الوسائل التعليمية

يشكو أحد معلمي التربية الإسلامية أنه يلاحظ تواجد الوسائل التعليمية في المدارس بوفرة لبعض المواد الدراسية كالعلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية … أما التربية الإسلامية فيكاد لا يرى لها من الوسائل التعليمية إلا ما ينتج من بعض المعلمين بمجهودات فردية .

وتنبثق من ملاحظته هذه مجموعة من التساؤلات  أبرزها :
§       هل التربية الإسلامية مادة دراسية لا تحتاج إلى وسائل تعليمية ؟
§  هل وسائل مادة التربية الإسلامية تنحصر فقط في كتابة الآيات والأحاديث على الكرتون المقوى ؟
§       من أين؟ وكيف يمكن الحصول أو إنتاج وسائل تعليمية خاصة بالتربية الإسلامية ؟

إن مشكلة المعلم أعلاه قد تكون مشكلة العديد من معلمي التربية الإسلامية.  فما هي الوسيلة التعليمية؟ وما أهمية الوسائل التعليمية؟ وما هي الوسائل التعليمية المستخدمة في تعليم التربية الإسلامية.

الوسيلة التعليمية:

الوسيلة: هي المادة أو الجهاز الذي يمكن الاستفادة منه في توضيح فكرة أو تفسير مفهوم غامض أو شرح أحد الموضوعات للمساعدة على تحقيق الأهداف التربوية المنشودة من عملية التعلم. سواء كانت هذه الوسيلة تكنولوجية كالأفلام والحاسوب، أو بسيطة كالسبورة والرسومات التوضيحية، أو بيئية كالآثار والمواقع الطبيعية ...

أهمية استخدام الوسائل التعليمية:

       إن استخدام الوسائل التعليمية ليس ترفا، إنما هو جزء من العملية التعليمية التعليمة، فالتعليم والتعلم لا يحدث إلا إذا تم الإدراك، والإدراك عملية يقوم الفرد من خلالها باختيار وترتيب وتفسير المثيرات ذات الأهمية، ليتمكن من الاستجابة للسلوك المناسب لهذه المثيرات متأثرا بحاجاته ورغباته وخبراته السابقة .
       ويتم الإدراك عبر مراحل متعددة متتابعة، تبدأ بالانتباه للمؤثر الخارجي، من خلال الحواس، ثم الملاحظة الحسية لهذا المؤثر، ثم الإدراك الداخلي، حيث يتم في هذه المرحلة المقارنة بين ما تم استقباله من خبرات وبين الخبرات السابقة لدى الفرد، ويقوم الدماغ بعمليات التمييز والتنظيم للشيء المدرك، ثم يدمج الموضوع في خبراته السابقة، ومن ثم يتم التعلم، حيث يحدث بناء فكري جديد أو صورة عقلية جديدة .
       ومن المعلوم أن الإدراك عملية شخصية فردية، تختلف من شخص لآخر، فلا بد من تنويع الوسائل قدر الإمكان، استجابة للفروق الفردية بين المتعلمين، كما أن الإدراك يتم بصورة انتقائية، وتبرز الحاجة إلى تصميم واستخدام وسائل تجذب اهتمام وانتباه الطلبة .
       وقد أثبتت الدراسات أن الحواس الخمس كقنوات موصلة للمثيرات إلى الدماغ، تساهم بشكل متباين بين حاسة وأخرى . فالإنسان يتعلم من خلال البصر ما نسبته 76% من تعلمه، ومن خلال السمع 13% ، ومن خلال اللمس 6% ، ومن خلال الشم 3% ، ومن خلال التذوق 2% ، وهذا يدفع المعلمين إلى الإكثار من استخدام الوسائل السمعبصرية في تعليمهم.

       ويمكن تلخيص الفوائد العامة لاستخدام الوسائل التعليمية المناسبة فيما يلي :
1)   توفير الوقت والجهد، فقد يحتاج التعلم لوقت أطول باستخدام الشرح فقط.
2)   توضيح المفاهيم والألفاظ المجردة بوسائل محسوسة تساعد على تكوين صورة لها في الأذهان.
3)  تساعد في التغلب على مشكلة زيادة أعداد الطلبة في الفصل الواحد.
4)  التغلب على بعد الزمان والمكان وخطورة الحدث، فتحد من هذه الصعوبات في التعلم.
5)   تتيح للطالب فترة تذكر للمعلومات، وبقاء أثر التعلم.
6)  تدفع الملل الناتج عن التعليم التقليدي، بزيادة فاعلية الطلبة في المشاركة الفاعلة، فتضفي على الموقف التعليمي جوا من الحيوية والواقعية.
7)   تثير في الطلبة مجموعة من الأسئلة التي تتم مناقشتها، وبالتالي إثراء التعليم.
8)   تدفع المتعلم ليتعلم عن طريق التعلم الذاتي، وزيادة مشاركة الطلبة الإيجابية لاكتساب الخبرة.
9)   تحد من اللفظية داخل الصف، من خلال تحقيق جوانب التعلم المهارية والوجدانية والمعرفية.
10)        المساعدة على تخطي حدود الزمان والمكان والإمكانيات المادية.

إن الكثيرين قد يثقون بالوسيلة التعليمية، إلا أنهم لا يستخدمونها إلا نادرا، فلماذا ؟

معيقات استخدام الوسيلة التعليمية:

هناك مجموعة من المعيقات التي تحد من استخدام المعلمين للوسائل التعليمية، ومنها :
Ø   تعود المعلمين على الأسلوب التقليدي في التدريس .
Ø   عدم وجود المهارة الكافية لإنتاج أو استخدام الوسائل التعليمية .
Ø   التعقيدات الروتينية التي توجدها بعض الإدارات المدرسية .
Ø   ازدحام الشعب الدراسية .
Ø   زيادة العبء التعليمي على المعلم .
Ø   عدم إدراك معلمي بعض المواد أنهم بحاجة إلى استخدام الوسائل التعليمية.

قواعد استخدام الوسيلة التعليمية:

1 ـ اختيار الوسيلة كجزء من النظام التعليمي التعلمي، وليست أداة يمكن استخدامها أو الاستغناء عنها، أي يجب اعتبار الوسيلة كعنصر من عناصر النظام التعليمي التعلمي.

2 ـ قواعد قبل استخدام الوسيلة التعليمية :
§       تحديد الهدف من استخدام الوسيلة .
§       اختيار الوسيلة المناسبة .
§       فحص الوسيلة والتأكد من جاهزيتها .
§       تهيئة المكان لعرض الوسيلة .

3 ـ عند استخدامها :
§       التمهيد لاستخدامها .
§       استخدامها في الوقت المناسب .
§       عرضها بأسلوب شيق وجذاب .
§       التأكد من أن جميع الطلبة يشاهدون ويسمعون ويتفاعلون مع الوسيلة .
§       إتاحة الفرصة لمشاركة الطلبة في استخدام الوسيلة .
§       عدم إبقاء الوسيلة بعد الانتهاء منها أمام الطلبة حتى لا تكون عاملا مشتتا لانتباههم .
§       الإجابة عن أية استفسارات ضرورية للمتعلم حول الوسيلة .

4 ـ بعد الانتهاء من استخدامها :
§  تقويم الوسيلة للتعرف على فاعليتها ومدى تفاعل الطلبة معها، ومدى إسهامها في تحقيق الهدف الذي وضعت من أجله، ومدى الحاجة لاستخدامها أو عدمه .
§       صيانة الوسيلة .
§       حفظ الوسيلة في المكان المناسب .

معايير اختيار الوسائل التعليمية المناسبة:
·       متقنة الصنع وصالحة للاستعمال.
·       متوفرة في المدرسة، أو يسهل توفيرها.
·       بسيطة وواضحة ومتسمة بدقة المعلومات.
·       مناسبة لأعمار الطلبة ومستواهم العقلية.
·       مسايرة للتطور العلمي والتقني.
·       مساوية للجهد والوقت والمال المبذول في إعدادها.
·       سهلة الاستخدام وقابلة للعرض في حدود الوقت المخصص.
·       ملائمة للعرض في مكان العرض (الصف، أو غرفة الوسائط التعليمية ...)
·       ذات مرونة تسمح بتعديلها بالإضافة أو الحذف حسب الحاجة.
·       ذات صلة وثيقة بموضوع الدرس وتساعد على تحقيق الأهداف المرسومة.
·       ذات فاعلية في التشويق واستثارة اهتمام الطلبة ونشاطهم.
·       تنمي التفكير والتحليل والملاحظة.
·       توفير وقت المعلم والمتعلم.

Post a Comment

Previous Post Next Post