طبيعة الاتجاه: بنيته ووظائفه وتكوُّنه 
النموذج الثلاثي لبنية الاتجاه:
للاتجاه ثلاثة مكونات:
مكون ذهني (أفكار ومعتقدات حول موضوع الاتجاه)،
ومكون عاطفي (مشاعر وانفعالات وما يصاحبها من نشاطات النظام العصبي الودي)،
ومكون سلوكي (أو نزوعي كالنية).
هذه المكونات الثلاث مرتبطة فيما بينها ويمكن تمييزها في الوقت نفسه.
والاتجاه ومكوناته عوامل وسيطة-أي أنها تتوسط بين استجابات الفرد وموضوع الاتجاه.
والنموذج الثلاثي للاتجاه يفترض أن المكونات الثلاث مظاهر مختلفة لنفس البناء الافتراضي. أي أن الاتجاه عامل عام يتجسد في المكونات الثلاث كعوامل خاصة
وظائف الاتجاهات:
يؤكد التحليل الوظيفي للسلوك على الطبيعة الغرضية والتكيفية للسلوك والفكر الإنساني. والفكرة الرئيسة للنظرية الوظيفية في الاتجاهات هي أنها تخدم وظائف نفسية تمكن الفرد من التعامل مع  بيئته الاجتماعية ومتطلباتها.
ويرى كاتز أن وظيفة المعرفة أو وظيفة تقييم الموضوع هي أهم أساس وظيفي لتكون الاتجاهات واستمرارها كجزء من البناء الذهني للفرد.
فالاتجاه كمخطوطة ذهنية للجوانب السلبية أو الإيجابية في الموضوعات يخدم وظيفة المعرفة لأنه يعمل كإطار مرجعي؛ أي أن اتجاهاتنا تؤثر على انتباهنا وتفسيرنا للمعلومات عن عالمنا الاجتماعي، وتحدد استجاباتنا في الحياة اليومية، وبهذا يبدو عالمنا الاجتماعي منتظما يمكن التنبؤ بأحداثه، والتعامل معها بكفاءة.
فالاتجاه كمخطوطة ذهنية يؤثر في انتقاء معلومات معينة من البيئة، وفي عملية ترميزها وتفسيرها، سواء كان اتجاها إيجابيا أو سلبيا.
ووجود الأدلة التي تؤكد الوظيفة المعرفية للاتجاه لا يعني أن العمليات الذهنية تحت سيطرة وتوجيه دائمين من اتجاهاتنا.
فالعمليات الذهنية تتأثر أيضا بعوامل شخصية وموقفية كأهداف الفرد الحالية، وقوة الأدلة المناقضة للاتجاه، والمعايير الذاتية، والحالة المزاجية والانفعالية.
كما يعتمد تأثر العمليات الذهنية بالاتجاه على خصائص الاتجاه نفسه.
فهناك اتجاهات قوية أو مركزية وأخرى ضعيفة أو هامشية؛ اتجاهات سهلة الاستدعاء وأخرى أقل سهولة.
والاتجاهات نفسها عرضة للتغير في ظروف محددة أو تحت شروط معينة.
وظائف أخرى للاتجاهات:
1.   الوظيفة الوسيلية أو المنفعية (تقدير الفرد لشخص يمكن أن يسهم في تحقيق أهدافه)
2.   وظيفة التكيف الاجتماعي (تعبير المرء عن اتجاهات سائدة في الجماعة التي ينتمي إليها)،
3.   وظيفة التعبير القيمي (الاتجاهات السلبية نحو قوى الاستعمار لدى من تمثل الحرية قيمة مركزية في بنائه القيمي)،
4.   وظيفة الدفاع عن الذات (كأن يعبر المحروم من الحرية عن اتجاهات سلبية نحو الحرية بربطها بالفوضى، مثلا).

Post a Comment

Previous Post Next Post