دراسة هيئة التدريس و الأعمال التطوعية الاجتماعية المختلفة.
والدراسة الحالية تركز على استقصاء اتجاهات الشباب الجامعي في المملكة العربية السعودية، وبخاصة في جامعة الملك سعود نحو العمل التطوعي الاجتماعي. وتنقسم هذه الدراسة إلى أربعة أقسام: الأول منها يحدد الإطار العام للدراسة، والثاني يناقش الإطار النظري والدراسات السابقة، والثالث يركز على الدراسة الميدانية ويحلل نتائجها، والرابع يحدد الاستنتاجات العامة والتوصيات.
أولاً: الإطار العام للدراسة:
مشكلة الدراسة:
نظراً لما يمثله الشباب من أهمية خاصة، كونهم في مرحلة العطاء ويمتلكون القدرة الذهنية والبدنية العالية، فقد سعت الكثير من الدول إلى غرس ثقافة التطوع وتشجيعها بينهم. وتنبع أهمية مشاركة الشباب في العمل التطوعي من تعزيز انتماء الشباب لأوطانهم، ومن تنمية مهارات وقدرات الشباب الفكرية والفنية والعلمية والعملية، ومن إتاحة الفرص الواسعة أمامهم للتعبير عن آرائهم في القضايا التي تهم مجتمعاتهم.
وعلى الرغم من أهمية العمل الاجتماعي التطوعي في تسريع قضايا التنمية في المجالات الثقافية والاقتصادية والتعليمية والصحية والبيئية، وفي استثمار وقت الشباب في أعمال نبيلة، إلا أن ممارسة العمل الاجتماعي التطوعي تختلف من مجتمع لآخر. وتشير إحدى الدراسات الموسعة التي طبقت في سبع دول مختلفة على عينات من الطلاب في الفئة العمرية 12-19 سنة إلى أن نسبة من شاركوا في أعمال تطوعية من هذه الفئة العمرية كانت في استراليا 28% والولايات المتحدة 51% والسويد 19.9% والمجر 60.4% وجمهورية التشيك 46.3% وبلغاريا 42.2% وروسيا 23.4% (Flanagan, and others 1999).
كما أوضحت دراسة أخرى في الولايات المتحدة أن عدد الملتحقين ببرامج العمل التطوعي من طلاب الجامعات والكليات الأمريكية في العام 2005 بلغ 3ر3 مليون طالب، حيث تزايد العدد بصورة ملحوظة بين عامي 2002و العام 2005 حيث بلغت الزيادة ما نسبته 20% وقدر عدد المتطوعين من طلاب الجامعات في العام 2002 بحوالي (2ر1) مليون متطوع. كما تشير الدراسة إلى أن بعض الجامعات والكليات والأمريكية أصبحت تضع العمل التطوعي والخدمة العامة ضمن المواد الإجبارية التي يتحتم على الطلاب اجتيازها (Corporation for National and Community Services, 2006). ويعتبر برنامج مدارس سان فرانسسكو للتطوع الذي تأسس في العام 1995م مثالا للبرامج الرائدة في مجال التطوع وغرس قيم العمل الاجتماعي, حيث شارك الطلاب من 100 مدرسة تابعة للبرنامج في مجالات التطوع مع أكثر من 3000 مؤسسة اقتصادية واجتماعية (San Francisco School,2005).
وقد أظهرت دراسة ميدانية عن التطوع في العالم العربي قامت بها الشبكة العربية للمنظمات الأهلية أن الشباب من سن 15 حتى 30 سنة هم أقل فئة مهتمة بالتطوع، برغم إمكانات وقدرة الشباب في هذا السن للقيام بأعمال تخدم المجتمع بصورة فائقة (الشبكة العربية للمنظمات الأهلية، 2005م). ويرجع إحجام الشباب في العالم العربي عن التطوع إلى عدة أسباب، منها التنشئة الأسرية والمدرسية التي تهتم فقط بالتعليم دون زرع روح التطوع وبث الانتماء ومساعدة الآخرين, وبكون مناهج وأنشطة المدارس والجامعات تكاد تكون خالية من كل ما يشجع على العمل التطوعي الاجتماعي.
ولا تزال الجهود التطوعية في المملكة العربية السعودية والعالم العربي بشكل عام دون المستوى المطلوب. (الباز، 1422هـ، القعيد، 1417هـ، يعقوب والسلمي 2005م، الشبيكي، 1992م). وتشير الأدبيات إلى أن مستوى العمل التطوعي ما يزال محدوداً، ويغلب عليه تركيزه في المجالات الدعوية والاجتماعية، وتقديم الخدمات للفقراء والمساكين. وتشير الأدبيات أيضاً إلى قلة مشاركة الشباب في العمل الاجتماعي التطوعي في المملكة العربية السعودية والعالم العربي, وإلى قلة الدراسات ذات الصلة بالموضوع. وقد أشارت التوصية الصادرة عن مؤتمر العمل التطوعي في الوطن العربي إلى دعوة "الباحثين والمؤسسات العالمية ومراكز البحوث إلى القيام بدراسات متعمقة، لبحث مقومات العمل التطوعي وسبل دفعه والارتقاء بمستوى الأعمال التطوعية" (مؤتمر العمل التطوعي والأمن في الوطن العربي , 2000م:20 ). ومن هنا يمكن صياغة مشكلة الدراسة على السؤال التالي :
"إلى أي مدى ينخرط الشباب الجامعي في الأعمال التطوعية ؟"
تنبثق أهمية الدراسة من أهمية العمل التطوعي الذي يمتد إلى مجالات متسعة من مجالات التنمية وحماية البيئة، والعناية ببعض الفئات الاجتماعية مثل المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، ومن الأثر النفسي والاجتماعي الذي يتركه العمل الاجتماعي على الشباب الجامعي مثل : احترام الذات، والثقة بالنفس، وتقدير قيمة العمل، والتعبير عن الآراء، والمشاركة في اتخاذ القرار.
وتبرز أهمية الدراسة في الجوانب التالية:
(1)    أهمية العمل التطوعي للمجتمع وأهمية إشراك الشباب في تطوير مجتمعاتهم.
(2)    قلة الدراسة ذات الصلة بموضوع العمل التطوعي، خصوصاً ما يتصل منها بمشاركة الشباب بالعمل التطوعي.
(3)    يتوقع أن يستفيد من نتائج هذه الدراسة عدد من المؤسسات الاجتماعية والشبابية والتعليمية.
منهجية الدراسة وإجراءاتها:
منهج الدراسة:
استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي الذي يعبر عن الظاهرة موضع الدراسة تعبيراً كمياً وكيفياً، والذي "لا يتوقف عند حد وصف الظاهرة، وإنما يتعدى ذلك إلى تحليلها، وكشف العلاقات بين أبعادها المختلفة من أجل تفسيرها والوصول إلى استنتاجات عامة تسهم في تحسين الواقع وتطويره" (عطيفه، 1996م:54) وقد استخدم الباحث مدخلين من مداخل المنهج الوصفي هما: مدخل الدراسات الوثائقية Documentary Approach لتوضيح الخلفية النظرية للعمل التطوعي ومدخل المسح الاجتماعي بالعينة Sample Survey Approach لاستقصاء اتجاهات الشباب الجماعي نحو العمل التطوعي، من خلال تطبيق استبانة على عينة عشوائية تمثل المجتمع الأصلي للدراسة.
حدود الدراسة:
اقتصرت الدراسة في مجالها البشري على طلاب جامعة الملك سعود من الذكور. واقتصرت الدراسة في مجالها المكاني على الطلاب الملتحقين بالجامعة بمدينة الرياض. وفي مجالها الموضوعي اقتصرت الدراسة على مدى ممارسة الشباب الجامعي للعمل التطوعي، والأعمال التطوعية التي يرغب الشباب الجامعي المشاركة فيها، والمعوقات والصعوبات التي تحول دون التحاق الشباب الجامعي بالأعمال التطوعية , والأساليب والآليات اللازمة لتفعيل مشاركة الشباب الجامعي في مجالات العمل التطوعي.
مجتمع الدراسة وعينتها:
العينة الجيدة هي التي تمثل مجتمع الدراسة أفضل تمثيل، وذلك لأنه كلما كانت العينة قريبة الشبه بالمجتمع، أمكن للباحث تعميم النتائج التي يتحصل عليها من دراسته أو بحثه (الصياد، 1983 ص،1).
وتحتضن جامعة الملك سعود (15) كلية بلغ مجموع طلابها الذكور (320ر28) طالباً في العام الدراسي 1425/1426هـ.( bac cur stud.php www.ksu.edu.sa/statics/1426 http : //)
وقد اعتمد الباحث على أسلوب الرابطة الأمريكية لتحديد حجم عينة الدراسة وفقاً للمعادلة التالية (الصياد، 1989، ص137):
X2 NP (1-P)
n =
d2 (N-1) + X2 (P(1-P)
حيث
n         = حجم العينة
وN   = حجم مجتمع الدراسة
وp    = نسبة المجتمع واقترح كيرجسي ومورجان أن تساوي (5ر0) لأن ذلك سوف يعطي أكبر حجم عينة ممكن.
وd    = درجة الدقة كما يعكسها الخطأ المسموح به، واقترح كيرجسي ومورجان أن يساوي (05ر0).
وx2   = قيمة اختيار مربع كاي عند درجة حرية واحدة ومستوى ثقة (95ر0) وهي تساوي (841ر3).
واختار الباحث في المرحلة الأولى بأسلوب العينة العشوائية البسيطة خمس كليات (3ر33%) من كليات جامعة الملك سعود، تمثل ثلاثة تخصصات هي : التخصص الأدبي (كليتان: الآداب والتربية)، والتخصص الهندسي (كليتان: الهندسة والحاسب الآلي)، والتخصص الطبي (كلية واحدة هي كلية الطب). وبلغ مجموع الطلاب الذكور المقيدين بهذه الكليات (12866) طالباً في العام الدراسي 1425/1426هـ ( جامعة الملك سعود، 2006م ).
               ثم حدد الباحث حجم عينة الدراسة بعد التعويض في المعادلة السابقة
(3.841) (12866) (0.5) (1-0.5)
N =
(0.05)2 (12866-1) + 3.841 (0.5(1-0.5)
 373.
N =
 وطبق الباحث أسلوب العينة العشوائية الطبقية ( الصياد، 1983، ص83 )، لاختيار حجم العينة (373 طالباً ) من الطلاب الذكور بالكليات الخمس التي تم اختيارها في المرحلة الأولى. وقد تم سحب العينة باستخدام التوزيع المتناسب مع كل فئة فرعية في المجتمع الأصلي. والجدول (1) يوضح عينة الدراسة.
وقام الباحث بعرض أداة الدراسة على 12 محكما" من قسمي التربية وعلم الاجتماع بجامعة الملك سعود، للتحقق من صدق المحتوى وترابط العبارات وملاءمتها لقياس ما وضعت لأجله، وسلامتها اللغوية ووضوحها، ثم قام الباحث بتطبيقها على عينة استطلاعية عشوائية قوامها (33) مفردة، للتأكد من صدقها البنائي بحساب معامل ارتباط بيرسون بين درجة كل عبارة والدرجة الكلية لمجموع عبارات أداة الدراسة، وبين درجة كل عبارة والدرجة الكلية لمجموع عبارات المحور الذي يتضمنها، ومصفوفة الارتباط بين كل محور من محاور الاستبانة والدرجة الكلية لهذه المحاور، وكانت جميع معاملات الارتباط دالة إحصائياً عند مستوى (01ر0). كما تأكد الباحث من ثبات أداة الدراسة بتطبيق معادلة ألفا كروبناخ، وبلغ معامل ثبات أداة الدراسة (9092ر0) وهو دال إحصائي عند مستوى (01ر0)، وأصبحت الاستبانة في صورتها النهائية جاهزة للتطبيق على أفراد عينة الدراسة. والملحق رقم (1) يوضح أداة الدراسة في صورتها النهائية.
أساليب المعالجة الإحصائية:
استخدم الباحث عدداً من أساليب الإحصاء الوصفي والاستدلالي في تحليل البيانات والمعلومات التي تم جمعها من أفراد عينة الدراسة، لتحديد اتجاهات الشباب الجامعي نحو العمل التطوعي وفوائده، ومعوقات تطبيقه وانتشاره، والأساليب التي تؤدي إلى تفعيل تطويره باستخدام برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية(spss). وتم اعتبار متوسط نسبي أعلى من (20ر4) مهم جداً، ومتوسط (40ر3 – 19ر4) مهم، ومتوسط (60ر2 – 39ر3) متوسط الأهمية، ومتوسط (80ر1 – 59ر2) قليل الأهمية، ومتوسط نسبي أقل من (79ر1) منعدم الأهمية. كما تم تطبيق تحليل التباين الأحادي لتحديد دلالة الفروق بين استجابة أفراد عينة الدراسة نحو أبعاد العمل التطوعي باختلاف الكليات والتخصص، وتطبيق اختبار شيفيه لتحديد اتجاه صالح الفروق لأي فئة من فئات المتغير.




دراسات سابقة عن العمل التطوعي
رسالة ماجستير عن العمل التطوعي
الشباب والعمل التطوعي دراسة ميدانية على طلاب المرحلة الجامعية في مدينة الرياض
دراسات اجنبية عن العمل التطوعي
مركز دراسات العمل التطوعي
معوقات العمل التطوعي في المجتمع السعودي
كتب عن العمل التطوعي
استبانة عن العمل التطوعي
العمل التطوعي وعلاقته بأمن المجتمع


Post a Comment

Previous Post Next Post