هل نستطيع التمييز بين لغة الإنسان و  لغة الحيوان

الإشكالية الأولى : في إدراك العالم الخارجي
المشكلة الجزئية الثانية : في اللغة والفكر
مقال حول : اللغة والفكر
"الطريقة الجدلية"
الأسئلة الاحتمالية:
-   هل تنفصل اللغة عن الفكر؟
-     هل الألفاظ حصون للمعاني أم قبور لها ؟
-     هل تعتقد ان اللغة والفكر شيآن مختلفان ؟
-    هل العلاقة الموجودة بين اللغة والفكر علاقة انفصال أم اتصال؟
ملاحظة : يجب أن نتحدث هنا على الاتجاه الأحادي والاتجاه الثنائي أي
( الاتجاه الانفصالي والاتجاه الاتصالي ).
طرح المشكلة : "مقدمة"
لما كان الإنسان اجتماعي بطبعه يميل إلى التعايش مع من حوله من البشر بشتى الطرق والوسائل ، ولما كانت اللغة هي إحدى هذه الوسائل كان لزاما عليه أن يتعامل بها مع بني جنسه على اعتبار أنها وسيلة للتواصل الإنساني وأنها نسق من الرموز و الإشارات الغرض منها التواصل والتفاهم .أما الفكر يعتبر وظيفة نفسية إنسانية ولعل هذا ما جعل الجدل  بين العلماء والمفكرين حول ما إذا كانت اللغة  تتصل بالفكر أم تنفصل عنه و هُومايدفعنا إلى طرح التساؤل التالي:هل اللغة والفكر شيآن مختلفان أم هما شيء واحد ؟.
العرض :محاولة حل المشكلة
الموقف الأول:" علاقة اللغة بالفكر علاقة انفصال " يرى أنصار الاتجاه الثنائي أن العلاقة الموجودة بين اللغة والفكر علاقة انفصال ولا يمكن أن تكون علاقة اتصالية ومن بين هؤلاء الفيلسوف هنري براغسونإذ يقر بعدم التناسب بين اللفظة والفكرة "المعنى"اللغة تمتاز بالانفصال وبالتالي هي عاجزة بينما الفكرة متقدمة وبالتالي هي متصلة يقول "براغسون"اعتقد أننا نملك أفكارا أكثر مما نمتلك أصواتً " كما يقول أيضا " الفكر ذاتي وفردي بينما اللغة موضوعية واجتماعية " ومن مؤيدي هذا الموقف أيضا الفيلسوففال     يريحيث يقول : "إن أجمل الأفكار هي التي لا نستطيع التعبير عنها " أما أبو حيان التوحيدي فيذهب في رأيه بأنه ليس في قوة اللغة أن تمتلك كل المعاني والأفكار ولعل من مؤيدي هذا الموقف والذين يدافعون عنهأهل الصوفيةإذ يصلون إلى مراتب ودرجات يضيق عنها نطاق النطق فلا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا واشتمل لفظه على خطاء صريح لا يمكنه الاحتراز منه كما أن الإنسان وفي كثير من الأحيان نجده عاجزا عن التبليغ فهو يشعر بعجز اللغة على مسايرة الفكر هذا ما حصل"للبسطامي" و"الحلاج" و"البدوي" الذي فقد ناقته في الطريق والدليل على ذلك نجد الأدباء وعلى الرغم من امتلاكهم لثروة لغوية هائلة إلا أنهم يعانون أحيانا من مشكلة التبليغ والتلميذ كثيرا ما تخونه  اللغة في تبليغ إجابته إلى المصحح ومن الناحية الواقعية يشعر عامة الناس بعدم المساواة بين قدرتهم في التفكير وقدرتهم على التعبير وهذا ما جعل "براغسون"يحدد نوعين من المعرفة معرفة رمزيةنتحصل بها على معارف رمزية وهي أدوات يتوصل بها العقل العارف إلى الشيء المعروف أما الثانية فهي معرفة حدسية  وهي التي نحتاج فيها إلى وسائط بل يكون الوصول إليها مباشر ومن جملة الأدلة التي يؤكد بها القائلون باستقلالية اللغة عن الفكر هي أن الفكر اسبق في تعامله مع الواقع ثم انه لو كانت اللغة كافية لما احتاج الإنسان إلى وسائط أخرى بغرض التعبير عن أفكاره وإلا ما الدافع الذي جعل "فاليري" يقول "إن أجمل الأشعار هي التي لم تكتب بعد "؟
النقد "المناقشة":لكن نلاحظ أنه اذا سلمنا بأن الفكر سابق عن اللغة من الناحية المنطقية فهو غير سابق عنها من الناحية الزمنية و إلا كيف نفسر السبق في الوجود ؟ وبناء على هذا وجهت جمله من الانتقادات لأصحاب هذا الموقف أولها : إن الإقرار بالفصل بين اللغة والفكر فعل تعسفي إذ لا يمكن التقليل من شأن اللغة لأنها الوسيلة التي تنقل الأفكار ثم أنه لولا وجود اللغة لما كتب القرآن وفهمت معانيه فالفكر بدون لغة يبقى حبيس ولا معنى له، يقول "اميلبنفنست " إن الذهن لا يحتوي على أشكال خاوية أو مفاهيم غير مسماة " كما يؤكد الفيلسوف "سيروس"على استحالة الفصل بين اللغة والفكر أما" أبو حامد الغزالي" فيرى بان الفكر وحي داخلي بينما اللغة ترجمة خارجية له.
الموقف الثاني:  "علاقة اللغة بالفكر علاقة اتصال "على النقيض من الاتجاه الأول وعلى خلافه ينظر أنصار الاتجاه الأحادي أمثال اللساني السويسري "دوسوسير" والعالم "لافيل"أن العلاقة الموجودة بين اللغة والفكر علاقة اتصال إذ هما شيء واحد لا يمكن الفصل بينهما بأي شكل من الأشكال كما انه لا توجد أيضا أفكار خارج نطاق اللغة ذلك لان الفكر واللغة ليسا سوى مظهرين لعملية نفسية واحدة أي كالورقة بوجهيها لا يمكن الاستغناء عن وجه من الوجهين حيث يؤكد هذا الموقف الفيلسوف "مولير" بقوله: "لا يمكن أن يأتي يوم لا تستطيع فيه اللغة الفرنسية التعبير عن مشاعري وأفكاري "  كما ذهب كل من "هيجل" وَ "جولياكريستيفا"على أن العلاقة الموجودة بين اللغة والفكر هي علاقة تلازم وتبعية وهذا ما جعل الفيلسوف "لافيل" يصرح قائلا " ليست اللغة كما يعتقد البعض ثوب الفكر بل جسمه الحقيقي" فعملية التفكير لا تعدو سوى ضربا من الكلام الخافت فقد قيل: "إن التفكير الصامت الذي يوحي لنا بوجود حياة باطنية ما هو إلا حوار داخلي يتم بين الذات ونفسها ومن هذا يتبين أن اللغة والفكر متصلان يشكلان ثنائية متكاملة ومنه لا يمكن القول بأسبقية احدهما على الأخر فهما متطابقان كفاعلية ذهنيه يقول "جونلوك":"إن اللغة عبارة عن علامات حسية معينة تدل على الأفكار الموجودة في الذهن" كما أن الطفل لا يتعلم التفكير إلا إذا تعلم التعبير وهذا إن دل يدل على التلازم أما علم النفس فقد أكد على أن الطفل في مراحله الأولى لا يقوى على شيء حيث يبقى جاهلاً بالعالم الخارجي المحيط به إلا بعد تعلمه واكتسابه للألفاظ والجمل ومن هذا تتشكل لديه الأفكار  وتتكون .
النقد"المناقشة":لكن نلاحظ أن هذا الموقف هو الأخر لم يسلم من الاعتراضات من قبل جملة من الفلاسفة واللغويين ذلك لقوله بالوحدوية بين اللغة والفكر وهذا غير مقبول من الناحية النظرية والواقعية كون اللغة إشارات ورموز أي ألفاظ تدل على المعاني بينما العقل هو الذي ينشئ المعاني ويضع لها رموز وهذا ما يجعلنا نعتبر أن الأسبقية للفكر وليس للغة كونها تعجز أحيانا عن التبليغ ثم انه لو كانت اللغة والفكر شيء واحد لجاز لنا أن نكتفي بواحد منهما دون الأخر كما أننا لو سلمنا بالوحدوية بينهما لوجدنا أن الفكر ثابت بثبات الألفاظ وأن اللغة متغيرة بتغير المعاني وهذا يستحيل
التركيب:" تركيب بين الموقفين":وعموما يمكننا أن نقول لا يمكن الفصل بشكل عملي بين اللغة والفكر ذلك لان اللغة بمثابة الوعاء والفكر بمثابة المضمون لذا قال" ماكس مولير" "إن العلاقة بين اللغة والفكر كالقطعة النقدية الواحدة وجهها الأول الفكر ووجهها الثاني اللغة وإذا فسد أي وجه من الوجهين فسدت القطعة" كما يؤكد هذه العلاقة "دولا كروا" بقوله: "اللغة تصنع الفكر والفكر يصنع اللغة" أما "ميرلوبونتي" فقد عبر عن هذه العلاقة بقوله: "أن الفكر لا وجود له خارج نطاق الكلمات" أما "هاملتون"هو الأخر اعتبر بأن المعاني شبيهة بشرارة النار لا تومض إلا لتغيب فلا يمكن إظهارها وتثبيتها إلا بالألفا
الخاتمة :"حل المشكلةوختاما ومما سبق نستنتج أن العلاقة بين اللغة والفكر لاهي انفصالية تامة ولا هي اتحادية مطلقة إذ تطور اللغة يبقى رهين تطور النشاط الإنساني وأخيرا يمكننا أن نقول أن العلاقة بينهما تكاملية تفاعلية أي ثنائية بثنائية الإنسان فهو جسم وروح .
هل نستطيع التمييز بين لغة الإنسان و  لغة الحيوان
نوع الطريقة: مقارنة.
التذكير بالطريقة:المقدمة، أوجه الاختلاف، أوجه الاتفاق، طبيعة العلاقة بينها ، خاتمة .
طرح المشكلة : "المقدمة" :يتفق عموم الناس على حقيقة التواصل بين جميع الأجناس والمخلوقات الحية من "إنسان وحيوان" فمثلا لو تتبعنا سلوكيات بعض الحيوانات لوجدنا أنها تتواصل فيم بينها سواء عن طريق الحركات" الرقصات" كمجتمع النحل أو النمل مثل حادثة سيدنا سليمان والنملة أو الإشارة المتبادلة عند القردة.ومن هذا جاز لنا أن نتساءل عن حقيقة المفارقة بين لغة الإنسان ولغة الحيوان فكان سؤالنا كتالي.هل الظاهرة اللغوية لدى الإنسان والحيوان واحدة أم مختلفة؟ بعبارة أخرى،بماذا تتميز لغة الإنسان عن لغة الحيوان ؟
التحليل(محاولة حل المشكلة):
أوجه الاختلاف:إن ميزة اللغة الإنسانية لغة واعية قصديه ناتجة عن فكر كما أنها قابلة للتطور،أما اللغة الحيوانية فهي لغة ناتجة عن الطبيعة مردها إلى الغريزة وبالتالي هي لغة محدودة يكتسيها الطابع البيولوجي أما عن اللغة الإنسان فإنها لغة مكتسبة ناتجة عن الاختيار تعمل ثلاثة أبعاد بعد نفسي،بعد اجتماعي وأخيرا البعد الحضاري أما اللغة الحيوانية فيميزها طابعها ألتواضعي المفروض من قبل الطبيعة ، لغة الإنسان كلية لا تتجزأ  بل تتفكك وتتحلل إلى وحدات (مُنيمات) أما لغة الحيوان قابلة للتجزئة كما هي تعتمد الطابع و النموذج النمطي لغة الإنسان لغة إبداعية هادفة تتلاءم مع كل الأوضاع الكلام كما أنها تحمل قيمة جمالية عقلية يصاحبها الإدراك  والتخيل أما لغة الحيوان لا تتصف بالازدواجية (التحول والانتقال) فهي لغة  نفعية مادية.
أوجه الاتفاق: "مواطن الشبه": إن المتتبع لحقيقة اللغة يجد مواطن تداخل تجمع بين لغة الإنسان ولغة الحيوان على اعتبار أنها لغة للتواصل وعند حديثنا عن المقارنة بين اللغتين نجد: كل من الحيوان و الإنسان خاصة الطفل كلا منهما يملك أجهزة خاصة بالكلام كالمؤهلات الخارجية كلا من الحيوان والإنسان يستعملان هذه الأجهزة من أجل الوصول إلى الحاجة والتعبير عنها ولا يتم هذا التعبير إلا بواسطة نظام التواصل المعروف والمحدد عند كل منهما والمتمثل أساسا في جملة (الإشارات والأصوات).إن اللغة الحيوانية متنوعة بتنوع السلالات والأجناس كما هو الشأن لدى اللغة الإنسانية (التعدد) الذي يفرضه التعدد اللغوي الخاصية الاجتماعية وهذا إن دل يدل على أن الحيوانات تتواصل مثلما يتواصل البشر، اللغة خاصية  مشتركة غايتها التكيف والتأقلم سواء كانت بشرية أم حيوانية من خصائصها أيضا مهمة التبليغ(هبة ربانية)اللغة أداة من أدوات البقاء سواء تعلق الأمر بالإنسان العاقل أم الحيوان.
العلاقة بينهما (مواطن التداخل):كل من اللغة الإنسانية والحيوانية يشتركان في خاصية واحدة هي الحفاظ  على صيانة وضمانة البقاء النوعي ( البناء النوعي الاجتماعي) سواء تعلق الأمر بالإنسان أو الحيوان ، كلا منهما يحمل منطلقات طبيعية ، كل من اللغتين يتصفان بالطابع الغريزي ، كما أن التجربة تثبت أن كل مكونات الكلام موجودة لدى الإنسان والحيوان (تجربة العالم الذي قام بتربية طفل وقرد) فلاحظ إمكانية المقارنة حتى دخول الشهر الثامن ومع بداية الشهر التاسع ينتقل الطفل إلى الحظيرة الإنسانية
الخاتمة:يمكننا أن نلاحظ من خلال ما سبق أنه يتعذر علينا القول بأن التواصل الحيواني يرقى إلى المستوى الذي عرفته اللغة الإنسانية فاللغة الحيوانية تبقى لغة محدودة وساذجة في غياب الفكر ومنه تبقى اللغة خاصية إنسانية تميز الكائنات العاقلة، ومن هذا يصدق قول غوسدروف(إن اللغة هي التي يدخل بها الطفل إلى الحظيرة الإنسانية). اللغة والفكر...تابع .مشروع فلسفي .
نص السؤال :اثبت صدق الأطروحة التالية :" إن اللغة في حقيقتها منفصلة عن الفكر ".
الطريقة استقصاء بالوضع .
" طرح المشكلة" :المقدمة:
يشاع عند البعض بان اللغة تتصل بالفكر إذ لا يمكن لها أن تنفصل عنه .وهذا ما نادى به أنصار الاتجاه الأحادي،لكن على النقيض من ذلك يرى أنصار الاتجاه الثنائي،بان اللغة لا تتصل بالفكر بل تنفصل عنه بدعوى أن الفكر سابق عن اللغة ،وهو ما نحن بصدد اثباته الدفاع عنه .فكيف يمكننا إثبات صدق هذه الأطروحة؟.وما هي الحجج التي يمكننا أن ندافع بها عن هذا النسق؟.
عرض منطق الأطروحة :
                                                     يرى أنصار الأطروحة "أصحاب الاتجاه الثنائي " بان اللغة تنفصل انفصال تام عن الفكر ولا تتصل به كون الفكر له أسبقية عن اللغة، ذلك لان الإنسان يفكر بعقله قبل أن يعبر بلسانه فكثيرا ما يشعر بسيل من الخواطر والأفكار تتزاحم في نفسه ،لكنه يعجز عن التعبير عنها ومنه فاللغة عاجزة عن إبراز كل المعاني المتولدة عن الفكر إبرازا كاملا .وهذا قول براغسون"اعتقد أننا نملك أفكارا أكثر مما نملك اصواتا "ويقول أيضا:"الفكر ذاتي وفردي واللغة موضوعية واجتماعية"، ومن هذا يتبين بان تطور المعاني أسرع من طور اللغة ،لان اللغة تعيق تقدم الفكر وتحجزه .لذا قالفاليري
"إن أجمل الأفكار هي التي لا نستطيع التعبير عنها".كما عبر عن هذا أيضا أبوحيان التوحيدي. حين قال:" ليس في قوة اللغة أن تملك كل المعاني "
عرض منطق الخصوم ونقده :
                                                     للأطروحة السابقة خصوم ألا وهم أنصار الاتجاه الاحادي .حيث يرى أنصار هذا الاتجاه بأنه لا فرق بين اللغة والفكر.إذ اللغة عند جون لوك:"هي علامات حسية معينة تدل على الأفكار الموجودة في الذهن"، ويذهب دولا كروابقوله  "إن الفكر يصنع اللغة وهي تصنعه الألفاظ حصون المعاني ".لكن نلاحظ انه في الكثير من الأحيان يعجزالإنسان عن التعبير أو"يعجز القلم عن الكتابة " والدليل على ذلك التجربة النفسية التي تدل على أن الإنسان يشعر بعدم وجود تناسب وتناسق بين قدرته عن الفهم وقدرته عن التبليغ .هذا وبالإضافة إلى أن الرجل الأجنبي في بلد ما حيث لا يتقن لغة ذلك البلد تعيقه اللغة في تبليغ أفكاره ،والسواد الأعظم من الناس يجدون صعوبة في التواصل مع الصم والبكم ، وهذا بسبب اللغة ومن الأمثلة التوضيحية كذلك نجد الأم عندما تسمع بخبر نجاح ابنتها تلجا إلى الدموع للتعبير عن حالتها الفكرية وهذا يدل على أن اللغة ليست لها القدرة على مواكبة الفكر 
الدفاع عن الأطروحة بالحجج الشخصية :
يمكننا الدفاع عن هذه الأطروحة بحجج جديدة تثبت صحتها ،منها رأي أبو حامد الغزالي رحمه الله في كتابه:"المنقذ من الضلال والموصل إلى ذي العزة والجلال".أن أهل الصوفية يصلون إلى مراتب ودرجات يضيق عنها نطاق النطق .فلا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا واشتمل لفظه على خطا صريح لا يمكن الاحتراز منه ،كما أن الإنسان وفي الكثير من الأحيان نجده عاجزا عن التبليغ ،فهو يشعر بعجز اللغة عن مسايرة الفكر فمثلا :الأدباء وعلى الرغم من امتلاكهم لثروة لغوية كبيرة ،إلا أنهم يعانون من مشكلة التبليغ ،والطالب في الامتحان كثيرا ما تخونه  اللغة في تبليغ إجابته إلى المصحح ومن الناحية الواقعية يشعر اغلب الناس بعدم المساواة بين قدرتهم على التفكير ،وقدرتهم على التعبير .
التأكيد على مشروعية الأطروحة :"الخاتمة "
وختاما يمكننا أن نقول: إن الأطروحة القائلة :"إن اللغة في حقيقتها منفصلة عن الفكر".أطروحة صحيحة في صيغها الفلسفي ونسقها يمكن  أن نتبناها وان نأخذ بها ،ولا سبيل إلى اتهامها بالفساد ،ذلك لان علاقة اللغة بالفكر علاقة انفصال فالفكر اسبق وأوسع من اللغة وهذه  الأخيرة تعيقه دوما وتعجزه .
ملاحظة :هذه المقالة عبارة عن نموذج حول كيفية الاستقصاء بالوضع.

"إن الفكر لا يمكن له أن يوجد إلا في نطاق الكلمات ولا يخرج عنها ".
 دافع عن هذه الاطروحة .
طرح المشكلة : "المقدمة":لقد كان الاعتقاد السائد لدى عامة الناس وحتى بعض الفلاسفة والمفكرين بان اللغة والفكر منفصلان ولا يمكن لهما أن يتصلا. غير أن  هناك من اعتقد أنهما  مترابطان ولا يمكن الفصل بينهما بأي شكل من الأشكال ، ومن خلال هذا الاعتقاد الأخير نحاول أن نثبت بأنه فعلا اللغة والفكر شيء واحد . فكيف يمكننا حقا أن نثبت هذه العلاقة التلازمية بين اللغة والفكر ؟. وما هي جملة الأدلة والبراهين التي تدعم هذا الطرح ؟.
التحليل: محاولة حل المشكلة :
عرض منطق الأطروحة : " اللغة والفكر شيء واحد" يرى أنصارالاتجاه الأحادي أن اللغة والفكر شيء واحد لا يمكن الفصل بينهما. إذ لا وجود للفرق بين اللغة والفكر بحسبجون لوك: حيث يعتبر اللغة علامات حسية معينة وظيفتها الدلالة عن الأفكار الموجودة في الذهن كما اعتبردولا كروا: بان اللغة تصنع الفكر والفكر يصنعها. يقول:" الألفاظ حصون المعاني " لذا قيل "أن التفكير الصامت الذي يوحي لنا بوجود حياة باطنية ما هو إلا حوار داخلي يتم بين الذات ونفسها ومن هذا يتبين أن اللغة  والفكر متصلان " وقد عبر عن هذا كلا من العالم اللسانيدوسوسيرولافيلبان ما يميز اللغة والفكر هو الاتصال والترابط بينهما ويضيفهيجلبان العلاقة بين اللغة والفكر هي علاقة تلازم وتبعية وقد صدق لافيلحين قال  " ليست اللغة كما يعتقد البعض ثوب الفكر بل هي جسمه الحقيقي " وقد نستمد دليلا من الواقع بان نلقي نظرة ولو بسيطة على تلاميذ المدارس ، فنجد عجز التلميذ عن التفكير إلا بعد أن يتعلم اللغة.
عرض منطق الخصوم ونقده :  وفي اتجاه أخر نجد للأطروحةالسابقة خصوم تمثلوا في دعاة الاتجاه الثنائي بحيث يروا بان اللغة تنفصل انفصال تام عن الفكر ولا تتصل به كون الفكر له السبق عن اللغة ومن ابرز دعاة هذا المذهب الفيلسوفبراغسون والذي صرح قائلا  "اعتقد بأننا نملك أفكارا أكثر مما نملك اصواتا " ثم يضيف قائلا :" الفكر ذاتي بينما اللغة موضوعية واجتماعية ". وهذا يدل على أن تطور المعاني "الفكر " أسرع من تطور اللغة "
نقد الخصوم شكلا ومضمونا : من الملاحظ أن أصحاب هذا الطرح نظروا الى وجود سبق بين حقيقة اللغة والفكر لكن هذه الأسبقية فهي من الناحية المنطقية وليست من الناحية الزمنية ، وإلا فكيف لنا أن نفسر هذه الأسبقية ؟. كما أن الذهن لا يحتوي على أشكال خاوية اومفاهيم غير مسماة بحسباميل بنفنست. وفي نفس المنحى يؤكد الفيلسوفسيروسعلى استحالت الفصل بين اللغة والفكر بحيث ما يميزهما هو الترابط .ومنه يمكننا أن نقول بان الإقرار بالفصل بين اللغة والفكر فعل تعسفي ، ذلك لان التقليل من شان اللغة يعني التقليل من شان الفكر .
الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية : وللتأكيد على صحة الأطروحة والدفاع عنها بحجج جديدة يمكننا أن نقول أن اللغة والفكر ليس سوى مظهرين لعملية نفسية واحدة .كما انه لا توجد أفكار خارج نطاق الكلمات وهو ما عبر عنه الفيلسوف الفرنسي مولير بقوله :"لا يمكن أن يأتي يوم لا تستطيع فيه اللغة الفرنسية أن تعبر عن مشاعري وأحاسيسي" وهو أيضا ما أكدته جوليا كريستيفيا حيث اعتبرت بان العلاقة الموجودة بين اللغة والفكر أساسها التلازم. ولا تمتاز بالانفصالية كما يؤكد علم النفس بان الطفل لا يقوى على تعلم الأفكار إلا إذا تعلم اللغة وإلا بقي جاهلا بالعالم الخارجي
التأكيد على مشروعية الأطروحة : وفي الأخير لا يمكننا إلا أن نقول أن الأطروحة القائلة "إن الفكر لا يمكن له أن يوجد إلا في نطاق الكلمات ولا يخرج عنها ".أطروحة صحيحة في سياقها الفلسفي ونسقها يمكن أن نتبناها وان نأخذ برأي أنصارها كونها مشروعة ويمكن الدفاع عنها 

مواضيع ذات صلة
مقالة فلسفية حول اللغة والفكر
قسم الفلسفة - ممكن مقالة اللغة والفكر جدلية
تلخيص درس اللغة والفكر
العلاقة بين اللغة والفكر
مقالات فلسفية اللغة والفكر
اللغة والفكر مقالة جدلية
مقالة فلسفية حول اللغة والفكر استقصاء بالوضع
مقالة اللغة والفكر جدلية ملخصة
اللغة والفكر علاقة اتصال ام انفصال
درس اللغة والفكر
مقالة فلسفية حول اللغة والفكر استقصاء بالرفع
مقالات حول الشعور واللاشعور
اللغة والفكر
  . 

                                                    

Post a Comment

Previous Post Next Post