الــمـسـرحـــيــة
اكتب مقالة أدبية تتعرض فيه إلى ما يلي :
-
نشأة المسرح العربي وأهم المراحل التي مر بها .
-
أهم الأدباء الذين عملوا على إرساء قواعد هذا الفن .
-
الخصائص العامة للمسرحية وأنواعها .
*
دعم مقالك بالشواهد .

الإجـــابة :
* المقدمة :
يهدف المسرح –كغيره من الفنون –إلى تقديم خبرة جمالية وثقافة للإنسان .و التأثير الذي يحدثه المسرح عاطفي أولا، وفكري ثانيا ؛ ولا شك في أن تلك الخبرة تزيد في فهم الإنسان لبني جنسه .
*
العرض :
إن المسرح فن دخيل على أدبنا العربي ، دخل منذ منتصف القرن  19 وبالتحديد سنة 1847على يد ماورن النقاش، وتطور حتى الوقت الحاضر . وكل المحاولات التي تتحدث عن وجود المسرح في خيال الظل والقرقوز هي محاولات عقيمة ؛فالمسرح عبارة عن نص .أما خيال الظل فله علاقة بالحركة لا بالنص ،وعندما اطلع العرب على التراث الإغريقي في المسرح أحجموا عن ترجمته والتأثر به لأسباب منها أنهم وجدوا المسرحيات ملأى بما ينافى العقيدة الإسلامية من عالم أسطوري مليء بالتماثيل والآلهة وأشباه الآلهة .كما أن اعتزازهم بفصاحتهم  وشعرهم منعهم من نقل شعر غيرهم كالشعر المسرحي الإغريقي ولذلك انصب اهتمامهم على ترجمة العلوم .
-
نشأ المسرح العربي أول منشأ في لبنان وسورية لأن النهضة في الشام كانت أدبية في بدايتها ، في حين أن النهضة في مصر بدأت علمية .   
ويعد مارون النقاش أب المسرح اللبناني ،كان هذا الرجل تاجرا يتقن عدة لغات ، ويعرف شيئا من الموسيقى ، ويبدو أنه شاهد في إيطاليا بعض المسرحيات وأعجب بها كثيرا ، ونقل شيئا منها إلى بلده لبنان ، ثم حاول أن يقتبس ويؤلف عددا من المسرحيات منها: البخيل ، مقتبسة عن الكاتب المسرحي الفرنسي موليير ، أبو الحسن المغفل ، الحسود السليط
وكان أبو خليل القباني رائد المسرح في سورية .في حين أن مصر عرفت الفن المسرحي عن طريق الفرق التمثيلية التي أسسها آل النقاش :نقولا،سليم خليل النقاش ،أبو خليل القباني .إلى أن ظهر أول مسرحي مصري هو يعقوب صنوع المتوفى عام 1912.أما في الجزائر فإن بعض الدارسين يعتبرون سنة 1919سنة ميلاد المسرح الجزائري.وكان خليل اليازجي أول من ألف مسرحية شعرية عام 1876 سماها المروءة والوفاء. وظل الشعر المسرحي فجّا غير مكتمل حتى جاء أحمد شوقي فطوّع الشعر العربي للحوار المسرحي فنهض بالمسرح وكتبه بلغة راقية. وقد بدأ محاولته الأولى في نهاية القرن التاسع عشر، فطوع الشعر العربي للحوار المسرحي ، فنهض بالمسرح وكتبه بلغة راقية . وقد بدأمحاولته الأولى في نهاية القرن الماضي ، لكنه تراجع عنها ولم يكملها ثم عاد إلى التأليف المسرحي سنة 1927فكتب سبع مسرحيات منها: علي بك الكبير ، عنترة ، مجنون ليلى ،أميرة الأندلس…واقتفى أثره شعراء وكتاب أمثال عزيز أباظة، وعلي أحمد باكثير، ومحمود تيمور ، وتوفيق الحكيم. ولا يزال المسرح يشق طريقه بين المد والجزر .
-
مر المسرح العربي بمرحلتين بارزتين هما :
أ-مرحلة الترجمة والاقتباس التي يمثلها رائد المسرح العربي مارون النقاش في لبنان الذي اقتبس مسرحيات من الأدب الغربي منها مسرحية البخيل لموليير .
ب-مرحلة التأليف ، وأبرز أعلامها مارون النقاش وال شيخ خليل اليازجي في لبنان، وأبو خليل القباني في سورية،ويعقوب صنوع وجورج أبيض وفرح أنطوان وتوفيق الحكيم …في مصر .
-
ومن الأدباء الذين أرسوا قواعد الفن المسرحي في الوطن العربي نذكر :
-
الشاعر أحمد شوقي باعتباره رائد المسرح الشعري ، ألف سبع مسرحيات :ست منها شعرية وواحدة نثرية .
-
فرح أنطوان الذي ألف مسرحيات أجودها مسرحية:السلطان صلاح الدين ومملكة أورشليم .
-
محمود تيمور صاحب مسرحيات: العصفور الصغير،وعبد الستار أفندي ،الهاوية ..
-
توفيق الحكيم سيد المسرح العربي بلا منازع لغزارة إنتاجه وجودته ، وعلى يده تأصل المسرح العربي ،ووثب وثبة نوعية لم يكن يحلم بها أبدا كل من سبقوه ، فقد أرسى الحكيم قواعد المسرح في النثر كما أرسى شوقي قواعده في الشعر . ومن مسرحيات الحكيم :شهرزاد،أهل الكهف،أديب الملك، بجمليون، رغيف لكل فم،رحلة إلى الغد ..وأعقب هؤلاء الرواد بروز أعلام في فن المسرح في بقية البلاد العربية مشرقا ومغربا .
-
للفن المسرحي خصائص تشترك في بعضها مع القصة مثل :الحدث والشخصية والفكرة والأسلوب، لكن أهم ما يميزها:  الحوار الذي ينبغي أن تتوافر فيه جملة من الشروط ليكون ناجحا وهي :
-
مطابقته لمستوى الشخصية،فلا يعقل أن يتكلم أمي بلغة أستاذ .
-
سهولته حتى يتمكن الناس من فهمه .
-
حياد المؤلف تجاهه ؛فلا تطغى عليه روح المؤلف .
-
ارتفاع مستواه-من حيث الأداء والعمق-عن مستوى الأحاديث العادية .
-
حسن تسلسله .وتوافره على إيقاع موسيقي ملائم .
الصراع الذي يعتبر العمود الفقري،إذا كان الحوار هو المظهر الحسي للمسرحية فإن الصراع هو المظهر المعنوي لها والصراع أنواع :
-
صراع نفسي داخلي بين نوازع النفس وغرائزها.وصراع خارجي بين شخص وآخر وجماعة وأخرى .



أنواع المسرحية :
*
المأساة:وتتميز بتناولها أحداثا مؤلمة ، تثير الشفقة والخوف،وتنتهي دائما بفاجعة وتتمثل في موت أو انهزام أو انتحار،  وحسب تعريف أحد النقاد المعاصرين فإن المأساة هي مسرحية تكون المعالجة فيها جدية وعميقة وسامية ونهايتا مفجعة حتمية .
*
الملهاة :وتعرف بخفة موضوعها وطرافة حوادثها،تهدف إلى الفكاهة وإضحاك الجمهور،وتنتهي غالبا نهاية سعيدة .
*
المغناة (أوبريت) :ما يميز أشخاصها أنهم يغنون أدوارهم كلها أو أغلبها
الخاتمة : اتخذ المسرح منذ نشأته –عند اليونان – الشعر أداته .أما في أدبنا العربي فكان في بداياته الأولى يمزج بين النثر والشعر لارتباطه بالغناء ،ثم صار تعبيرا شعريا عند شوقي وعزيز أباظة وأضرابهما ،حتى جاء توفيق الحكيم الذي جعل النثر لغة التأليف المسرحي .وأصبح المسرح بفضل النثر قريبا من لغة الواقع .

Post a Comment

Previous Post Next Post