أولاً- الطرق القديمة في الوصول إلى المعرفة :
حاول الإنسان منذ بدء حياته على الأرض تفسير الظواهر المحيطة به واتخذ اساليبا عديدة منها :-
1- المحاولة والخطأ :
كان الانسان بدايةً ينسب الحوادث الى الصدفة دون البحث عن اسبابها وتطور تفكيره الى تفسيرها عن طريق المحاولة والخطأ لحل ما يحيطها من غموض .
2- الخبرة الشخصية :
أدرك الإنسان بالملاحظة والخبرة بعض المعارف كالأوقات المناسبة لزراعة بعض أنواع البذور وكيفية تدجين وتكثير بعض الحيوانات الا ان هذه الطريقة قد تقود الى استنتاجات غير صحيحة .
3-اللجوء الى السلطة :
لجأ الانسان البدائي الى رئيس القبيلة لتفسير الحوادث الغريبة كالمرض او البرق او المطر وكان يقبل ما يصل اليه من تفسيرات دون مناقشتها باعتبار ان اهل السلطة لا يخطئون وان الأفكار الذائعة عنهم هي أفكار صحيحة .
4- التفكير القياسي :
وهذا التفكير وضع أسسه الفيلسوف اليوناني " أرسطو" ويقوم هذه التفكير على الانتقال من المقدمات إلى النتائج فإذا قبلت صحة المقدمات فانه تقبل صحة النتائج مثال :
     - احمد طالب                      (مقدمة صغرى)
     - كل طالب يدرس                 ( مقدمة كبرى)
     - فأن احمد يدرس                   ( النتيجة)
لقد سار الفكر البشري فترة طويلة على المنهج القياسي وبقي مستمراً إلى القرن السابع عشر حيث ظهر منهج جديد هو منهج الاستقراء .
ويؤخذ على المنهج القياسي انه يعرض الإنسان للخطأ ، فقد تكون إحدى المقدمتين غير صحيحة وبذا تكون النتيجة غير صحيحة . وكذلك يؤخذ عليه انه جمد المعرفة الإنسانية قرونا طويلة لم تتمكن خلالها من اكتشاف نتائج جديدة لأنه لايعطي معرفة جديدة بل يكتفي بتوضيح معرفة كانت موجودة سابقاً .
5-التفكير الاستقرائي :
يقوم هذا التفكير بالانتقال من الجزئيات الى الكليات فمثلاً حينما نريد الحكم على مستوى صف معين ندرس (نستقرئ) إفراده فرداً فرداً ثم نحكم عليه بأنه : مستوى طلبته جيدا  مثلاً او غير جيد ، وعلى الرغم من انه يؤدي الى معرفة دقيقة ولكن يؤخذ عليه انه ليس عملياً ، لصعوبة تفحص كل الجزئيات للوصول الى النتيجة .
6-  الاستقراء الناقص :
توضح أن الاستقراء التام هو صعب التحقيق او غير عملي لذا ظهر مايعرف بالاستقراء الناقص اذ  يكتفى بفحص عينة تختار بدقة بحيث تمثل المجتمع الكلي ومن ثم بالحكم عليها يتم الانتقال الى الحكم على المجتمع الكلي .
لذا فان العينة اذا كانت غير ممثلة للمجتمع كان التعميم النهائي غير صحيحا ، لذا يرى البعض ان المعرفة التي نتوصل اليها عن طريق الاستقراء الناقص هي معرفة تحتمل الصدق والخطأ وهي مجرد استنتاجات .
مراحل تطور الفكر الانساني :
 يرى عالم الاجتماع (اوغست كونت) إن الفكر الإنساني مر في تطوره بالمراحل الثلاث الآتية :
1- المرحلة الحسية : وهي المرحلة التي كان الإنسان فيها يعتمد على حواسه في تحصيل المعارف ، وهي مرحلة للوصف فقط وليست للفهم .
2- مرحلة المعرفة الفلسفية التأملية : والبعض يسميها مرحلة العلل الميتافيزيائية وفكَّر فيها الإنسان في مواضيع الحياة والموت والخلود واصل الكائنات وغيرها .
3- مرحلة المعرفة العلمية التجريبية :وهي مرحلة نضج الفكر البشري وتفسير الظواهر تفسيرا علمياً وإدراك ما بينها من روابط .

الطريقة العلمية في البحث :
كان ظهور الطريقة العلمية نتيجة لجهود علماء كثيرين وقرون طويلة من البحث ، وان أول ملامح هذه الطريقة ظهرت على يد الفيلسوف الانكليزي فرانسيس بيكون  Francis Bacon         ( 1561-1626) حين اقترح بناء النتائج على أساس مجموعة كبيرة من الوقائع والملاحظات التي يمكن جمعها وان المعرفة المكتسبة يجب ان تمحص وتنظم ثم تطبق .
ثم تطورت هذه الطريقة على يد مجموعة من العلماء ، إلى ان استطاع الفيلسوف الأمريكي (جون ديوي ) )1859 1952) ان يحددها في خطوات نشرها في كتابة (كيف نفكر)   How are we thinking  عام 1910 وقد كانت الخطوات هي :
1- الشعور بالمشكلة .
2- تحديد المشكلة .
3- وضع الفروض .
4- جمع البيانات والمعلومات .
5- اختبار الفروض.
5- الوصول الى النتائج والاستنتاجات .
ويحدد باحثون آخرون هذه الخطوات بما يأتي :
1- اختيار مشكلة البحث وتحديدها .
2- تنفيذ إجراءات البحث .
3- تحليل البيانات .
4- استخلاص الاستنتاجات وصياغتها .
ومن الجدير بالذكر ان أكثر خطوات الطريقة العلمية اهمية هي تحديد المشكلة لان مشكلة البحث اذا كانت محددة فانها ستوجه البحث بدقة نحو الحلول ، اما اذا كانت غامضة فانها ستصرف من الباحث الوقت الطويل دون فائدة .

Post a Comment

Previous Post Next Post