تأثير البيئة على الهيكل التنظيمي: دلت الدراسات و الأبحاث العديدة على وجود علاقة بين البيئة التي تعمل فيها المنظمة والهيكل التنظيمي لها: وسنلقي الضوء في هذا الجزء على الدراسات و الأبحاث الرائدة و الأكثر شهرة في هذا المجال:
1.        دراسة بيرنز و ستوكر .
2.                       دراسة إميري و تريست.
3.                       دراسة لورنس و لورش.
1.      دراسة بيرنز وستوكر: قام توم بيرنز وجي ام ستوكر بدراسة حوالي (20) منظمة صناعية بريطانية لبيواسكتلندية بهدف معرفة مدى التباين في هياكلها التنظيمية وممارساتها الإدارية تبعاً لتباين الظروف البيئية. وأشارا إلى أن أكثر المنظمات فعاليه ونجاحاً تلك التي اختارت هيكلاً تنظيمياً يتوافق مع المتطلبات البيئية.
2.   دراسة إميري وتريست: لقد صنف Fred Emery و Eric Trist البيئة إلى أربعة أنواع تتدرج من حيث الإستقرار والثبات من بيئة مستقرة وثابتة نسبياً ذات درجة منخفضة من عدم التأكد، إلى بيئة مضطربة ذات درجة عالية من عدم التأكد، في النوع الرابع.
3.  دراسة لورنس ولورش: أجرى بول لورانس (Paul Lawrence) وجاي لورش (Jay Lorsh) دراسة على عدد من المنظمات الصناعية في المجالات الثلاثة: البلاستيك، والغذاء، والحاويات، وذلك لإعتقادهما أن هذه المجالات الثلاثة هي الأكثر تفاوتاً من حيث درجة عدم إستقرار البيئة. فقد تميزت صناعة البلاستيك بدورة قصيرة وإستمرار تطوير المنتجات والعمليات، وساد الثبات والإستقرار صناعة الحاويات، في حين كانت صناعة الغذاء تتوسط النقيضين – أكثر إستقراراً من صناعة البلاستيك وأكثر تغييراً من صناعة الحاويات.
وأكد لورانس ولورش على أهمية إيجاد التوافق الملائم بين البيئة الداخلية للمنظمة والبيئة الخارجية لها. لقد وجدت الدراسة أن الصناعات البلاستيكية هي الأكثر تمايزاً، تليها الصناعات الغذائية فصناعات الحاويات. وكانت المنظمات التي استخدمت هيكلاً تنظيمياً يتلائم مع بيئة المنظمات، هي الأفضل من حيث مستوى الأداء.
ويلخص روبنز (Robbins) نتائج الدراسات السابقة وغيرها، بشأن العلاقة بين البيئة والهيكل التنظيمي كما يلي:
أ‌.     هناك علاقة عكسية بين درجة استقرار البيئة وتعقد الهيكل التنظيمي فالبيئة غير المستقرة تتطلب هيكلً تنظيمياً معقداً، (يتطلب العديد من الوحدات والاختصاصيين والمهن).
ب‌.    هناك علاقة ايجابية بين درجة استقرار البيئة ودرجة الرسمية في الهيكل التنظيمي.
ت‌.    كلما ازدادت البيئة تغيراً واضطراباً، ازدادت الحاجة إلى درجة اكبر من اللامركزية في الهيكل التنظيمي.
إدارة البيئة الخارجية:
جميع المنظمات تعاني من درجات متفاوتة من عدم التأكد البيئي، وكثير من البيئات المضطربة. لذا يسعى المديرون إلى تقليص درجة عدم التأكد إلى أدنى درجة ممكنة.
يصنف الكاتب روبنز(
Robbins)، استراتيجيات تقليص عدم التأكد البيئي إلى مجموعتين رئيسيتين هما:
1. الاستراتيجيات الداخلية: وتتمثل هذه الاستراتيجيات في التكيف وإجراء التغيرات داخل المنظمة لتتلائم مع البيئة.
2. الاستراتيجيات الخارجية: وتهدف هذه الاستراتيجيات إلى تغيير البيئة لتصبح مفضلة بدرجة أكبر بالنسبة إلى المنظمة ومن أهمها:
أ. الإعلان: وذلك بهدف إيجاد طلب دائم على السلعة.
ب. التعاقد: إبرام عقود طويلة الأمد لتأمين المدخلات، أو لتصريف المخرجات لمدة زمنية معينة.
ت. الاستمالة: وتعني استيعاب الأفراد والمنظمات التي تهدد استقرار المنظمة.
ث. الاندماج: ويعني اندماج منظمتين فأكثر بغرض القيام بعمل مشترك.
ج. الاتصالات مع الجهات الحكومية: وذلك بغرض التأثير علىها لتحقيق نتائج مرغوبة.
محددات نجاح المنظمة في التعامل مع البيئة: إن نجاح المنظمة في إدارة البيئة التي تتعامل معها يتوقف على مدى نجاحها في تحليل مصدر عدم التأكد ومن ثم إختيار الإستراتيجية التي تستطيع تنفيذها بفعالية، ويتأثر ذلك بثلاثة عوامل هامة وهي:
1.    درجة التنبؤ.
2.    إدراك البيئة.
3.    عقلانية المنظمة.

Post a Comment

Previous Post Next Post