التعريف بالمنهج
لم يتوقف القرآن عند بعث الروح العلمية والفكرية في حياة المسلمين، وإنما تجاوز ذلك إلى توجيه المسلمين لطرق التفكير ومناهج البحث.
المنهج في لغة العرب: (1)
مأخوذ من مادة [نَهَجَ]، والنَّهْج: الطريق، ونهج لي الأمر: أوضحه، وفلان نهج سبيل فلان: سلك مسلكه، والجمع: نُهُج، ومناهج. وعلى هذا: فالمنهج في اللغة يعني: الطريق الواضح، أو الخطة المرسومة للسير عليها.
والمنهج في الاستعمال القرآني:
وردت الإشارة إليه في موضع واحد عند حديث القرآن عن الكتب السابقة، وموقف القرآن منها، وموقف النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، من أهل الكتاب، حيث يقول تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا .. } [المائدة: 48]. يقول ابن عباس - رضي الله عنهما -:
_____
(1) معجم مقاييس اللغة لأبي الحسين بن زكريا بن فارس كتاب ((النون))، والقاموس المحيط للفيروز أبادي باب الجيم فصل النون.


شرعة ومنهاجا. سبيلا وسنة، فالمنهاج: السبيل أي الطريق الواضح، والشرعة والشريعة بمعنى واحد، وشرع: سن.
المنهج في بعض استعمالات السنة النبوية:
جاء بمعنى الواضح الذي ينبغي السير عليه، يقول - صلى الله عليه وسلم -: [تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة .. ] (1). أي يسلك الخلفاء مسالك النبي، وينهجون نهجه، ويسيرون على طريقته.
المنهج في الاصطلاح:
هو الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة، تهيمن على سير العقل، وتحدد عملياته الفكرية، حتى يصل إلى نتيجة معلومة.
وعرفه البعض بأنه: ((فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون بها جاهلين، أو البرهنة عليها للآخرين حين نكون بها عارفين)) (2).

Post a Comment

Previous Post Next Post