ازرع
الثقة والاستقلالية في نفوسهم :
خليق
بالآباء ـ أولا ، وإن كانوا في غنىً أو جاه ـ ثم المعلمين أن يربّوا أولادهم
وطلابهم على مبدأ الاعتماد على النفس بعد الله لأن الحياة لا تقوم إلا بالحركة
والسعي والعمل والتدبير وكما يقال علم ابنك كيف يصطاد السمكة ولا تلقمه السمكة .
لاَ خَيْرَ فِيمَنْ كَانَ خَيْرُ
ثَنَائِهِ فِي النَّاسِ قَوْلَهُمْ
غَنِيٌّ وَاجِدُ
ويتمثل
البناء المهني في الآتي :
ـ تبصير الأبناء بفضل العمل وأهميته ، وتنمية
ذلك في نفوسهم.
ـ تعليم الأبناء أخلاقيات العمل وآدابه .
ـ تعليمهم الفنون الاقتصادية حسب رغباتهم
وقدراتهم .
ومن
أهم الأمور التي ينبغي للمعلم أن يسعى لتحقيقها في نفوس طلابه ، بل أهمها على
الإطلاق :
وهي خلاصة التوجيه غرس
الإيمان بالغيب وتثبيته وتقويته ، في نفوسهم بالحجج والبراهين القاطعة ، وتقوية
الجانب العبادي والصلة بالله ، والاعتصام بحبله ، والتعاون من أجل رفع راية (لا
إله إلا الله) مستعيناً بما يأتي :
التذكير بحالة المسلمين التي يعيشونها اليوم ، والأوضاع الجاهلية
التي أحدثت للعالم كله القلق والاضطراب . وأمرهم بـالتمسك بالجماعة وأن (من شذّ
شذّ في النار) وأن هذا من صفات الطائفة المنصورة ، والتي تبدأ بالإيمان وتنتهي
بالجهاد الذي أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم العهد ، وطلب الشهادة من أجل تحقيق
رفع راية الإسلام .
والإخلاص :
ويتجسد هذا المعنى في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم : قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ... ورجل تعلم العلم وقرأ
القرآن , فأتي به , فعرفه نعمه , فعرفها فقال : ما عملت فيها , قال تعلمت العلم
وعلمته وقرأت فيك القرآن , قال : كذبت , ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم , وقرأت
القرآن ليقال قارئ فقد قيل , ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ...
الحديث ) أخرجه مسلم والنسائي وأحمد والترمذي . فحري بالمربين والمعلمين أن يغرسوا
في نفوس ناشئتهم إخلاص العلم والعمل لله , وابتغاء الأجر والثواب من الله , ثم إن
حصل بعد ذلك مدح وثناء من الناس فذلك فضل من الله ونعمة والحمد لله .
إرسال تعليق