اليوتيوب

اليوتيوب: هو أحد المواقع الإجتماعية الشهيرة, والذي استطاع بفترة زمنية قصيرة الحصول على مكانة متقدمة ضمن مواقع التواصل الإجتماعي, وخصوصاً في دوره المتميز في الأحداث الأخيرة التي جرت ووقعت في أنحاء مختلفة من العالم منها: الكوارث الطبيعية والتحركات والانتفاضات الجماهيرية والثورات الشعبية.

إذن فما هو موقع اليوتيوب؟. يرى الباحث أن اليوتوب هو: موقع لمقاطع الفيديو متفرع من (غوغل), يتيح إمكانية التحميل عليه أو منه لعدد هائل من مقاطع الفيديو, وهناك أعداد كبيرة للمشتركين فيه ويزوره الملايين يومياً, وتستفيد منه وسائل الإعلام بعرض مقاطع الفيديو, التي لم تتمكن شبكات مراسيلها من الحصول عليها, كما يستفيد مرتادي الفيس بوك من مقاطع الفيديو التي تتعلق بالانتفاضات الجماهيرية في كل البلدان العربية والشرق الأوسط وعرضها على صفحات الفيس بوك, ويعتبر اليوتوب من شبكات التواصل الإجتماعية الهامة.

(تتحدث: "Rebecca. Rowell" في كتابها "YouTube: The Company and Its Founders" عن ظاهرة اليوتيوب والعقول اللامعة وراء تلك الظاهرة, وكيف بدأ اليوتيوب من فكرة بسيطة إلى أن أصبح شركة كبرى ومن أهم شبكات التواصل الإجتماعي). (Rowell 34).

تأسس اليوتيوب من قبل ثلاثة موظفين كانوا يعملون في شركة (باي بال "PayPal") عام (2005) في ولاية (كاليفورنيا) في الولايات المتحدة الأمريكية, ويعتمد اليوتيوب في عرض المقاطع المتحركة على تقنية (أدوب فلاش), ويشتمل الموقع على مقاطع متنوعة من أفلام السينما والتليفزيون والفيديو والموسيقى. وقامت (غوغل) عام (2006) بشراء الموقع مقابل (1,65) مليار دولار أمريكي, ويعتبر اليوتوب من الجيل الثاني أي من مواقع الويب (2.0), وأصبح اليوتيوب عام (2006) شبكة التواصل الأولى حسب اختيار مجلة (تايم) الأمريكية.

(تقول في كتابها الأخير بعنوان: "You Tube: Online Video and Participatory Culture" الكاتبة "Jean. Burgess" إن هناك قصة تتحدث عن ثقافة المشاركة, وكيف أصبح العالم على ألنت على شكل مقطع فيديو). (Burges 22).

وحول تاريخ الموقع تقول موسوعة ويكيبيديا العالمية انه: "تأسس موقع يوتيوب عن طريق (تشاد هرلي، وستيف تشن، وجاود كريم)، وهم موظفون سابقون في شركة (PayPal). قبل ذلك درس هرلي التصميم في جامعة إنديانا بولاية (بنسيلفينيا)، بينما درس تشن وكريم علوم الحاسوب في جامعة (إيلينوي). أصبح النطاق (YouTube.com) نشطاً في (15) فبراير (2005)، ومن ثم تم العمل على تصميم الموقع لبضع أشهر. أفتتح الموقع كتجربة في مايو (2005)، وافتتح رسمياً بعد ستة أشهر". (94 موقع إلكتروني).

وتذكر موسوعة (ويكيبيديا) أن أول فيديو وضع على اليوتيوب كان من (جاود كريم), يحمل عنوان: (أنا في حديقة الحيوان "Me at the zoo") في (23) أبريل (2005), وتستند موسوعة (ويكيبيديا) إلى موقع (Alexa) في إحصائية حول اليوتوب بأنه أصبح: "حالياً ثالث أكثر المواقع شعبية في العالم بعد ياهو وغوغل. في يوليو (2006) صرح المسؤولون عن الموقع بأن عدد مشاهدة الأفلام من قبل الزوار ككل يصل إلى (100) مليون يومياً. في شهر يناير (2008) فقط (79) مليون مستخدم شاهد أكثر من (3) مليارات فيلم. في أغسطس 2006 ذكرت (الوول ستريت جورنال) بأن الموقع يستضيف (6.1) مليون فيلم بسعة (600) تيرابايت. في (2007) استهلك الموقع قدراً من حجم تدفق البيانات (bandwidth) مماثل لاستهلاك العالم لجميع مواقع الإنترنت في عام (2000). يتم رفع (13) ساعة تقريباً من الأفلام في كل دقيقة. في مارس (2008) قدرت كلفة الموقع بحوالي مليون دولار أمريكي يومياً". (94 موقع إلكتروني).

هناك قواعد ملزمة للنشر تعتمدها اليوتيوب, فهي لا تسمح بوضع المقاطع الفيلمية التي تشجع على الإرهاب والإجرام والأفلام الخلاعية, أو تلك التي تسئ إلى الديانات والمذاهب والشخصيات. ويستخدم اليوتيوب (51) لغة من لغات العالم وأهمها هي: (الإنجليزية, العربية, الروسية, الفرنسية, البولونية, الإيطالية, البرتغالية, الأسبانية, الألمانية, الهولندية, الكورية, الصينية, واليابانية). واليوتيوب مسموح به في كافة بلدان العالم, ما عدا بعض الدول التي أقدمت على حضر استخدامه وهي: (المغرب, تونس, اليمن, السعودية, الإمارات, سوريا, تركيا, إيران, باكستان, تايلاند, والبرازيل).

يشهد موقع اليوتيوب إقبالاً كبيراً من الشباب والمراهقين خصوصاً ومن الجنسين, ويعتبر موقع اليوتيوب موقعاً غير ربحياً لخلوه تقريباً من الإعلانات, إلا أن الشهرة التي وصل إليها الموقع تعد مكسباً كبيراً لهؤلاء الثلاثة الذين قاموا بإنشائه وتأسيسه, بحيث أصبح اليوتيوب أكبر مستضيف لأفلام الفيديو, إن كانت على الصعيد الشخصي أو شركات الإنتاج, وأصبح يتردد أسم اليوتيوب عندما تذكر أسماء الشركات التكنولوجية الكبرى الفاعلة على الصعيد العالمي, والتي تحتل موقعاً مهماً على شبكة الإنترنت.

(يتساءل: "Vonderau Patrick." في كتابه "The YouTube Reader" ما هو اليوتيوب؟, ومن يستخدمه؟, وهل هناك صورة عن مستخدميه؟, ولماذا يستخدمونه؟). (Vonderau  37).

يقول الدكتور عمار بكار: "إن نجاح (يوتيوب) له سبب آخر أكثر أهمية، وهو أن الجمهور صار من سرعة الإيقاع وتشتيت الانتباه وتعدد المهام, بحيث صار للفيديو القصير قيمته الأساسية مقابل المادة التلفزيونية الطويلة, التي تستغرق نصف ساعة أو أكثر على شاشة التلفزيون. البرهان على أن قصر الفيديو هو أهم من مسألة المحتوى الشخصي، أن الإحصاءات تثبت بلا شك أن الفيديو القصير الذي تتوافر فيه الإنتاج الحرفي (بروفيشنال) له شعبية أكبر من الفيديو الشخصي بشكل عام". (95 موقع إلكتروني).

ويرى الباحث بأن: "موقع اليوتيوب واسع الانتشار, لم يعد حكراً على مؤسسات إعلامية أو قنوات تليفزيونية فضائية, أو أشخاص مهتمين من الصحفيين وغيرهم, بل أصبح متاحاً لكل من يرغب بالحصول على موقع خاص به, ابتدءاً من كبار القادة والمسؤولين في العالم, إلى عامة الناس بمختلف فئاتهم العمرية وخصوصاً الشباب منهم, لما يقوم به هذا الموقع من خدمات مميزة خصوصاً دوره البارز في أحداث العالم الأخيرة. لقد أصبح اليوتيوب جزء لا يتجزأ من اهتمامات الملايين من الناس على اختلاف أعمارهم وبمختلف اهتماماتهم, كما وأنه أضاف خدمة كبيرة وفاعلة لوسائل الإعلام والاتصال الجماهيري الحديثة".

  

Post a Comment

Previous Post Next Post