كثير مما في الكون مسخر للإنسان ، زاخر بالنعم : يمتاز الدين الإسلامي بأن جعل الإنسان يستخدم ما حوله من الكائنات وقوى الكون ، ولفت نظره إلى أنه مسلط عليها بإذن الله، وأن الله قد سخرها له من أكبر الأجرام التي تؤثر في حياته كالشمس، إلى أصغر الكائنات التي يستطيع الاستفادة منها كالنحل والذرة .
أما من الناحية التربوية : فقد ربانا القرآن التربية التي لا يطغى فيها الإنسان ، ولا يتجاوز حده في استخدام هذه الأمور ؛ فلا يفسد ماء الأنهار ، ولا يقتل كائنات البحار ، ولا يستعمل نعم الله في سفك الدماء ، وتعميم الدمار، ولا يظلم أخاه الإنسان ؛ فيغتصب خيراته بغيًا وعدوانًا ، أو زورًا وبهتانًا .
والتربية الإسلامية هي التي ضمنت هذا الجانب ؛ فالإنسان تحت رايتها إنما يستخدم ما سخر الله له باسم الله ، وبأمره وفي حدود شريعته ، والله لا يحب الفساد ؛ فإذا ذكر الإنسان اسم الله على كل سلوكه وتصرفاته ، وعلى كل ما يستخدمه، أصبح سلوكه مثاليًّا ، وامتنع عن كل بغي وعدوان وإفساد وبهتان .

Post a Comment

أحدث أقدم