بوسكورة نهضة عمرانية وتحولات مجالية وديمغرافية شاملة:
تحولت جماعة بوسكورة إلى منطقة جدب كبيرة بالنسب للمستثمرين بفضل الجهود المبدولة من أجل مواصلة التنمية المجالية بهاته الجماعة التي يحلمالقائمون بها إلى تحولها إلى "مدينة المستقبل" كذلك من أجل احداث مزيد من المشاريع المهيكلة، ويعتبر القائمون على هذه الجماعة الطامحة إلى التحول إلى مدينة تمثل "امتداد الطبيعة للدار البيضاء" فبفعل الموقع الاستراتيجي القريب من المتربول البيضاوي وباعتبارها الامتداد الطبيعي للمجال البيضاوي تعرف منطقة بوسكورة في الآونة الأخيرةنهضة عمرانية مهمة على جميع الأصعدة وتحولات مجالية وديمغرافية شاملة.
حيث أصبحت هذه المنطقة قبلة العديد من المستثمرين في شتى المجالات سواء البناء أو الأشغال العمومية أو الصناعة والخدمات، وإلى جانب هذه الاستثمارات تم إنجاز أو إعطاء الانطلاقية لمجموعة من المشاريع البنيوية والتنموية والتي تهم بالأساس مشاريع التأهيل الحضري.
كما يشدد القائمون على هذه المدينة على مواكبة النمو السريع لضمان تطور عمراني متوازن،مبرزين أن هذه الحركة العمرانية الواسعة تتجسد في انطلاق مشاريع سكنية وسياحية عقارية ويبقى "مشروع المدينة الخضراء" أو المدينة الأيكولوجية من أهم المشاريع على صعيد جهة الدار البيضاء ككل.
ومن أجل تأهيل منطقة بوسكورة قامت الجهات المعنية بتهيئة المنطقة أجل خلق التوازن بين النمو العمراني والتأهيل الحضري.
وفي إطار كل هذا فقد قامت الجهات المعنية بتهيئة المنطقة عن طريق توسيع الشارع الرئيسي وخلق المدارات. ومن أجل خلق مجالات ترفيهية للشباب كما تمت تهيئة منتزه مركز بوسكورة الذي يضم مجموعة من الملاعب والمسابح...
ويرمي تجهيز هذه المنطقة إلى خلق التوازن بين الطفرة العمرانية التي تعرفها المنطقة "بوسكورة" والنمو السريع للساكنة حيث أنه من المنتظر أن تأوي عدد كبير من الساكنة البيضاوية اللذين يبحثون عن امتلاك سكن أمام العدد الهائل من المشاريع السكنية التي تحتضنها المنطقة سواء تلك المعددة للطبقة داخل الدخل المحدود (السكن الاقتصادي) أو الطبقة المتوسطة وحتى الطبقة الراقية.
1- التطور الديمغرافي بمطقة بوسكورة:
تمثل جهة الدار البيضاء الكبرى اليوم أكبر تجمع بشري وحضري على الصعيد الوطني، إذ يمثل عدد سكانها 12% من الساكنة الوطنية وربع الساكنة الحضرية. بالرغم من تراجع معدل الحضري، فإن ساكنة الجهة تنمو بمعدل سنوي يقدر 1,5 . هذا التطور السريع في عدد ساكنتها كان له تأثير كبير على الضواحي وخير مثال على ذلك منطقة بوسكورة حيث شهدت هذه الأخيرة توافدا للسكان منذ عهد الاستعمار. فمنطقة بوسكورة لم تظهر كمركز على الصعيد الوطني إلا ابتداء من سنة 1971. حيث بدأت ساكنة المنطقة تعرف نموا ملحوظا في الأونة الأخيرة وقد ساهمت في هذه الطفرة الديمغرافية الهجرة بشقيها:
باعتبار أن الضواحي تشكل حلقة وصل يتخذها المهاجرون كمقرات مؤقتة في انتظار فرص الذهب إلى المدينة.
وكذا باعتبار منطقة بوسكورة والضواحي عامة منطقة جذب واستقطاب المهاجرين.
إلى جانب الهجرة نجد أن عامل النمو الطبيعي كان له تأثير كبير في زيادة ساكنة منطقة بوسكورة حيث بلغ عدد السكان وفق الإحصاء الرسمي لسنة 1960 حوالي 12197 نسمة أما في سنة 1971 بلغ عدد السكان حوالي17281 نسمة وقد ارتفع هذا العدد بشكل ملحوظا ليصل إلى 2634 نسمة سنة 1982 ليصل العدد إلى 92252 نسمة سنة 2004 و الى 103 026 نسمة حسب احصاء 2014.
وإلى جانب عامل النمو الطبيعي والهجرة القروية هناك عامل آخر كان له تأثير كبير في تطوير ساكنة منطقة بوسكورة ألا وهو الهجرة المعاكسة حيث ساهمت هذه الأخيرة في تطوير ساكنة المنطقة نظرا للمؤهلات التي يزخر بها المجال المدروس ولعل أبرز ما يمثل هذا هو مكان الازدياد.
·       الجدول4:مكان ازدياد أرباب الأسر:
المناطق
العدد
النسبة %
الدار البيضاء
147
49%
أولاد حريز
17
6%
بوسكورة
64
21
مناطق أخرى
72
%24
المجموع
300
100%
المصدر: بحث ميدانيلسنة 2014 (300 عينة)
انطلاقا من البحث المداني والعينة المختارة نستنتج أن غالبية الساكنة المشكلة للمجال الضاحوي "بوسكورة" ينحدرون من المجال البيضاوي بنسبة تقارب 49% وهذا إن ذل على شيء فهو يدل على الدور الذي يلعبه الحضريون من خلا الهجرة المعاكسة في تعمير منطقة بوسكورة. فهذه الأخيرة وانطلاقا من عامل الهجرة المعاكسة بدأت تعرف نموا ملحوظا في عدد ساكنتها خاصة في السنوات الأخيرة.






المؤشرات السوسيو اجتماعية والاقتصادية
عرف مجال الدار البيضاء في العقود الأخير تحولات عميقة بوثيرة سريع سواء على مستوى التوسع العمراني أو على مستوى انتشار الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية وتوجه المجالات الضاحوية للدار البيضاء الكبرى في خضم هذه التحولات، حيث تشكل رهانا أساسيا للتوسع العمراني المستقبلي لهذه المنطقة.
وتعرف المنطقة المذكورة "بوسكورة" تنفسا قويا بين عدة متدخلين (المنعشون والملاكون العقاريون، الصناعات...) ويتجسد هذا التنافس في الاستعمال المتنامي للمجالات الضاحوية لأغراض السكن بجميع أشكال الاجتماعي والراقي وكذا السكن العشوائي...)، وكذا ظهور وإنتشار وحدات الإنتاج الصناعي والأنشطة الخدماتية ذات المستوى العالي (إدارات مدارس...)، كما تستقبل هذه المجالات مشاريع وتجهيزات ذات أهمية كبيرة، وبالتالي سيكون لها تأثير كبير في التنمية المحلية بهاته المنطقة.
لذا ينبغي إعطاء أهمية خاصة لهاته المجالات من أجل إعداد استراتيجية عمل لوحدة تطورها المستقبلي في إطار علاقتها مع المركز الذي شكله المدنية. وهذه الإشكالية (علاقة المركز بالضاحية) أصبحت تكتسي أهمية كبرى انطلاقا من النمو الكبيرة الذي عرفة ضواحي مدينة الدار البيضاء، خاصة منذ الثمانينات حيث اتسمت هذه المجالات بتوسع الرقعة وتزايد في السكان، مع ما ترتب عن هذه من تزايد الحاجيات للتجهيزات الأساسية والخدمات المختلفة، ينضاف إلى ذلك ما تطرحه الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها هاته المجالات من مشاكل خاصة وأن بنيات الاستقبال تعتبر غير كافية وغير ملائمة لحجم تلك الأنشطة وخاصة الصناعة منها.
ومن خلال كل هذا سنحاول أن نطرح طبيعة العلاقة بين المركز أي مركز المدينة والضاحية من خلال نموذج منطقة بوسكورة باعتبارها منطقة تدخل ضمن إطار المجال الضاحوي لمدينة الدار البيضاء في محاولة للوصول إلى الوظائف المراد إعطاؤها للمجال الضاحوي في اتجاه المركزي في المناطق المجاورة للحاضرة. بعبارة أخرى: هل يعتبر المجال الضاحوي مجرد متنفس ديمغرافي واقتصادي واجتماعي بل وبيئي أيضا للمركز؟ أم أنه حزام واق للمراكز من السيولة السكانية التي تأتي من المناطق المجاورة أو البعيدة (الهجرة القروية)؟
كل هذه الأسئلة وغيرها  سنحاول الإجابة عنها انطلاقا من البحث الميداني الذي أنجزيناه من خلال الاستثمارة التي اعتمدنا فيها عينة (300) شخص.

Post a Comment

Previous Post Next Post