مفهوم الوطن :

تعريف الوطن والمواطنة
تعريف الوطن للصف الخامس
مفهوم الوطن للاطفال
تعريف المواطن
مفهوم الوطن في الاسلام
تعبير عن مفهوم الوطن
الوطن لغة محل الإنسان وأوطن الأرض ووطّنها واستوطنها أي اتخذها وطناً وتطوين النفس على الشيء كالتمهيد والموطن المشهد من مشاهد الحرب . (الرازي، ب.ت: ص 388)
فالوطن فيه يكون مولد الإنسان ومنشأه . (عمارة ، 1997 : ص 194)
يتضح أن الدار التي ترادف معنى الوطن عبارة عن وعاء يستوعب حركة ساكنيه وتفاعلهم وحسبما يكون سلوكهم في أوطانهم يكون واقعهم في الحياة ، فالدار ترتبط بخصائص أهلها ، فهي إما دار مؤمنين أو دار فاسقين وبناءً عليه يكون التمكين في الأرض والديار للمؤمنين .
ومن الجدير ذكره هنا أن الوطن في حقيقته يمثل البيئة المادية والمعنوية على السواء ويتعلق المواطن بهاتين البيئتين ويتفاعل معهما في حياته وعن طريق هذا التفاعل يكتسب كيانه الجسمي والروحي والثقافي ، فالبيئة المادية قد لا تتغير عبر العصور والعهود إلا قليلاً، لكن الذي يتغير هو الوطن المعنوي المتمثل في قيم المجتمع وعاداته وتقاليده وأساليب تعامل أفراده مع بعضهم البعض ، ومن شأن هذا التغير أن يغير من تجاوب المواطن مع وطنه ومن شعوره بالسعادة أو الضيق ، فقد يستبد الحكام وتنتهك الحريات ويسود الظلم فيضطر الأحرار والمثقفون إلى أن يهجروا أوطانهم لا هرباً من الوطن المادي ، ولكن فراراً من البيئة المعنوية التي أصبحت لا تطاق. (الشيباني، 1991: ص 37)
وقد يعيش المسلم في وطنه غريباً بعقيدته التي يحملها ومنهجه الذي يلتزم به ويدافع عنه ، في بيئة فاسدة تتنكر للقيم الإسلامية فيضيق على الصوت المسلم وهذا ما عبر عنه قوله e "بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ غريباً فطوبى للغرباء". (مسلم، ب.ت،ج1:ص130)
ويشير (الأسمر ، 2000 : ص 360) إلى ما يحدث اليوم في دول العالم الثالث من هجرة أبناءه للأوطان مفسراً ذلك بقوله : إن الانتماء شعور ووجدان لا يمكن أن يتأتى للإنسان تجاه قوم معين أو أمة حيث يُسام الخسف والقهر والإذلال وطمس الذات واعتقال الحريات وللخروج من هذه المعضلة ، ينبغي العمل على توفير أجواء آمنة صالحة ، تجعل المواطن العاقل السوي ولاؤه لدينه وأمته ووطنه ثابتاً راسخاً ، فلا يهجره إلى غيره مهما كانت مميزات الغير .
ويقدم صاحب الظلال تصوراً إسلامياً للوطن بقوله : إن راية المسلم التي ينافح عنها هي عقيدته ووطنه الذي يجاهد من أجله هو البلد الذي تقام شريعة الله فيه وأرضه التي يدافع عنها هي دار الإسلام التي تتخذ المنهج الإسلامي منهجاً للحياة وكل تصور آخر للوطن هو شعور غير إسلامي تنضح به الجاهلية (قطب ، 1980 ، ج2 : ص ص 708 ، 709) .
فدار الإسلام التي يسيطر عليها المسلم بعقيدته ويحكم فيها بشريعة الله وحدها ، هي الدار التي يأوي إليها ويدافع عنها ويعمل على رفعتها ، وأما دار الحرب فهي كل دار تحاربه في عقيدته وتصده عن دينه وتعطل عمل شريعته التي يؤمن بها ، ولو كان فيها أهله أوعشيرته وقومه . (قطب ، ب.ت : ص 143-145) ، وبناءً عليه كانت الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام ، واجبة على المسلم حتى يتسنى له إقامة الشعائر الإسلامية من صلاة وصيام وجماعة وآذان وغير ذلك من أحكامه الظاهرة ويعلق صاحب الظلال على الآية السابقة بقوله : فالإسلام ينكر على المسلمين قبول الذل والهوان والاستضعاف والفتنة عن الإيمان ، فليس يحمل الناس على قبول هذه الحالة ، سوى حرصهم على أموالهم ومصالحهم وأنفسهم في دار الكفر ، فهذا حكم عام يمضي إلى آخر الزمان ويلحق كل مسلم تناله فتنة في دينه في أية أرض وتمسكه أمواله ومصالحه أو قراباته وصداقاته أو أشغاله عن آلام الهجرة ومتاعبها. (قطب،1980،ج2: ص244)
أن كثيراً من الناس يتوهم أن في الهجرة شتاتاً بعد الآلفة وفقراً بعد الغنى وذلاً بعد العزة وشدة بعد الرخاء والأمر ليس كذلك لأن المؤمن ما دام بين أظهر المشركين فدينه في غاية النقص وهو بصدد أن يفتن في دينه خصوصاً إذا كان مستضعفاً فإن هاجر في سبيل الله ، تمكن من إقامة دين الله وجهاد أعداءه وإغاظتهم ومثال ذلك الصحابة رضوان الله عليهم ، لما تركوا ديارهم وأولادهم وأموالهم لله كُمل بذلك إيمانهم وحصل لهم من الجهاد العظيم والنصر لدين الله وحصل لهم ما يترتب على ذلك من الفتوحات والغنائم ما كانوا به أغنى الناس " (السعدي ، 2002 : ص 186) .

Post a Comment

Previous Post Next Post