العدل في الوظيفة: وللعدل في الوظيفة مجالات تطبيقية ؛ منها:
1- إسناد الأعمال الإدارية للأكفاء الأمناء ، ليطبقوا العدل في إداراتهم ، وإلا كان من ولاّهم شريكاً لهم في الظلم.
2- ومنها: توضيح حقوق وواجبات كل موظف ؛ لأن بعض المسؤولين لا يوضِّح للموظف هذه الواجبات ثم يؤاخذه على عدم تطبيقها ، وهذا ليس من العدل.
3- ومنها: المساواة بين الموظفين المتساوين في الدرجة والخبرة في المعاملة ، والحقوق ، دون تمييز بينهم غيرَ مبرر ، فإن العدل يقتضي المساواة بين المتماثلين .
4- ومنها: تقديم من سبق في مسابقة وظيفية ، أو في عرض مشروع ، أو في تقديم طلب مقابلة مسؤول ، أو طلب إنجاز معاملةٍ ما ، فالعدل في ذلك كله أن يقدَّم الأسبق ؛ لأنه منهج القرآن والسنة ، فالقرآن الكريم قدَّم السابقين على أصحاب اليمين ، والنبي rكان يحثّ الصحابة على المسابقة على الخير ، فمن سبق وُعِد بالثواب ، كالحديث المشهور ( سبقك عكاشة ). وقد جرى مثلاً .
5- ومنها: تقييم الموظفين بشكل موضوعيّ نظاميّ ، لا على أساس مصلحيّ.
وعكس ذلك ظلم ، كمحاباة بعض الموظفين ، أو المراجعين لعلاقة شخصية أو مصلحة خاصة ، وسيأتي تفصيله في الصفات المذمومة.
وقد يقول أحد الموظفين أو المسؤولين: لا أستطيع تطبيق مبدأ العدل بحذافيره ؛ لأنه يسبب لي نوعاً من الإحراج ، أو لوماً من المسؤول.
والجواب:أن الموظف أو المسؤول الذي لا يستطيع تطبيق العدل ليس بكفء أن يتولى هذا المنصب ، فالمنصب يحتاج إلى شجاعة وقوة شخصية – والقوة إحدى أهم صفتين في الوظيفة – فكيف تولى هذا الموظف المنصب وهو ضعيف ، ثم يحتجّ بأنه لا يستطيع تطبيق العدل ؟! وأمرٌ آخر : وهو أن الوقوع في الإحراج في الدنيا ، وتلقِّي اللوم ، خيرٌ من الإحراج يوم القيامة أمام الله رب العالمين ، حين يطالب المظلوم بحقِّه ، فلا يمكن أداؤه له.
وأمرٌ آخر :وهو أن هذا المظلوم قد يدعو على الموظف الظالم له بعدم التوفيق ، أو بالانتقام منه ، ودعوة المظلوم مستجابة ، وبطش ربك شديد ، وقد قال ( ثلاثة لا ترد دعوتهم ؛ الصائم حتى يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ) [1]
إرسال تعليق