علوم اللغة العربية ووجه استمداد علم أصول
الفقه من علوم اللغة العربية هو أن مما يبحث من علوم أصول الفقه الأدلة وهذه الأدلة
لها دلالات وقد جاءت بلغة عربيه ولفهمها بصورة ٍِ
صحيحة ٍعلى وجه ٍعربي صحيح فإنه لابد من الإطلاع على قدر ٍ
مناسب ٍ من علوم اللغة العربية تعين
على فهم هذه الأدلة ِ ووجوه ِ دلالاتها ولذلك سعى الأصوليون إلى بحث جملة ٍمن المسائل التي
تبحث في علم أصول الفقه وهي لها علاقة ٌ بمسائل اللغة ِ العربية أو أن مسائل اللغة العربية لها تأثيرٌ في تلك المسائل
الأصولية علل بعض العلماء للاستمداد
هنا بوجه ٍ يقرب من هذا فذكر أن كتاب الله ِ عربي وسنة رسوله ِ صلى الله عليه وسلم
عربيه فيحتاج إلى معرفة قدر صالح ٍ من اللغة ِ العربية يمكن معها معرفة ُ معاني ما ذكر من هذه الأدلة
مع التنبيه إلى انه لا يشترط أن يتعمق المرء
في اللغة بحيث
يكون
كعلمائها المشهورين
كالخليل ابن أحمد أو الأصمعي أو سيبويه ونحو
أولئك إنما
يشترط أن يعرف قدراً صالحاً من اللغة ِ العربية يفيد في معرفة ِ دلالات تلك الأدلة
من المسائل التي بحثها الأصوليون مما له علاقة ٌ بعلم أصول الفقه وهو له مساس بعلم اللغة ِ العربية مسألة الأمر والنهي وبحثوا
أيضا صيغ العموم والخصوص وبحثوا المطلق
والمقيد والمجمل والمبين والحقيقة والمجاز والاستثناء
والإشتراك
والمنطوق والمفهوم والاقتضاء والإشارة ُ والتنبيه ومعاني الحروف وغيرها وهذه مسائل تبحث أصالة ًفي علوم اللغة العربية على اختلاف
فئاتها وقد نبه بعض المحققين إلى أن بحث
الأصوليين في هذه المسائل كان أكثر عمقا ً وأوفى تحقيقا مما
بحثه علماء
اللغة العربية وبين سبب ذلك بأن علماء أصول الفقه عندما بحثوا هذه المسائل التفتوا إلى دقائق
الدلالات اللفظية وإلى معان ٍ لم يلتفت إليها علماء اللغة العربية لأن علماء
اللغة العربية في الجملة ما كان يعنيهم أن يفيد الأمر وجوبا ً أو ندبا ً أو إباحة أو
أن يفيد النهي تحريما ً أو كراهة وكان ذلك من عناية
ِ علماء أصول الفقه وهذا قدر زائد ٌ على محل عناية ِ
أهل اللغة .
إرسال تعليق