تاريخ الروايات العربية
من المعلوم أن أول رواية جزائرية هي "غادة
أم القرى" لرضا حوحو وقد ظهرت عام 7491م، بينما تعتبر رواية" اعترافات إنسان"
لمحمد فريد سيالة التي صدرت سنة 1691م أول عمل روائي ليبي، بيد أن هناك من يذهب بعيدا
إلى أن أول نص ليبي هو "مبروكة" لحسين ظافر بن موسى التي طبعت في دمشق سنة
7391م 1. أما في تونس، فكان أول نص روائي بعنوان" ومن الضحايا" لمحمد العروسي
المطوي سنة 6591م. وتعد رواية"السماء المتغيرة" لحمد ولد عبد القادر أول
نص روائي موريطاني يصدر سنة 1891 عن دار الباحث للطباعة والنشر والتوزيع ببيروت اللبنانية.أما
في المغرب، فنرصد اختلفا بين الباحثين المغاربة، فهناك من يعتبر عبد المجيد بن جلون
أول كاتب روائي بنصه الطوبيوغرافي" في الطفولة" الذي نشر سنة 7591م، وهناك
من يعتبر" دفنا الماضي" لعبد الكريم غلب الصادرة سنة 6691م أول نص روائي
مغربي 2، بينما الدكتور حميد لحمداني يرى أن نص"رواد المجهول"لحمد عبد السلم
البقالي أول نص روائي مغربي صدر عن المطبعة العالمية بالقاهرة سنة 6591 م ، وفي المقابل
لم يظهر نص " في الطفولة" لعبد المجيد بن جلون إل في سنة 7591م عن مطبعة
الطلس بالمغرب 3. ويرى مصطفى يعلى أن رواية" الرحلة المراكشية أو مرآة المساوئ
الوقتية" لمحمد بن عبد ال المؤقت أول نص روائي مغربي ظهر سنة 0391 م،4 أما الدكتور
محمد قاسمي فيجعل رواية " طه"لحمد الحسن السكوري في قمة الترتيب الببليوغرافي،
وقد صدرت سنة 1491 م عن مطبعة الفنون المصورة بالعرائش في 52 صفحة.5 1- البعد المناصي
في الرواية: وعلى الرغم من هذه الختلفات البيبليوغرافية في تحديد أول نص روائي مغربي،
إل أننا نعتبر " في الطفولة" لعبد المجيد بن جلون أول نص أوطبيوغرافي (سيرة
ذاتية) في المتن الروائي المغرب، وأول نص إبداعي أدبي تمثل قواعد الكتابة السردية
كما هو محدد في السيرة الذاتية. و تتميز " في الطفولة" عن باقي السير الذاتية
الخرى أنها سيرة ذهنية كرواية أوراق لعبد ال العروي، بينما سير كل من محمد شكري (
الخبز الحافي، الشطار،...)، والعربي باطما(اللم، الرحيل) سير بيكارسكية شطارية موغلة
في الواقعية النتقادية الساخرة القائمة على الفضح والتمرد وتكسير الطابو المحرم أو
المقدس سواء أكان دينيا أم سياسيا وإدانة المجتمع والثورة على أعرافه و قوانينه الطبقية
الجائرة. ومن هنا، فسيرة عبد المجيد بن جلون تشبه سيرة " اليام" لطه حسين
وسيرة " حياتي" لحمد أمين.
ويمكن أن نعتبر " في الطفولة " لعبد
بن جلون نصا روائيا لكونه يجمع بين التوثيق والتخييل، وبين المتعة الفنية وسرد الحقائق
التاريخية. كما أن النص يخضع لكل مقومات الحبكة السردية وخصائص الكتابة الروائية فضل
عن توظيف خاصية التشويق والمتاع الفني وتطويع السرد لخدمة المضمون ولاعتراف الذاتي
إرسال تعليق