حسن المعاملة في الوظيفة: إضافةً للنصوص السابقة في حسن المعاملة مع الناس عموماً ، فإن الزميل في العمل له توصيةٌ خاصة في القرآن الكريم ، في قوله عز وجل وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ (النساء : 36) فالجار ذي القربى : الجار القريب في النسب ، والجار الجنُب : الجار القريب في المنزل ، والصاحب بالجَنب : الرفيق في البيت ، والعمل ، والسفر .[1]
وحسن المعاملة يحتاجها الموظف مع رؤسائه ، وزملائه ، ومرءوسيه ، والمراجعين..
فالرؤساء والمدراء في العمل لهم حق المعاملة الحسنة ؛ لأنهم أقدر وأكثر خبرةً في العمل غالباً ، وحسن التعامل معهم يظهر في تنفيذ رغباتهم و أوامرهم ؛ لأنهم من أولياء الأمور شرعاً ، ونحن مأمورون بطاعتهم في الكتاب والسنة ، وحسن التعامل معهم يظهر أيضاً في العلاقة الحسنة معهم لأن لها مردوداً على جودة الأداء ؛ وفي إحسان الظنّ بهم ، وعدم نشر الإشاعات الكاذبة عنهم ، أو التشهير بهم ، أو غِيبتهم ، أو إساءة سمعتهم .
و الروح الإيجابية الاجتماعية إذا سادت العلاقة بين الرئيس والموظفين انعكس ذلك تلقائياً على كسر الروتين الوظيفي، والتجديد في العمل، والتشجيع على النقد البنّاء لمصلحة العمل، ومنع التشنجات في العلاقات، وتعطيل مصالح الموظفين.
وقد يلجأ بعض الموظفين إلى تخشين المعاملة مع المسؤول ، وغيبته والتشهير به ؛ لأنه لم يستطع أخذ حقِّه منه ، وهو متيقِّن أنه مظلوم في حقِّه ، فيعبِّر عن غيظه بهذا السلوك ، ويحتجّ بقوله تعالى لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً (النساء:148 )
إرسال تعليق