القواعد الاساسيه لفن التعامل مع الناس

ان يعلم المرء أن الناس طبائع

منهم الغضوب ومنهم الحليم ومنهم الذكي والمتعلم والجاهل
وكل أنسان يتعامل معك في الغالب بحسب طبيعته هو ..
والنبي صلى الله عليه وسلم كان عندما يتعامل مع الناس
يتعامل معهم بحسب طبيائعهم..لذلك يأتيه رجل فيسأله
يارسول الله مأحب الأعمال إلى الله؟ فيقول : الصلاة في وقتها..
ويأتيه أخر ويقول مأحب الاعمال إلى الله ؟فيقول:الجهاد في سبيل الله

عجباً! .. كيف نجمع بين الصلاة أم الجهاد...
أعطى النبي الرجل الاول الجواب الذي هو محتاج إليه ..
لأنه ليس عنده قوة في بدنه ولايستطيع الجهاد فلماذا بقول له جاهد؟,,,,
أما الاخر فعنده قوة في بدنه واسنطاعه على حمل السلاح فأعطاه النبي الجواب الذي يصلح له.
كذلك انت عندما تتعامل مع الناس على هذا الاسلوب تستطيع أن تملك قلوبهم
دون حدوث مشاكل معهم ومثال ذلك:

1/ (
قصة الرجل الذي جاء إلى النبي واستأذنه في الزنا فقال له الرسول والنبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اهدي قلبه وحصن فرجه واغفر ذنبه..)

2/ (
و قصة الاعرابي الذي بال في المسجد ..) قال له الرسول والنبي صلى الله عليه وسلم (إن هذه المساجد لم تبنى لهذا وإنما للصلاة والذكر وقراءة القرآن) حتى دعى الاعرابي (اللهم ارحمني ومحمدا ولاترحم معنا احدا)

لكن انظر وقارن بين القصتين السابقتين ....وهذه القصه
عندما صلى معاذ بن جبل رضي الله عنه بأصحابه
ووقع في خطأ انظر كيف تعامل النبي معه !!

معاذ عالم وصحابي ..صلى مع النبي صلاة العشاء
وإذا انتهت الصلاة خرج بسرعه وذهب إالى قومه وصلى معهم...
لكنه يطيل في الصلاة وفي يوم من الايام دخل معاذ الصلاة وكبر ..
قرأ الفاتحه ..وجاء رجل من قومه من مزرعته مجهد ومتعب من السقي والحرث ..
أتى الى المسجد الذي فيه معاذ ليصلي العشاء ويذهب للنوم فوراً
فكبر خلف معاذ وقال معاذ (ولا الضالين ) قال الناس :آمين
ثم بدأ بسورة البقره ؛ يحتاج إالى ساعتين على الاقل
حتى ينهي السوره إالى قوله (وانصرنا على القوم الكافرين) في النهايه ..
الرجل المزارع صبر صفحة صفحتين ثلاث _اربع فلما رأى معاذ أطال....
وهو لايتحمل اكمل الصلاة لوحده وذهب للبيت فنام.
انتهى معاذ من الصلاة بعد نهاية البقره ..جلس يسبح ويهلل
قال له رجل :يا معاذ
قال :نعم
قال: جاء فلان وكبر معنا وعندما شرعت في البقره وقف قليلا ثم أكمل صلاته وذهب .
قال: أقطع صلاته؟؟
قال: نعم
قال:ذاك منافق!
سمع بعض الناس الكلام وحملوها إلى ذاك المزارع بإنه منافق
قال المزارع: لأرفعنه إلى رسول الله ...
فذهب إلى النبي فإذا عنده معاذ...قال :يارسول الله
قال الرسول: نعم
قال:يارسول الله والله إننا لنتأخر عن صلاة العشاء مما يطول بنا معاذ
نظر النبي إلى معاذ وسأله:ماذا تقرأ؟
فأخبره...فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا وقال:
(
أفتان أنت يامعاذ أفتان أنت يامعاذ.. هلا قرات بسبح هلاّ قرأت بالغاشيه ..يردد عليه السور القصار...)
ثم التفت الرسول إالى المزارع وقال له ماذا تقول في صلاتك؟
قال:أسأل الله الرحمه وأعوذ به من العذاب وأسأله الجنة وأعوذ به من النار..
(
أي مع قراءته )أما دندنتك ودندنة معاذ فلا احسنها
فضحك النبي وقال (انا ومعاذ حولها ندندن)

أيهم أعظم خطأ..الاعرابي الذي بال في المسجد أم معاذ الذي يطيل في صلاته بالناس؟؟

الفرق:ليس بالخطأ ولكنه بالمخطئ ؛معاذ الخطأ منه بعشر أخطاء...
لأنه عالم ؛أما الأعرابي فجاهل ..
فالرسول عليه الصلاة والسلام تعامل مع الناس بطبائعهم
كذلك أسامه بن زيد رضي الله عنه أرسله الرسول مع جيشه إلى جهينه ..
فانتصروا عليهم ..وأسامه معه السيف ويلحق الكافرين ..يتفرقون..
وفيهم واحدأً قوي يضرب بسيفه وعندما رأوه الصحابه فرّوا يمينا وشمالا ولم يجد أحد ..
اطلق قدميه للريح وفرّ فلحقه اسامه ورجل من الانصار ..
فوجد الرجل الرجل شجرة ليختبئ خلفها فوجده أسامه ورفع السيف
فقال الرجل :اشهد أن لاإله إلا الله وأن محمد رسول الله...
فقتله أسامه وأما الأنصاري فأنزل سيفه؛
ثم عاد أسامه مع الجيش إلى النبي...وكان رسول الله يحب اسامه حباً شديداً
وقال يارسول الله(وقص عليه القصه)
والرسول فرح ثم قال اسامه ولحقت رجلا منهم..
ولاذ بالشجره ورفعنا عليه السيف وقال:أشهد أن لا إله إلا الله وإن محمد رسول الله..
وأما صاحبي فخفض سيفه وأما أنا فقتلته بالسيف..
فتغير وجه الرسول وقال (أقتلته بعد أن قالها...؟)يتأكد؛
قال أسامه:نعم
فأعاد عليه ..
قال:نعم
غضب النبي وقال: يأسامه كيف لك بلا إله إلا الله إذا جاءتك يوم القيامه
قال اسامه:يارسول الله هذا قالها ...خوفا من السيف!!...
قال الرسول(هلاّ شققت عن قلبه فنظرت ...؟)
يقول أسامه ..فلا زال يلومني حتى تمنيت أني مأسلمت إلا تلك الساعة.

إذاً هذه القاعدة الأولى في تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الناس
فـ هل إنتهجنا نهجه صلى الله عليه وسلم ؟!

Post a Comment

أحدث أقدم