كلمة ثقافة أو حضارة ليست غريبة عنا, فنحن نستعملها في أحاديثنا اليومية, لكن هناك فروق في الحياة اليومية ومعناها الاصطلاحي في علم الاجتماع.  يختلف تعريف علماء الاجتماع للثقافة والحضارة عن التعريفات اليومية لهذا المصطلح وعن تعريف القاموس له. فترى التعريفات القاموسية اليومية والتعريفات لمصطلح الثقافة فهي انعكاسا لانجازات التفكير والأخلاقيات والفنون .
أما  علماء الاجتماع فوضعوا الكثير من التعريفات, وتقبل معظمهم تعريف الباحث الانجليزي ادوارد تيلور الثقافة تولد من التجربة التاريخية للبشر وتشمل مركبات مثل : المعلومات والمعتقدات والفنون والأحكام الخلقية والقوانين والعادات , وهي جميع العادات والقدرات التي يكتسبها الإنسان كفرد في المجتمع. المركبات الأساسية للثقافة في هذه التعريفات هي : الرموز والأفكار والقيم والمعايير الاجتماعية والثقافة المادية .
لا تنقل الثقافات عبر الأجيال عن طريق الوراثة البيولوجية إنما من خلال التعلم. فنحن نستوعب مركبات الثقافة منذ ولادتنا . جميع هذه المركبات نكتسبها في حياتنا منذ الطفولة حتى الشيخوخة وهذا ما يسمى بالتنشئة الاجتماعية.
الصدمة الثقافية :
هي ردة فعل يتراوح ما بين التعجب والنفور والابتعاد من معتقدات ومركبات ثقافية غير مألوفة , وذلك نظرا للفروق بين الثقافات .وقد تؤدي الصدمة الثقافية لعدم قدرة الفرد على الاهتداء والعمل في الثقافة الغريبة عنه .
التصنيف ,الأفكار النمطية والقولبات :
يحرص الإنسان على إدراك المعيار في العالم الذي يتواجد فيه . فهو دائم الانشغال بمحاولة فهم العالم من حوله , ولديه ميل لإدراج المعلومات في قوالب معرفية , لإنجاح احتكاكاته الاجتماعية وتقليل حاجته إلى التعلم باستمرار عن العالم الذي يحيط به .
يتصرف الإنسان بطريقة مشابهة بحياته اليومية,فهو يجد صعوبة في تحليل وفك رموز المعلومات الجديدة , لذلك فانه يصنفها ويدرجها بناء على المعلومات التي اكتسبها سابقا .  فبهذه الطريقة فانه يقلل حاجته إلى التعلم باستمرار. يعتبر الميل للتصنيف صفة يتصف بها الإنسان, ويمكن الافتراض بان التصنيف الذي يقوم به فرد من أفراد المجتمع سيكون مشابها لتصنيف بقية أفراد هذا المجتمع.
 مثال:اذا اكتشفنا في محادثات "التشات" ( الدردشات على الانترنت) ان الذي يحدثنا هو من أصل أجنبي فإننا سنفترض بأنه  مهذب , وسنتحدث معه بكثير من الأدب , ومن البديهي القول ان هذه الصفة قد لا تنطبق على هذا الشخص .
حسنات/ ايجابيات التصنيف :
-         تقليل الحاجة الى التعلم الدائم .
-         تشخيص وفهم الظواهر الاجتماعية .
-         يمنح الإحساس بوجود نظام في عالم الفرد.
سيئات / سلبيات التصنيف:
-         يجعل التصنيف الإنسان أن يتوصل إلى استنتاجات مغلوطة وخاطئة .
-         يؤدي إلى آراء مسبقة وقولبات.
الأفكار النمطية ( الآراء المسبقة)  :
هي موقف أو تقييم وشعور اتجاه فئة أو مجموعة كاملة من الأشخاص قبل الدخول في أي تفاعل اجتماعي معهم مع تجاهل الحقائق الواقعية. قد تكون الفكرة المسبقة ايجابية أو سلبية، إن الفكرة المسبقة السلبية تجعلنا نتعامل مع الآخرين بنفور وبعدوانية. بعض الأشخاص لديهم أفكاراً مسبقة ايجابية عن الألمان لأن صناعتهم دقيقة ومتطورة وهناك من يحمل أفكاراً مسبقة سلبية عن الألمان يجعلهم يبتعدون عنهم. إن التعميم لا أحب المرأة التي تصبغ شعرها يجعلنا نحكم على المرأة التي تصبغ شعرها قبل الالتقاء بها بشكل سلبي. إن التمييز العنصري هو أحد أنواع الأفكار المسبقة لأنه يعتبر أن جنساً معيناً من البشر أفضل من الأجناس الأخرى.
من الصعب تغيير الأفكار المسبقة حتى حين يظهر للفرد إنها مغلوطة.
القولبة:
 القولبة هي تصوير مبالغ به اتجاه فئة من الأشخاص وهي صور متخيلة مشوهة لمجموعات وهي الدمج ما بين المكانات الاجتماعية (المراكز الاجتماعية) والصفات الشخصية والأنماط السلوكية.
مثلاً الرومانيون لصوص، الإنجليز مؤدبون والفارسيون بخلاء.
قد تكون القولبة ايجابية أو سلبية ونستعين بها في علاقتنا مع الآخر لأنها توفر علينا جهد التعرف عليه وإكمال المعلومات عن مكانته. كثيراً ما تكون القولبات مغلوطة مما يؤثر على العلاقات الاجتماعية قد تجعلنا نمتنع عن أي احتكاك اجتماعي مع الآخر وتضطر القولبات أفراد مجموعات معينة أن يثبتوا طول الوقت أن القولبة لا تنطبق عليهم.





Post a Comment

Previous Post Next Post