القضاء في عصر النبوة

بعد ولادة الدولة الإسلامية بهجرة الرسول Bإلى المدينة كان Bهو المؤسس والمنفذ والموجه والمنظم لدولة الإسلام، والدولة إن لم ينتصب فيها ميزان العدل الذي هو القضاء ليحارب الظلم والظالمين غدت تلك المبادئ مجرد أماني.
فكان الرسول الأعظم Bأول قاضٍ في الإسلام يحكم بما أنزل الله ﴿فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق﴾[المائدة: 48].
وكان صلوات الله عليه يجمع في شخصه رئاسة الدولة، والقضاء، وتبليغ دعوة الله ورسالته، فهو لا يحكم إلا بما أنزل الله، وأما بالنسبة للبلاد التي دانت للإسلام في عهده تعالى فقد كان يولي عليها ولاة لهم الولاية العامة: فالوالي إمامهم في الصلاة، وعاملهم على الصدقات، وقاضيهم في الخصومات، ومعلمهم أمور دينهم، ومفتيهم فيما يسألون، وكمثل على ذلك تعيينه تعالى(عتاب بن أسيد) والياً على مكة عندما فتحها، فقال لهانطلق، فقد استعملتك على أهل بيت الله»، وهذه تولية عامة، ومن هؤلاء أيضاً عبد الله بن وفل ، وهو أول قاضٍ في المدينة، وراشد بن عبد الله، بعثه إلى نجران أميراً على القضاء والمظالم.([1])




([1])القضاء الإداري بين الشريعة والقانون، د. عبد الحميد الرفاعي، دار الفكر ، دمشق ــ سورية، ودار الفكر المعاصر، بيروت ــ لبنان، الطبعة الأولى، 1989م: ص39.

Post a Comment

Previous Post Next Post