تشخيص ترابي
لجماعة إفران الأطلس الصغير خلصنا إلى استنتاجات عامة مفادها أن المنطقة تزخر بمؤهلات
طبيعية و بشرية لا يستهان بها إن تم تدبيرها بشكل أحسن، غير أن هذه الأخيرة تعرف
إختلالات و تفاوتاث كبيرة و تتخبط في مشاكل و عراقيل بالجملة تحول دون تحقيق
التنمية المنشودة.
إن الإقتصاد المحلي فما يزال يغلب عليه النشاط الفلاحي، مع بروز وظائف
جديدة تتمثل في صناعات حديثة كالحدادة والنجارة التي تعتمد على آلات عصرية، ورافق ذلك
تراجع الصناعة التقليدية بالمنطقة.
وفيما يتعلق بالتجهيزات التي تتمثل في الطرق
والماء الصالح للشرب والكهرباء، فالجماعة تتوفر على تجهيزات لا باس بها يتجلى دلك
في إرتفاع نسب التزود بالماء الصالح للشرب والكهرباء، لكن هذا لا يعني أنها في
حالة جيدة نظرا للمشاكل التي تطرحها. وتظل الخدمات الإجتماعية الضرورية كالصحة
والتعليم لا ترقى إلى المستوى المنشود رغم البنيات التحتية المتوفرة.
هذا هو واقع الحال بسلبياته و إيجابياته، فهل بإمكان مبادرات الدولة كالمبادرة الوطنية للتنمية
البشرية المساهمة في تجاوز مشاكل و معيقات التنمية بالمنطقة، من خلال الإهتمام
بالعنصر البشري وتأهيله و الأخد بيده، وتوفير مختلف الخدمات و التجهيزات الاجتماعية
الضرورية، التي تفتقر إليها معظم الجماعات بالوسط القروي، و تعتبر بذلك مرتعا خصبا
لإستفحال معضلات الفقر والأمية و البطالة ،و الإنقطاع عن التمدرس وضعف فرص الشغل
والانشطة المدرة للدخل. مثلما لا يكفي القول أن هده الوضعية غير مقبولة، فان مجرد
الاقتصار على تشخيصها هو الاخر لا يسمن ولا يغني من جوع، لأنه يظل غير دي جدوى ما
لم يقترن بالعمل الجاد لتغييرها إلى الأحسن.
كما أن تنمية وتدبير المجال وتأهيل العنصر البشري بالمنطقة يستوجب وبشكل
جدي إنخراط كل المكونات والمؤسسات المحلية من سلطات محلية، وهيئات المجتمع المدني
من منظمات غير حكومية وجمعيات...إلخ ومن ثمة فإن سكان المنطقة مدعوون اليوم أكثر
من اي وقت مضى للوعي بوضعيتهم ومعرفة أنفسهم من أجل النهوض بواقعهم الاجتماعي والاقتصادي،
مطلوب منا اليوم التعاون والتضامن في إطار مقاربة تشاركية كل حسب مؤهلاته ومعارفه
من أجل البناء المجتمعي المحلي وهذا لن يتأتى ألا بتضافر الجهود.
يبقى أن نشير أن النسق البنيوي للتشكيل
المؤسساتي الجماعي لازال يشكل عائقا كبيرا أمام كل تغير وتغيير، إذ أن عدد كبير من
الذين يتهافتون للوصول إلى مراكز الشأن المحلي منطقهم منطق تجاري بالأساس يبحث عن
الربح ولاشيء غير الربح ومن ثمة نجد عددا كبيرا من هؤلاء الذين يتهافتون على
المجالس الجماعية وبشتى الوسائل المالية والرمزية والطمعية كدافع لهم من وراء ذلك المصلحة الشخصية والارتقاء الاجتماعي
.
فهل سنبقى مكتوفي الأيدي، أم نستشرف المستقبل
ونبعث الأمل في أنفسنا أولا ونقول ما هي الآفاق؟ وما هي السبل التي يمكن بإتباعها
تجاوز المشاكل والمعيقات التي تعرقل مسار التنمية بالمنطقة؟ وهل ستستطيع المجالس
الجماعية اللاحقة تحقيق ما لم تحققه المجالس السابقة و الحالية؟.
Post a Comment