العوامل المؤثرة في استغلال الموارد المعدنية :
 يعتمد استغلال الموارد المعدنية من وجهة النظر الاقتصادية على جملة عوامل متداخلة وأهم هذه العوامل : فكلما كانت الرواسب المعدنية سميكة، أصبح التعدين اقتصادياً ففي القسم الشمالي من منطقة الرور في ألمانيا الغربية يتراوح سمك الطبقات الفحمية المستعملة ما بين 6-57 متراً. في حين معدل سمك الطبقات الفحمية المستعملة في حقل الفحم في حوض كراكندة في الاتحاد السوفيتي يبلغ 2,30 متراً فقط. 2. قرب الخامات من سطح الأرض : توجد المعادن بأعماق مختلفة تحت سطح الأرض. فإذا كانت الرواسب المعدنية قريبة من سطح الأرض. أصبح تعديتها أسهل وأقل تكلفة من تلك التي توجد على أعماق كبيرة. 3. الموقع الجغرافي : إن المناجم التي تتمتع بموقع جغرافي ممتاز من حيث النقل والمواصلات أو من حيث القرب من مناطق التركيز السكاني أو من مناطق النشاط الصناعي تستغإ بحيرة سوبربور (الولايات المتحدة) وفي منطقة أوكزانسبيتا ( الاتحاد السوفيتي ).
ولكن هناك بعض المناجم التي تحتوي على رواسب معدنية مهمة، ولكن استغلالها قد يعرقل بسبب موقعها الجغرافي الداخلي أو المتطرف. وقد تظهر خطورة الموقع الداخلي أو المتطرف في نقص المعلومات الجيولوجية نقصاً قد يؤدي إلى عدم معرفة الشركات ما تحتويه هذه المناطق من رواسب معداتية. كما أن عدم ملائمة الموقع قد يخلق صعوبات بأمر تجهيز الوقود والعمال والخدمات ولو أمكن التغلب على ذلك سيكون بطبيعة الحال على حساب جزء الربح أي حساب زيادة تكاليف الإنتاج. 4. ثراء الخام : تلعب نسبة المعدن في المادة الخامة درواً كبيراً في قيام الصناعة التعدينية وهذا العامل يحدد ما إذا كان المعدن يتحمل تكاليف الاستخراج والنقل أمن لا ؟ وغالباً ما لا يعرف ذلك بدقة إلا بعد استغلال المتجم. فقد يوجد المعدن بكميات كبيرة، إلا أن نسبة القلز في المعدن الخام قد تكون ضئيلة لا تبرز استغلالها من الناحية الاقتصادية وتختلف نسبة الفلز في الخامات من معدن لآخر. فكلما كان المعدن نقياً قلت نسبة الفلز فيه كذلك تلاحظ أن هذه النسبة قد تتحيز نتيجة لتحيز وتطور طرق الإنتاج الصناعي. فبالنسبة على خامات الحديد. أمكن استغلال خامات فقيرة نتيجة للتقدم الفني في صناعة الحديد والصلب. ثم إن الدولة قد تجد نفسها أحياناً مضطرة لاستغلال خامات فقيرة. 5. نسبة المواد الشائبة أو الغريبة في المعدن : قد يتوفر المعدن في مكان ما مختلطاً ببعض المواد الغريية. مما يعرقل قيام صناعة التعدين. فالولايات المتحدة من أكبر أقطار العالم استهلاكاً للألمنيوم لا تنتج
3
سوى نسبة ضئيلة من خامات البوكسيت وذلك لكون هذا المعدن مختلطاً بمعادن أخرى كالكالسيوم والبوتاسيوم. التي تجعل عملية الاستخراج غير اقتصادية. وعليه أصبحت تعتمد على العالم الخارجي في الحصول على المعدن المذكور. وعلى الرغم من الثروة الحديدية الضخمة في إقليم الللورين في فرنسا نجد أن استغلال هذه الرواسب قد تأخر كثيراً إلى نهاية القرن الماضي. وذلك لأن حديد اللورين يحوي نسبة من الفسوقور الذي لم يكن في الإمكان إزالته إلا بعد ابتكار طريقة توماس في عام .1879 6. مرحلة التقدم الاقتصادي : تنعكس أهمية مرحلة التقدم الاقتصادي في قيام وتطوير صناعة التعدين في النواحى الآتية : أ. كمية الطلب على المعدن وعلى منتجاته المختلفة. ب. توفر رأس المال في هيئة الات وخيرات تقنية. فبالرغم من أن البرازيل تمتلك ضعف كميات الحديد الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية لم تقم فيها صناعة تعدين الحديد إلا حديثاً. وذلك لجملة عوامل من أهمها قلة رأس المال وتدرة الخبرات البشرية التقنية. 7. أهمية المعدن : تعتمد أهمية المعدن على حقول استخدامه. فكلما تنوعت استخدامات المعدن. زاد الطلب عليه وارتفعت قيمته وأهميته. فبالنظر لتعدد استعمالات القحيم

والبترول والغاز الطبيعي في الصناعة الحديثة. نجد أن هذه المعادن أصبحت تلعب دوراً كبيراً في اقتصاديات هذا العصر. 8. كمية الاحتياطى : كثيراً ما يوجد معدن في إقليم ما أو دولة ما. إلا أن قلة كمية الاحتياطي منه تحول دون استغلاله لأن كبر الكميات الموجودة. يمكن شركات التعدين من الاستفادة من مزايا الإنتاج الكبير وأهمها انخفاض تكلفة إنتاج الوحدة. ثم انه إذا كانت الموارد المعدنية تستغل وطنياً فإن حجم الاحتياطي منها يشجع الاستثمار ويقوي القاعدة الاقتصادية للصناعات الوطنية التي تقوم عليها. ومما يحسن الإشارة إليه هو أن الاحتياطى يصتف إلى : 1. الاحتياطي المؤكد وهو الاحتياطي الذي يعتمد تقديره على أسس علمية حيث تحسب مقاديره الكامنة تحت سطح الأرض بمقياس دقيق وفي مكان ما. ويتمكن استخراجه بوسائل الإنتاج المتبعة وفي حدود النفقات والأسعار السائدة في السوق وإن هذا الاحتياطى يتغير من وقت لآخر نتيجة لإكتشاف رواسب -جل يلدة. 2. الاحتياطى أ لمحتمل الوجود – وهو الاحتياطي الذي لم ييكتشف بعد ولكن القائمين بأعمال الكشف يقدرون وجوده. فهو احتياطي غير مؤكد الوجود. غير أن الدراسات الجيولوجية من حيث تركيب الصخور تشير إلى احتمال وجوده.

Post a Comment

Previous Post Next Post