الأساليب التربوية لتحقيق التربية الذاتية
تعريف الاسلوب
    جاء في مختار الصحاح : أن الأسلوب هو الفن . (1)
    وقال ابن منظور : يقال للسطر من النخيل أسلوب وكل طريق ممتد فهو أسلوب . قال : والأسلوب الطريق والوجه والمذهب ، يقال : أنتم في أسلوب سوء ويجمع أساليب . والأسلوب الطريق تأخذ فيه . الأسلوب بالضم : الفن ، يقال : أخذ فلان في أساليب من القول أي أفانين منه . (2)
هناك الطرق والوسائل والأفانين التي يتبعها الفرد لتربية ذاته وتزكية نفسه لكي يكون ذلك المسلم الفعال ، ذلك الشخص الذي اعتزم تحقيق القيم والمبادئ الإسلامية في نفسه ومن يعول والتي بدورها تحدد إسلاميته وذاتيته .
    وكما أنه لا يتصور أن ينجح طالب في دراسته بدون جد واجتهاد فكذلك لا يمكن لفرد أن يربي ذاته بدون تحقيق أساليب التربية الذاتية ، وهذه سنة الله في الكون : بذل الأساليب لتحقيق المسببات . قال الشاعر :
        ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها      إن السفينة لا تمشي على اليبس
    أن يغير الفرد سلوكه وتصرفاته وأفكاره إلى الأفضل يعني سيره وفق السنن الكونية التي وضعها الله سبحانه وتعالى في الكون . قال تعالى : { قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } [ آل عمران : 137 ] .
    لذا كان من الضروري معرفة السنن والقوانين لإصلاح الأفراد والمجتمعات لتحقيقها في الواقع ، يقول جودت سعيد : ومن أكبر الظلم الذي ينزله الإنسان بنفسه ألا يرى العلاقة التسخيرية الموجودة بين الإنسان والكون والمجتمع ـ الآفاق والأنفس : فيهمل نفسه ولا يضعها في المكان الذي يسخر الآفاق والأنفس على أساس السنن المودعة فيهما (1)والرابط المشترك لأساليب التربية الإسلامية عموما وأساليب التربية الذاتية خصوصا هو أنها تتعاون لتربية الإنسان الصالح في أي مكان وزمان ، ويتفاوت التطبيق الفردي حسب طبيعة كل إنسان وإمكانياته وميوله وتهيئه النفسي وقدرة إدراكه(2)
والأساليب التربوية لتحقيق التربية الذاتية متعددة ومتنوعة ، فبعضها لا يعتبر المرء بدونها داخلا في دائرة الإسلام ولكنها ذكرت للتأكيد عليها وبيان أثرها المباشر في تزكية المسلم ، وبعض هذه الأساليب يختلف أداؤها من شخص لآخر ، وما جمع في هذا الموضع إن هو إلا نتاج اجتهاد شخصي من الباحث فإن أصاب فمن الله وإن أخطأ فمن نفسه ومن الشيطان
تصنيف الأساليب
المبحث الأول : العبادات الإسلامية
أولا : الشعائر التعبدية .
ثانيا : المحاسبة .
ثالثا : تقوى الله .
المبحث الثاني : المعاملات :
أولا : التحلي بالأخلاق الإسلامية
ثانيا : اتخاذ القدوة
ثالثا : السؤال والحوار
رابعا : العزلة والمخالطة
المبحث الثالث : استغلال الوقت
أولا : العادة
ثانيا : ملء الفراغ
ثالثا : المحاولة والخطأ
ويلاحظ أن هذه الأساليب تستثير الشخصية المسلمة الراغبة في تزكية نفسها ، وكل منها مكمل للآخر ، فمنها ما هو مستقر في الشعور ويمارسه الفرد مع نفسه أو مع الآخرين ومنها ما يتطلب أداؤه عددا من حواس الإنسان ، وكلما كان عدد الحواس أكثر ، كلما كانت الفائدة المرجوة أكبر ، فاشتراك السمع والبصر واللمس والقراءة والإدراك في نشاط إدراكي أو تعليمي أو عاطفي أو انفعالي ، فإن هذه أدعى لأن يكون النشاط  أشد وأقوى وأعمق .(1)


(1)  مختار الصحاح : محمد بن أبي بكر الرازي . 1408 هـ ، ص 130
(2)  لسان العرب : مرجع سابق ، 1/473 .
(1) حتى يغيروا ما بأنفسهم : جودت سعيد ، تقديم / مالك بن نبي ، 1397 هـ ، ص 14
(2) أزمة التعليم المعاصر : زغلول النجار ، الكويت ، مكتبة الفلاح ، 1400هـ ، ص 56
(1) أصول علم النفس العام : عبد الحميد محمد الهاشمي ، جدة ، دار الشروق ، 1404 هـ ، ص 89

Post a Comment

Previous Post Next Post