- المنحى السلوكي :

* المسلمات التي تقوم عليها النظرية السلوكية :

1-     إن علم النفس هو علم السلوك و هدفه التنبؤ بالسلوك و ضبطه .و السلوك هو جميع أوجه النشاط التي يقوم بها الفرد و التي يمكن ملاحظتها .

2-     انه يمكن اختزال سلوك الإنسان إلى عمليات فيزوكيميائية  و يمكن تفسير سلوك الإنسان في ضوء ما يحدث من تغيرات فيزيولوجية و عصبية بما يزيد من اقتراب علم النفس من العلوم البيولوجية .

3-     تعد العادة بمثابة المفهوم الأساسي في النظرية السلوكية و هي محور الشخصية .و يكتسب الفرد عاداته و الشخصية تقوم بتنظيم معين للعادات و هذا التنظيم يحدد سلوك الفرد .

4-     يسلم السلوكيون بالحتمية النفسية بمعنى حدوث الاستجابة إذا تعرض الإنسان لمثير ما و انه من الممكن التنبؤ بنوع الاستجابة .


5-     العوامل البيئية و هي العوامل الرئيسية  التي تعمل على تكوين شخصية الفرد و لهذا عُرف السلوكيين بالبيئيين و ينصب اهتمام السلوكيين على عملية التعلم و إكساب الفرد عادات معينة

* مراحل تطور السلوكية :

أولاً : مرحلة ما قبل السلوكية :

      و يمثل هذه المرحلة جون لوك الذي نظر إلى الإنسان على  أن يولد و عقله لوح مصقول و انه لا يوجد في العقل ما لم  يكن من قبل في الحس و من ثم تصبح منافذ المعرفة هي الحواس و أن كل ما نتعلمه إنما نكتسبه و لا يوجد ما يسمى بأفكار قبلية كامنة و متأصلة  في العقل  و المفطور عليها و يمثل " فونت " مرحلة لاحقة من مراحل ما قبل السلوكية و يعد أو من أنشأ معملاً لعم النفس و ينسب إليه الفضل في ظهور المدرسة البنائية و هي المدرسة التي تؤكد على عملية الاستبطان الذاتي .

ثانياً : المرحلة السلوكية :

         رائدها الأول العالم الأمريكي جون واطسون  الذي ركز على الحتمية البيئية في تشكيل السلوك و حوّل الانسان إلى آلية سلوكية يتحكم غيها المثير و الاستجابة و من أهم العلماء الذي تأثر بهم هو " بافلوف"  الذي تأثر بدارون . و تتلخص نظرية واطسون في ضرورة أن يكون علم النفس علما من علوم الطبيعية و ليس من العلوم الاجتماعية و أن يقطع صلته بماضيه غير العلمي و أن يركز بحوثه على دراسة السلوك ، أيّ دراسة الاستجابات الناتجة عن المثيرات البيئية .

ثالثاُ : السلوكية الجديدة ( التعلم الاجتماعي ) :

       و هو المنحى الذي قدمه " البرت باندورا " و يذهب إلى انه يوجد ما بين المثير و الاستجابة تكوين معقد للغاية و هو الشخص الداخلي الذي يستطيع أن يتخذ قرارات و أن يحلل الأحداث و  المثيرات قبل أن يأتي بالاستجابة و يركز باندورا على قدرتنا على تعلم سلوكيات متقنة تتشكل على نحو يتواءم داخل النظام المعقد لحياتنا الجماعية و هذا ما يعنيه بمصطلح التعلم الاجتماعي.

التعلم الاجتماعي هو : فعل تعلم السلوكيات التي تتلاءم داخل نظامنا المعقد للحياة الاجتماعية فنحن كائنات اجتماعية و نعمل وفق لمبادئ السلوك الذي نلاحظه في الآخرين 

- المنحى المعرفي _ السلوكي  :

الإرشاد العقلاني _ الانفعالي :

        نظام متميز بين النظريات المعاصرة في الإرشاد و العلاج النفسي أسسه في الأصل العالم الأمريكي " ألبرت أليس " . و استند العلاج العقلاني _ الانفعالي إلى فكر الفيلسوف الإغريقي " إبيكتيتوس " عن أن ما يجعل عقول الناس تضطرب ليس هو الأحداث و إنما بالأحرى الأفكار و المعارف . و يؤكد هذا المنحى على  العلاقة الوثيقة المتبادلة بين التفكير و الانفعال  بحيث إنهما عادة ما يعملان بشكل مصاحب  ويتم ذلك بطريقة دائرية . فالتفكير يصير انفعالا و الانفعال يصير تفكيرا و يأخذ هذا التفكير و الانفعال شكل التكلم الذاتي و هذا التكلم الذاتي ( الذي يجمع بين التفكير و الانفعال ) يوجه سلوك الفرد إما إلى وجهة عقلانية أو وجهة غير عقلانية .

*  تتحدد مهمة الإرشاد / العلاج العقلاني – الانفعالي – السلوكي في الإجراءات الآتية :

1-     تحديد الأحداث أو المواقف التي تقلق الشخص أو تكون مصدر تأزمه أو ضيقة أو كدره
2-     مساعدة الشخص على اكتشاف الأساليب النوعية لتفكيره و المعتقدات الكامنة وراءها .
3-     مساعدة الشخص على تغيير هذه الأنماط التفكيرية .

       نظرية " ألبرت أليس"

         تذهب نظرية ألبرت إلى ان الاستشارة الانفعالية و السلوك اللاتكيفي يتأثران بتفسيرات الفرد للمواقف و حيث تعمل التفسيرات كوسائط رمزية لهما و انه يوجد الكثير من المعتقدات اللاعقلانية أو التوقعات الافتراضات اللاعقلانية و التي بها ينزع الناس إلى ثقافة هذا العصر إلى التعامل مع الموقف و بقدر ما تزداد المعتقدات العقلانية لدى الفرد بقدر ما يتوقع من تحريف و من سوء فهم للمواقف مع ما يتبع ذلك من استثارة انفعالية و من سلوك لا تكيفي .

-  المنحى الإنساني :

           نشأ التوجه الإنساني كرد فعل على لنواحي القصور و النقد التي وجهت إلى التحليل النفسي كمنحى يركز على الجوانب المرضية في الإنسان و السلوكية كمنحى يتناول الإنسان بمعطيات البحث و التجريب على الحيوان و يركز أساسا على آلية المثير – الاستجابة في فهم السلوك الإنساني  . أما علم النفس الإنساني فهو توجه يتناول الإنسان ككيان متفرد تكمن فيه إمكانات الخير و السوية و الإبداع و علينا استثمار هذه الطاقات الكامنة في واقع حياتي اكثر إنسانية و إيجابية و إبداعية  و يرى أصحاب التيار الإنساني أن الإنسان ينطوي على خير محض و إمكانات  خلاقة و قدرات مميزة يصبو دائماً إلى أعلى حيث القيمة و المعنى و المثل العليا و لهذا ينطوي المنحى الانساني على رؤية متفائلة بمستقبل أفضل للإنسان في سعيه و في توكيد لإمكاناته و تفجيره لقدراته الخلاقة و نزوعه الفطري نحو الكلية و الكمال و تأصيلاً للمعنى و القيمة و الحق و الخير و الحقيقة في الحياة .

       مسلمات المنحنى الإنساني :

1-     الإنسان خيـّـر :

يرى أصحاب المنحنى الإنساني أن الإنسان خير بفطرته و انه ينطوي على ثراء إنساني بغير حدود و أن ما يظهر منه من أنانية و عدوانية إنما هو عوارض مرضية يمكن تجاوزها و هي تحدث نتيجة لما يكابده الإنسان من احباطات تعوق تحقيق إمكاناته.

2-     الإنسان حر في حدود معينة :

يرفض علماء النفس الإنسانيين القول بالحتمية  سواء كانت حتمية نفسية لا شعورية ( التحليل النفسي ) أم  حتمية سلوكية تحتمها الاستجابة للمثيرات في البيئة كما يقول السلوكيون .

3-     القلق :

أن القلق متأصل و ملازم لوجود الإنسان و انه نضال الإنسان تجاه العدم المتربص به و انه طاقة خلاقة تحفز إلى الحركة و النشاط المبدع و انه منجزات الإنسان الخلاقة مدفوعة و معبأة بقلق دافعي متوهج بالرغبة إلي الإبداع و تقديم الجديد و يعتبر"  روللو ماي "مؤسس العلاج النفسي الوجودي  أن القلق يلعب دورا محوريا في حياة الإنسان لأنه يبدو في دورين : دور له قيمة من حيث انه يفتح الأبواب أمام إمكانات الحياة بصورة مختلفة بمواجهة الشخص ما يجعله قلقاً و دور مؤلم مخيف و هو ما يؤدي بالفرد إلى تجنب هذه الإمكانات و محاولة الحياة في عزلة و بصورة محدودة

4-     المعنى  في الحياة :
من أهم إضافات التيار الإنساني  في علم النفس تجاوزه للحتمية سواء كانت حتمية سلوكية آلية أم حتمية لا شعورية و لهذا ركز علماء هذا التيار على الجوانب المضيئة في تكوين الإنسان و التي يمثل بعضها في المعنى و الاستمرارية و القيمة و الانسلاخ في حتمية الماضي و النزوع صوب المستقبل

و يذهب " فيكتور فرانكل " إلى أن الحياة تتمركز حول " إرادة المعنى "  و يرى أنه إذا ما غاب عن الإنسان الشعور بمعنى الحياة فإنه يخبر ما يسمعه بالفراغ الوجودي و هو ما يكمن وارء الكثير من أشكال الشقاء و الاضطراب  كالقلق و الاكتئاب و ألفه فرانكل للتعبير عن حالة الملل و السأم و افتقار المعنى في الحياة و لهذا كان العلاج بالمعنى و هو السبيل الوحيد للخروج من حالة إلا معنى إلى المعنى و المعنى في الحياة هو المعبر إلى"  تسامي الذات " ذلك الذي يتجاوز تحقيق الذات

  
5-     تحقيق الذات :

يحتل تصور الذات مكانة محورية لدى علماء النفس الإنسانيين و بخاصة عند ماسلو وروجر فعند ماسلو تحيق الذات هو : دافع الوجود الإنساني و جوهر فطرته . و لهذا استخدم ماسلو هذا المفهوم للكشف عما داخل الإنسان من خير محض و مواهب خلابة و قدرات مبدعة و إمكانات كامنة بغير انتهاء و بين أن هذا الثراء الداخلي هو قاسم مشترك بين الناس جميعا و يرتبط الإشباع لديه بما يسميه بالحاجات الأساسية وفقاً لتنظيم دافعي هرمي .


Post a Comment

Previous Post Next Post