحيطة بالحالة.
4) القرار الحاسم: إن موقف الباحث في كلا النوعين من العلوم يختلف في نوعية القرار الواجب اتخاذه ففي العلوم الطبيعية يلاحظ إن القرارات حاسمة أو إنها قرارات تكتنفها بعض الشك القابل للزوال عن الدخول في المزيد من التحقق والتحسس. وعند تفسير نتائج البحوث السلوكية المستندة علي الجوانب الكمية وبنحو فاعل فان القرار النهائي قد لايبدو حاما وإنما يخضع لاجتهادات وتأويلات متعددة.

Post a Comment

Previous Post Next Post