العمل التطوعي
يعرف التطوع بأنه "الجهد الذي يبذل عن رغبة واختيار بغرض أداء واجب اجتماعي دون توقع جزاء مالي" (فهمي وآخرون:1984: 93) ويقصد به في هذه الدراسة: الجهد الذي يبذله الطالب الجامعي في أي من المجالات الاجتماعية أو الخيرية دون توقع لمردود مالي مقابل عمله.
مفهوم التطوع:
التطوع من الطاعة، وتطوع كذا يعني تحمله طوعاً، وتطوع له يعني تكلف استطاعته حتى يستطيعه، وفي القرآن : )فمن تطوع خيراً فهو خير له( (البقرة: 184) والتطوع هو ما تبرع به الإنسان من ذات نفسه مما لا يلزمه وغير مفروض عليه. والتطوع في اللغة العربية يعني الزيادة في العمل ويعني التبرع بالشيء ( الأصفهاني، 1998، ص312).
ويشار إلى التطوع بأنه " الجهد الذي يبذل عن رغبة واختيار بغرض أداء واجب اجتماعي دون توقع جزاء مالي" (فهمي وآخرون: 1984، ص93). ويرى الخطيب بأن التطوع هو " الجهد والعمل الذي يقوم به فرد أو جماعة أو تنظيم بهدف تقديم خدماتهم للمجتمع، أو فئة منه دون توقع لجزاء مادي مقابل جهودهم " (الخطيب، 1421هـ، ص32).
ويعرف المتطوع بأنه " المواطن الذي يعطي وقتاً وجهداً بناءً على اختياره الحر ومحض إرادته لإحدى منظمات الرعاية الاجتماعية، وبدون أن يحصل، أو يتوقع أن يحصل، على عائد مادي نظير جهده التطوعي " ( رضا 1999، ص220).
ويشير الباز إلى أن مفهوم العمل التطوعي ما يزال يتصف بالالتباس وعدم الوضوح في العالم العربي، ويعزو ذلك إلى التداخل بين مفهومي العمل التطوعي ((voluntary والعمل الخيري (Philanthropic), حيث يتضمن الأخير العمل المرتبط والموجه بدوافع دينية كالدعوة إلى الله، ومساعدة المحتاجين وإقامة وبناء المساجد (الباز، 1422هـ).
وفي ضوء مفاهيم التطوع السابقة يمكن تحديد الأطر العامة التي تحكم عملية التطوع بما يلي (يعقوب والسلمي، 2005م):
(1)     عدم انتظار عائد مادي من جزاء التطوع.
(2)     إن الدافع الإنساني وحب الخير هو الموجه للمتطوع.
(3)     إن التطوع جهود إنسانية فردية أو جماعية تستند إلى الرغبة في خدمة المجتمع.
(4)     إن الرغبة والدافع الذاتي عوامل أساسية في التطوع.
ويتسع مفهوم التطوع ليشمل أنماط المشاركة التطوعية، ومستوياتها في العمل الاجتماعي، بحيث تتميز المشاركة بالكفاية أو الخبرة أو الجهد البدني أو بالمال، كما يشمل العمل التطوعي مجالات المشاركة على مستوى التخطيط، أو التنسيق أو التمويل، أو التنفيذ، (الشبيكي، 1992ص 16).
وتجدر الإشارة إلى أن التطوع إما أن يكون على مستوى الجهد الفردي أو أن يكون على أساس الجهد المؤسسي، إذ تتولى في أغلب دول العالم – المتقدمة منها على وجه الخصوص – مؤسسات تعنى بتنظيم العمل التطوعي وباستقبال المتطوعين وتوزيعهم على المؤسسات الاجتماعية المختلفة، حسب قدراتهم وحسب المهارات التي يمتلكونها.
وتشير الكثير من التجارب الدولية إلى نجاح العديد من المنظمات التطوعية في إيصال الخدمة وتقديمها بصورة سريعة وبتكلفة أقل. ولعل تفسير ذلك يعود إلى العوامل التالية(يعقوب والسلمي 2005م):
(1)     تمتلك سرعة اتخاذ القرار.
(2)     التركيب الإداري لها يخلو من التعقيدات البيروقراطية.
(3)     الدوافع المهنية والإنسانية مرتفعة.
(4)     الربح المادي ليس الموجه لنشاطاتها.
(5)     توفر العناصر البشرية.
وتصنف المنظمات التطوعية تحت المنظمات الأهلية التي يطلق عليها أحياناً المنظمات غير الربحية، أو منظمات القطاع الثالث غير الربحي (التلمساني,2000)
مجالات العمل التطوعي:
تتعدد مجالات العمل التطوعي لتشمل المجالات التالية:
(أ)     المجال الاجتماعي: ويتضمن (رعاية الطفولة - رعاية المرأة - إعادة تأهيل مدمني المخدرات - رعاية الأحداث - مكافحة التدخين - رعاية المسنين - الإرشاد الأسرى - مساعدة المشردين - رعاية الأيتام - مساعدة الأسـر الفقيرة ).
(ب)   المجال التربوي والتعليمي: ويتضمن (محو الأمية – التعليم المستمر – برامج صعوبات التعلم – تقديم التعليم المنزلي للمتأخرين دراسياً).
(ج)   المجال الصحي: ويتضمن (الرعاية الصحية – خدمة المرضى والترفيه عنهم – تقديم الإرشاد النفسي والصحي – التمرين المنزلي – تقديم العون لذوي الاحتياجات الخاصة)..
(د)     المجال البيئي: ويتضمن (الإرشاد البيئي – العناية بالغابات ومكافحة التصحر – العناية بالشواطيء والمنتزهات – مكافحة التلوث).
(هـ)   مجال الدفاع المدني: ويتضمن (المشاركة في أعمال الإغاثة – المساهمة مع رجال الإسعاف – المشاركة في أوقات الكوارث الطبيعية).
الفوائد المتوقعة لبرامج العمل التطوعي:
إن تزايد الاهتمام الدولي بالتطوع، وتزايد أعداد المتطوعين عالميا، مؤشر على الفوائد الكبيرة التي يحققها التطوع للفرد والمجتمع. فعلى المستوى الاجتماعي تحقق الخدمات التي يقدمها التطوع دورا مهماً في تكملة ما تعجز الدولة عن تقديمه من مشروعات خدمية و تنموية، كما تتميز أنشطة القطاع التطوعي بالسلاسة في الحركة، مما يساعد على تقديم الخدمات بصورة أسرع و أيسر من الأجهزة الحكومية (الباز، 1422هـ). ويتيح التطوع الفرصة للتعرف على احتياجات المجتمع وتحديد مشكلاته، مما يسهم في تبني هذه المشكلات و حلها سواء عن طريق الحكومة أو عن طريق المؤسسات الاجتماعية الأخرى. كما يساهم التطوع في تعبئة الموارد البشرية و المادية المحلية في سبيل النهوض بالمجتمع (حافظ,1997م).
وعلى المستوى الفردي يساهم التطوع في تحقيق العديد من المزايا للمتطوع منها (بار، 2001م ):
(1)     تنمية مفهوم الذات لدى الفرد. 
(2)     تقوية الانتماء الديني والوطني.
(3)     تنظيم حياة الفرد بما يعزز جوانب الالتزام والتخطيط.
(4)     إشباع حاجات الفرد النفسية والاجتماعية.
(5)     إكساب الفرد الخبرة وتطوير مهاراته العملية والاجتماعية.
كما يحقق التطوع العديد من الفوائد الاجتماعية والمهنية للشباب من بينها (جمعية تفلتواز حياة, 2005م):
(1)     تعزيز انتماء ومشاركة الشباب في مجتمعهم.
(2)     تنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية.
(3)     يتيح للشباب التعرف على الثغرات التي تشوب نظام الخدمات في المجتمع.
(4)     يتيح للشباب الفرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة التي تهم المجتمع.
(5)     يوفر للشباب فرصة تأدية الخدمات بأنفسهم وحل المشاكل بجهدهم الشخصي.
(6)     يوفر للشباب فرصة المشاركة في تحديد الأولويات التي يحتاجها المجتمع, والمشاركة في اتخاذ القرارات.
ولا شك أن مشاركة الشباب من الطلاب الجامعيين في العمل التطوعي وتفاعلهم مع مجتمعاتهم المحلية يمثل بعدًا مهمًا في ربط الجامعة ومخرجاتها التعليمية باحتياجات المجتمع ومشكلاته، ويفتح العمل التطوعي آفاقًا واسعة أمام الطلاب لاستكشاف مجتمعاتهم بعيدًا عن أسوار الجامعة وبرامجها النظرية. ويطبق العديد من الجامعات الأمريكية نظام التعليم التطوعي (StudentVolunteerism)، حيث تجد هذه البرامج تفاعلاً وتقديرًا من المجتمعات المحلية. وتقوم الوحدات المعنية بالتطوع بالجامعة بالجوانب التالية (Ward, K. and Vernon, A, 1999):
(1)     دراسة احتياجات العمل التطوعي في المجتمع المحلي.
(2)     التنسيق مع مؤسسات المجتمع الراغبة في استقبال الطلاب وفي تطوير البرامج المناسبة.
(3)     التنسيق مع الوحدات والأقسام الأكاديمية لتشجيع برامج العمل التطوعي.
ويتضمن البرنامج الأكاديمي للطالب الجامعي ساعات محددة تحسب على أنها أعمال تطوعية للمجتمع، وتدخل ضمن الساعات المعتمدة للبرنامج الأكاديمي.والمحصلة النهائية لتطبيق هذا البرنامج تقود كما يشير وارد إلى ما يلي (Ward, K, 1996):
(1)     زيادة التفاعل والتعاون بين الجامعة والمجتمع المحلي.
(2)     ربط البرامج الأكاديمية الجامعية باحتياجات المجتمع.
(3)     زيادة خبرة الطالب العملية وتنمية مهاراته الاجتماعية والعلمية والتطبيقية.
معوقات العمل التطوعي
تواجه برامج العمل التطوعي في المملكة العربية السعودية والعالم العربي العديد من الصعوبات والعقبات التي تحد من توسعها وانتشارها، كما تؤدي هذه المعوقات إلى تقليص أعداد المؤسسات التطوعية وعدد الملتحقين بمؤسسات العمل التطوعي. ويمكن تحديد أهم هذه المعوقات في الأبعاد التالية:
(1) البعد الثقافي الاجتماعي:
يعد البعد الثقافي القيمي عاملاً مؤثراً في العمل التطوعي، لما للمنظومة الثقافية والقيمية من تأثير على الدوافع والأسباب التي يحملها الأفراد. ورغم كون الثقافة الإسلامية تحمل في طياتها الكثير من القيم المحفزة على فعل الخير والتشجيع على ممارسة أعمال التطوع، إلا أن ثقافة التطوع في المجتمع العربي المعاصر مازالت تتسم بدرجة متدنية من الفاعلية، وتعاني من إشكاليات أساسية تتمثل في جمود الخطاب الفكري وتقليديته في ميدان التطوع، ولاتزال الفجوة قائمة بين النظرية والتطبيق. فعلى الرغم من الأولوية التي أعطاها الإسلام للتطوع والعمل الخيري، إلا أن مجالاته انحسرت في الغالب في بعض النشاطات والمصارف التقليدية، وبقي العمل التطوعي مرتبطا بمفهوم العمل الخيري, حيث تتركز الأعمال التطوعية على الجوانب الدعوية ومساعدة المحتاجين، ولم تنل الجوانب الأخرى ما تستحقه من الاهتمام (القعيد, 1417هـ).
وتساهم بعض الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع في تقليص مشاركة الشباب في العمل التطوعي، كالتقليل من أهميتهم الاجتماعية ومن دورهم في بناء المجتمع، وكذلك ضعف وعي الشباب بمفهوم وفوائد العمل التطوعي.كما أن هنالك أسباباً تتحمل مسئوليتها المؤسسات الحكومية والأهلية، تتمثل في قلة التعريف بالبرامج والنشاطات التطوعية أو عدم السماح للشباب بالمشاركة في صنع القرار داخل المؤسسة وقلة تشجيع ودعم العمل التطوعي (ياسين,2002م).
وتشير الشبيكي إلى عدد من العوامل الاجتماعية التي تؤدي إلى عزوف الشباب عن المشاركة في الأعمال التطوعية من بينها (الشبيكي، 1992م):
(1)     عدم توفر الوقت مما يؤدي إلى تعارض وقت العمل الأصلي مع العمل التطوعي.
(2)     شعور المتطوعين الشباب بعدم الحاجة إليهم.
(3)     خوف المتطوعين الشباب من الفشل.
(4)     عدم إدراك المتطوع لأهمية دوره.
(5)     عدم إشباع برامج وأنشطة التطوع الحالية لحاجات الأعضاء المتطوعين.
(6)     عدم وجود الحوافز المعنوية.
وقد أشارت إحدى الدراسات الموسعة في بريطانيا إلى المعوقات التي تقلل من التحاق الشباب وصغار السن بالعمل التطوعي، وعزتها إلى الأسباب التالية (Roker and others, 1999):
(1)  نقص المعلومات عن مجالات الأعمال التطوعية التي يمكن أن يلتحق بها الشباب.
(2)     عدم توفر المواصلات المناسبة خصوصاً في المناطق الريفية.
(3)     طول وتشعب نماذج واستمارات برامج التطوع.
(4)     وجود بعض الصور الاجتماعية السلبية عن المتطوعين (خصوصاً بين الشباب) والنظرة من أقرانهم بأنهم ينخرطون في برامج تتصف بالنعومة (Soft).
وقد ساهم عدم قيام مؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة كالأسرة والمدرسة والمؤسسة الإعلامية بدور فاعل في غرس قيم التطوع والعمل الجماعي في نفوس الناشئة إلى عدم وعي الشباب بأهمية التطوع، وبدوره في البناء الذاتي للفرد، وبأهميته في تطوير المجتمع. كما ساهم عدم تضمين المناهج الدراسية للمؤسسات التعليمية المختلفة بعض المقررات، والبرامج الدراسية التي تركز على مفاهيم العمل الاجتماعي التطوعي وأهميته ودوره التنموي، في تقليل اهتمام الشباب بالأعمال التطوعية.
(2) البعد التنظيمي القانوني:
تشكل الأبعاد التنظيمية والقانونية إحدى العقبات الرئيسة في مجال تطوير العمل التطوعي في المملكة العربية السعودية والعالم العربي. ذلك أن عدم توفر التشريعات والتنظيمات والأنظمة واللوائح التي توفر الإطار القانوني لعمل المنظمات التطوعية، ومجال عملها وطرق إشهارها, يجعل من تأسيس المنظمات التطوعية أمرا بالغ الصعوبة. ورغم أن الوعي بالعمل التطوعي وأهميته للفرد والمجتمع آخذ في التنامي, إلا أن التنظيمات واللوائح لا تتواكب مع الحاجات الفعلية لتطوير العمل بالصورة المناسبة. وتعاني برامج التطوع من قلة التنسيق والتكامل بين المؤسسات العاملة في مجال التطوع من ناحية, وانخفاض مستوى التعاون بين تلك الجهات والقطاعات الرسمية من ناحية أخرى. إن تفعيل الأطر التنظيمية للعمل التطوعي، وتسهيل إجراءاته، يمثل إحدى الركائز الأساسية لتطوير العمل التطوعي وتشجيع ممارساته, مما يتطلب تسهيل إجراءاته الإدارية، والتخفيف من القيود البيروقراطية الحالية ( مركز التميز للمنظمات غير الحكومية,2002م).
ويشكل عدم توفر منظمات ومؤسسات تطوعية لدعم برامج التطوع وتقديم التسهيلات اللازمة لها إحدى العقبات المحورية في تطوير برامج التطوع المجتمعي،. وتعاني المنظمات التطوعية من نقص الكفايات الإدارية المتميزة, ومن غياب التخطيط المسبق الذي يساهم في جلب الكفايات وفي تدريب المتطوعين في مجالات العمل التطوعي، وفي تطويع التقنية لتطوير مستوي الاتصال الإداري والمجتمعي ووضع البرامج المستقبلية. كما تعاني المؤسسات العاملة في مجال التطوع من عدم تحديد معايير مقننة لأداء العمل التطوعي, وما يصاحب ذلك من ضعف في تصميم الوظائف التطوعية, وتحديد الواجبات التي يتوقع أن يقوم بها المتطوع, والوقت اللازم لعمل المتطوع, إضافة إلى عدم توفر برامج التدريب للمتطوعين حسب مجال تطوعهم وبما يتوافق مع خبراتهم وميولهم (يعقوب, والسلمي, 2005م).
(3) البعد الاقتصادي السياسي:
تبنت أغلب البلدان العربية مفهوم دولة "الرعاية الاجتماعية"، حيث تتولى الدولة توفير أغلب الخدمات الصحية والتعليمية والخدمية لمواطنيها. وقد ساهمت الطفرة الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع عائدات النفط في دول الخليج إلى ارتفاع مواردها المالية، مما عزز من قيام الدولة ببرامج الرعاية الاجتماعية, وأدى إلى عدم اهتمام الأفراد ومؤسسات المجتمع المدني بتطوير برامج ومؤسسات تعني بمجالات التطوع.
وعلى النطاق الفردي يلعب العامل الاقتصادي دورا أساسيا في الحد من مشاركة الأفراد في العمل التطوعي، إذ إن ضعف الدخل الاقتصادي للأفراد يجعلهم ينصرفون عن أعمال التطوع إلى الأعمال التي تدر عليهم ربحا يساعدهم على قضاء حاجياتهم الأساسية.
ورغم التفاوت الاقتصادي ومعدلات الدخل القومي للدول العربية, إلا أن غالبية الأنظمة السياسة العربية ظلت غير متحمسة في العقود الثلاثة الماضية لتطوير برامج ومجالات العمل التطوعي (مركز التميز للمنظمات غير الحكومية,2002م). وتشير الكثير من التجارب الدولية إلى أن كثيراً من المؤسسات التطوعية تركزت أهدافها، وبرامجها لنقد وإصلاح الواقع السياسي أو الاقتصادي،. وكما تشير أدبيات العمل التطوعي في الدول الغربية تأتي المشاركة السياسية, والتطوع في الحملات الانتخابية للمرشحين, ودعم بعض البرامج السياسية والاجتماعية ذات الصلة بحقوق الإنسان والحريات العامة والحقوق المدنية على رأس الأوليات والمجالات التي تستهوي المتطوعين، وتحظى بمشاركة شعبية واسعة، ومن فئات اجتماعية مختلفة تمثل أعمار متفاوتة (Rocker and Coleman,1999)
(4) البعد الإعلامي:
ساهم غياب الدور الإعلامي عن التوعية بأهمية التطوع وبمؤسساته وبالأدوار التي يمكن أن يقدمها للمجتمع في قلة الإقبال على التطوع. وقد ساهمت الأبعاد الثقافية والتنظيمية والاقتصادية والمجتمعية السابق ذكرها في عدم تفاعل وسائل الإعلام مع برامج التطوع. وقد ساعدت عدة عوامل على عدم اهتمام وسائل الإعلام بالعمل التطوعي لعل من أبرزها ما يلي: (الباز، 1422هـ):
(1)    عدم ترسخ ثقافة التطوع في المجتمع السعودي.
(2)    قلة البرامج والفعاليات الخاصة بالتطوع مما يحد من تفاعل وسائل الإعلام.
(3)    قلة مصادر المعلومات عن برامج التطوع ومجالاته، وتحسن إعدد المتطوعين وغيرها من المعلومات التي يمكن صياغتها على شكل مواد إخبارية إعلامية.
الدراسات السابقة:
أجرت (الشبيكي، 1992) دراسة موسعة بعنوان "الجهود النسائية التطوعية في مجالات الرعاية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية" بهدف معرفة واقع الجهود النسوية التطوعية ودور الجمعيات الخيرية النسوية في مجالات الرعاية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية. وقد تم جمع البيانات عن طريق استمارتي مقابلة, طبقت الأولى على (10) عضوات من الرائدات في تأسيس الجمعيات الخيرية، وطبقت الاستمارة الأخرى على عضوات مجالس إدارت تلك الجمعيات وبلغ عددهن (52) عضوة. وبينت نتائج الدراسة أن الأهداف الاجتماعية تأخذ الأهمية الأولى في نشاط الجمعيات النسوية، بما في ذلك التخفيف من حالات العوز والفقر ورفع مستوى المرأة اجتماعيا. وتركزت أبرز النشاطات والمساهمات التطوعية التنموية لتلك الجمعيات في تحفيظ القران الكريم, ومحو الأمية, وتعليم اللغات, وتعليم التفصيل والخياطة, والتدريب على استخدام الآلة الكاتبة والحاسب الآلي.
وأعد ديجيرونيمو (Digeronimo, 1995) دليلاً أسماه "مرشد الطلاب للعمل التطوعي" ضَمّنه عوامل التحاق الطلاب خصوصاً في المرحلة الثانوية بالمؤسسات التطوعية وعن مجالات التطوع المتاحة، وكذلك بيانات متكاملة تتضمن عنوانين ومناشط وفعاليات الجمعيات التطوعية في المملكة المتحدة بحيث يتسنى للطلاب التعرف على الجمعيات التطوعية التي يمكن لهم الالتحاق بها، وكذلك ما يتناسب واهتمامهم وخبراتهم وميولهم الذاتية.
أما كيلي (Kelly, 1996) فقدأجرى دراسة موسعة على بعض مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة الأمريكية، لمعرفة مدى التزام هذه المؤسسات بتشجيع طلابها على الانخراط في الأعمال التطوعية، واستخدم الباحث أسلوب المقابلات الشخصية وحلقات النقاش، إضافة إلى تحليل الوثائق. وهدفت الدراسة إلى معرفة مستويات الدعم والالتزام نحو تطوع الطلاب من خلال ثلاثة مستويات: مستوى الإدارة وأعضاء هيئة التدريس والطلاب. وقد توصلت الدراسة إلى التفاوت في درجة الالتزام والدعم بين مؤسسات التعليم العالي التي تم دراستها، وأوضحت أهمية التزام الإدارة العليا في تحفيز أو تقليل الالتزام بالعمل التطوعي، كما أوصت الدراسة بأهمية إشراك الإداريين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب في التخطيط لأي مشاريع تتصل بالتطوع الطلابي.
وإحدى الدراسات المقارنة الحديثة في مجال التطوع أجراها ثمانية من الباحــــثين (Flanagan, and others 1999) ومولت من قبل عدد من الجمعيات العلمية، وهدفت إلى التعرف على مستوى مشاركة الطلاب من سبع دول في العمل التطوعي وعلاقة ذلك بالعقد الاجتماعي والمواطنة. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وتضمنت استبانة تم تطبيقها على (5.600) طالب تراوحت أعمارهم بين (9 – 12) سنة، وقد توصلت الدراسة إلى أن نسبة من شاركوا في أعمال تطوعية من هذه الفئة العمرية بلغت في أستراليا (28%) وفي الولايات المتحدة (51%) وفي السويد (19.9%) وفي المجر (60.4%) وفي جمهورية التشيك (46.3%) وفي بلغاريا (42.2%) وفي روسيا (23.4%). كما أوضحت الدراسة تنوع الأعمال التطوعية التي مارسها أولئك الطلاب وتوزعت مشاركتهم على مساعدة الفقراء والمحتاجين، المشاركة في الجمعيات الاجتماعية والسياسية، والمساعدة في الأعمال التنموية للمجتمع، والمحافظة على البيئة.




بحث موضوع العمل التطوعي
موضوع عن العمل التطوعي في المدرسة
تقرير عن عمل تطوعي قمت به
بحث عن العمل التطوعي
تقرير عن العمل التطوعي للصف السابع
مقدمة عن التطوع
أهمية العمل التطوعي
بحث عن العمل التطوعي
العمل التطوعي في الاسلام



Post a Comment

Previous Post Next Post