حقيقة التقوى :
     التقوى هي وصية الله إلى الأولين والآخرين ، قال تعالى { ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله } [ النساء : 131 ] وهذه الوصية العظيمة جامعة لحقوق الله وحقوق عباده . ويورد الباحث فيما يلي جملة من أقوال السلف الصالح في بيان حقيقة التقوى :
      قال ابن عمر : لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر
[ البخاري : 1/19 ]
سئل علي بن أبي طالب عن التقوى فقال : هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل (1)
    وقال ابن مسعود رضي الله عنه : اتقوا الله حق تقاته أي أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر .
    وقال عمر بن عبد العزيز : هي ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله فما رزق الله بعد ذلك فهو خير إلى خير .
    وقال طلق بن حبيب : التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله .
    وقال ابن المعتز ناظما (2) :
 خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
         واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
     فحقيقة التقوى إذن أنها كلمة جامعة لفعل الطاعات وترك المعاصي الكبير منها والصغير والجليل والحقير .
     وهي في جملتها تكتنف النفس المؤمنة من الداخل بحيث ينبع الخير منها دون ضغوط خارجية ، وتنفر من الشر بلا قسر أو إكراه .


(1)  فتح المبين لشرح الأربعين : أحمد بن حجر الهيثمي . بيروت ، دار الكتب العلمية ، 1398 هـ ص 164 .
(2)  النووي : 1382 هـ ، ص 138

Post a Comment

أحدث أقدم