نظرة الإسلام إلى الحياة : تختلف التربية باختلاف نظرة المربين إلى الحياة، من تفاؤل إلى تشاؤم، إلى شعور بالمسئولية؛ لذلك لا بد من توضيح أهمية الحياة ودورها في الإسلام :
أ- مبدأ الحياة ؛ وكيف جعلها الله دار اختبار وامتحان : إن الإسلام قد نظر إلى الحياة نظرة جدية ، ملؤها الشعور بالمسئولية ، وعندما عرضنا نظرة الإسلام إلى الإنسان ، رأينا أن للحياة مبدأين ؛ أولهما : عندما خلق الله آدم من طين ، ثم سواه ونفخ فيه من روحه ، وأمر الملائكة أن تسجد له : " فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ " سورة الحجر: 30،31 .
ومنذ مبدأ الحياة البشرية الأول ، ميز الله هذا الجنس عن الملائكة وسائر المخلوقات بميزتين :
الميزة الأولى : العلم والعقل ، والإرادة والاختيار ، والتمييز بين الخير والشر .
والميزة الثانية : أنه مخلوق من طين ثم من دم ولحم ، وأنه تبعًا لذلك مجبول على الشهوات والدوافع الغريزية ، وما يتفرع عنها من الجهل ، والإفساد ، والهلع ، إنه كان ظلومًا جهولاً .
قال تعالى "وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ " سورة العصر : 1-3
وقد جمع الله للإنسان هاتين المجموعتين من المميزات والصفات الإنسانية المتقابلة ، وجعل الإنسان قادرًا على اختيار طريق الخير أو الشر ، وجعل ذلك أساسًا لحياته النفسية ، وجعل عنده مقابل كل صفة من هذه النقائص قدرة عقلية على الضبط والاعتدال ، بالرجوع إلى الشرع ، والخوف من الله وعبادته .
وفي مقابل ذلك كله نجد أن الإسلام قد جعل هذه الحياة الدنيا دار امتحان وابتلاء ، يمر بها الإنسان ليصل إلى الآخرة ؛ وهي حياة دائمة لا موت بعدها ، فهنالك الحساب فإما نعيم أبدي ، وإما عقاب وعذاب .
نتائج الامتحان : ثم يصف الله لنا في بضع عشر آية نتيجة الخاسرين في هذا الامتحان ، ونتيجة الرابحين المؤمنين الذين استجابوا لنداء ربهم ؛ فأدخلهم جنات النعيم ، والحوار الذي دار بينهما .

Post a Comment

Previous Post Next Post