فضل الصلاة
و عظم نفعها وفائدتها
القول الفصل عن الصلاة، هو ما جاء به القرآن الكريم في جملته، وما حوته
السنة المطهرة في تفصيلها. والآية الجامعة الشاملة من سورة العنكبوت تؤكد هذا
المعنى.
يقول سبحانه:
(اتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء
والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)
( العنكبوت: 45)
ويقول من سورة المعارج:
(إن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً إلا
المصلين الذين هم على صلاتهم د دائمون)
( المعارج: 19-23)
وهذا يؤكد بصراحة ووضوح أن المصلين الذين يحافظون على صلاتهم هم أبعد
الناس عن آفات النفس وعللها وأمراضها، وهذا المعنى لا يختلف عليه أحد.
والقرآن الكريم والسنة المطهرة يحتويان على الكثير من الآيات والأحاديث
التي تدل على فضل الصلاة وعلى عظم نفعها وفائدتها، بعلم الله وتقديره، وكل ما
يشرعه الله للإنسان في الدنيا فهو مفيد له في جسمه ونفسه ومجتمعه.
ومن هنا كانت فائدة الصلاة شاملة كاملة متسعة،هذا الاتساع والشمول في
أسرارها ولقد تحدث بها العلماء والفقهاء والمتصوفة ، وكل ما تحدثوا به عن الصلاة
من مفاهيم وأسرار له طعمه ومذاقه ، وكله جميل ومستساغ.
وكل من تحدث عن الصلاة أحسن وأجاد فتحدث الفقهاء بمفاهيم التشريع والإيمان
، وتحدث المتصوفة بمفاهيم الروح وصفاء النفس وتحدث الأطباء المسلمون عن أسرار
الصلاة بمفاهيم الجسم والحركة ، وهذا ما سوف نفصّلها في الفصل الأول من هذا الكتاب
في الحديث عن حركات الصلاة.
ويبقى الجانب النفسي بمفاهيم النفس المعاصرة شاغراً لم يتطرق إليه أحد،
إلا في إشارات تحقق المفهوم دون أن تسبر أغواره أو تحدد أبعاده ، وهذا ما يحاول
الكتاب أن يصل إ لى بعض حقائقه.
إرسال تعليق