تخفيف الوزن مع رياضة المشي
المشي في
اللغة هو الانتقال من مكان إلى مكان بإرادة (1) ولا يخص المشي صاحب الأرجل
فقط ولكن كل
بحسبة حتى ولو لم يكن هنالك أرجل كالحيات قال تعالى :(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)2
وقد خلق الله سبحانه الإنسان وجعل فيه خاصية المشي ليقضي حاجات نفسه ولينتقل إلى حيث يشاء وليمارس حياته بشكل طبيعي في إطار احتياجاته اليومية ، حتى إن الرزق مرتبط بالمشي في مناكب الأرض قال تعالى :
( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) 3
فكان المشي حتما إجباريا لأنه سبب من أسباب الحصول على الرزق ولكن مع تقدم المدنية ومع تعقد أحوال المجتمع وحاجات الناس إلى أعمال قد لا تلزم المشي أصبح الناس يعانون من قلة المشي إلا فيما ندر ومع توفر السيارات خاصة أصبح الناس يعتمدون عليها حتى في أبسط الأشياء وحتى للذهاب لأقرب الأماكن تكاسلا واتكالا ؛ فكانت النتائج عكسية على صحة الناس ، فكثر البدناء وتراكمت الشحوم وأصبح الكثيرون يبحثون عن عقار يقضي على هذه السمنة المنتشرة والتي تصحب الأمراض غالبا وتؤدي إلى ما لا يحمد عقباه ،وأصبح التجار يتفننون في الترويج لمنقصات الوزن من العقاقير التي يعلن الأطباء ضررها على الصحة وأحيانا لا تفيد شيئا فقد تصرف الأموال الطائلة من أجلها بلا جدوى ، والناس يعلمون الأضرار ولكن الموائد تعج بكل شهي لا يقاوم والرياضة قلما تمارس بل ربما لا تمارس إطلاقا ، وعندما يكتشف الإنسان أنه أصبح بدينا يبدأ في القلق ويفكر ما ذا يفعل فمرة يقرر التخفيف من الأكل، فيفعل يوما أو يومين ثم يمل ، ولكنه يقرر ممارسة الرياضة فيمارسها بعنف في فترة وجيزة اعتقادا منه أن ذلك سيجديه ولكنه سرعان ما يكتشف أن لا جدوى فيعود ويقول في نفسه : الإنسان لن يموت إلا مرة واحدة ، فلنتمتع ما شئنا ولنأكل من الأطعمة ما اشتهينا ولكنه يصدم بعد ذلك عندما تبدأ النخزا ت تناديه في مواضع من جسده ليكتشف أنه قد أصيب بمرض القلب أو السكري أو غيرها من الأمراض العصرية المنتشرة نتيجة السمن والبدانة 0
ومع وجود الرياضة السهلة واليسيرة والمقدور عليها من كافة أفراد المجتمع إلا أن الناس لا يأبهون لها ولا يلقون لها بالا وهي رياضة المشي والتي يقرر الأطباء أنها من أنفع الرياضات وأحسنها للجسم فقد أ شارت إحدى الدراسات (4) إلى أن ممارسة رياضة المشي بمعدل 20 دقيقة يوميا يحافظ على صحة الجسم واستمرار حيويته رغم التقدم بالعمر، ولدى مقارنة نتائج الدراسة،
بين الذين مارسوا هذه الرياضة وبين الذين لم يمارسوها من متوسطي العمر لفترة ثلاث سنوات، تبين أن غير الرياضيين قد زاد وزنهم وارتفع ضغطهم الدموي وازدادت لديهم نسبة الشحوم في الدم، في حين أن الذين مارسوا هذه الرياضة قد حافظوا على معدل الكولسترول والضغط ومعدل وزنهم أيضا. وتؤكد الدراسات ان الذين يمارسون تمارين الإيروبيك بشكل منتظم من المتوقع أن يعيشوا فترة أطول بسنتين ونصف السنة من غيرهم،- والأعمار بيد الله- إضافة إلى ذلك فان مثل هذه التمارين تضفي على حياتهم المزيد من الحياة الصحية الخالية من الاضطرابات.
وبالرغم من أن رياضة المشي تعتبر سهلة إلا انه لابد لأدائها من توفر الشروط الأساسية التي تجعل منها رياضة مفيدة. وعن طريقة المشي الرياضية يقول الدكتور مصطفى جوهر حيات من الكويت: الإنسان يمشي بطبيعته ولا نود هنا تعليمكم طريقة المشي العادي إلا أن الحركة الميكانيكية للمشي عند معظم الناس بعيدة جدا عن المشي الرياضي فطريقة المشي عند الإنسان موزعة بين حركات القدمين مع ثني مفصل الركبة قليلا ويكون باطن القدم على سطح الأرض كاملا، والذراعان يتمرجحان أماما وخلفا في عكس حركة الرجلين مع زيادة حركة التردد والمشي على أمشاط الأصابع من أهم الأخطاء الشائعة في المشي بالرياضي الذي يسبب الإجهاد العضلي وبعض الإصابات. يبدأ المشي الرياضي بالقانون الطبيعي للوقوف والعمل على إطالة العمود الفقري وبدون استقامة المحنيات الطبيعية في منطقة الرقبة والوسط والظهر مع استرخاء وتوازن بين جميع عضلات الجسم الأمامية والخلفية والجانبية، ويكون الهدف من المشي الحركة في اتجاه للأمام، لذا يجب عدم زيادة الحركة من السطح الجانبي للجسم وتحديد الحركة بين الذراعين والرجلين مع تقليل حركة الجذع.
ولتطبيق المشي الرياضي يجب الوقوف معتدلا في أحسن وضع للقوام ثم مرجحة الرجل مستقيما للأمام مؤشرا بأصابع القدمين للأمام مع ثني مفصل الركبة قليلا وتكون الحركة من مفصل الحوض ثم وضع كعب القدم على الأرض ثم الدفع بالإبهام (الإصبع الكبير) ولا تنس أن تكون عملية التنفس عملية حرة مع إيقاع القدمين. وتكون حركة القدمين موازية لسطح الأرض أو مضمار المشي وعلى ارتفاع تقريبا (2 ـ 3) بوصة وتعتمد طول الخطوة على مرونة مفصل الفخذ وطول القدمين وسرعة الخطوة ونوع الملابس. أما بالنسبة لحركة الذراعين فيجب مرجحتها بحرية وسهولة من مفصل الكتف في اتجاه حرك القدمين، وتعتمد مسافة المرجحة على مسافة الخطوة وجعل الصدر مواجها للأمام وراحة اليدين مواجها للرجل. وبما أنه ليس هناك من يقف معتدلا وصحيحا فكذلك ليس هناك من يمشي مشيا نموذجيا وذلك لتدخل البناء الهيكلي للجسم والمواصفات التشريحية والشخصية للإنسان، والمشي الرياضي عبارة عن حركة ذات إيقاعات متواصلة ومستمرة لنفس النموذج الميكانيكي لحركة العضلات في الساقين. وأخيرا.. لا تنس أثناء المشي بأن تتنفس بعمق بإدخال الهواء من الأنف وإخراجه من الفم، والمشي للوصول إلى فترة الإثارة الفسيولوجية، ولا يتطلب بأن تقطع المسافة أو الزمن بدون تنفس أو تقطع في عملية التنفس، لذا إذا شعرت بالتعب والإجهاد أو تقطع التنفس يتطلب تقليل سرعتك والوقوف فورا إذا شعرت بالدوخة والدوران أو الميل للتقيؤ. وأثناء المشي ينصح بسحب البطن للداخل مع التنفس الطبيعي مع إيقاعات القدمين والخطوة.
ابدأ المشي البدء في برنامج المشي يكون أسهل من وضع إحدى قدميك أمام الأخرى، ولكن أداء بعض تمرينات الإطالة وخاصة عضلات الرجلين يعطيك أكثر راحة وثقة.
Post a Comment