البيئة وعملية صنع القرار
تلعب الظروف البيئية دوراً مهماً في فاعلية و واقعية عملية صنع القرار، ولهذا تعد دراسة خصائص البيئة مهمة في عملية الاختيار والمفاضلة بين البدائل. فالمؤسسة تعتمد في مقوماتها الأساسية من مدخلات مادية وبشرية وتكنولوجية على البيئة الخارجية. إن الفرص المتاحة لوظائفها وأنشطتها الإنتاجية، التمويلية والتسويقية والتشغيلية تتم داخل هذه البيئة. كما أن المحددات والضوابط التي تخضع لها عملياتها و نشاطاتها تقع ضمن بيئتها. ولكي تكون قرارات المنشأة عقلانية وفعالة لابد أن تكون للمنشأة القدرة على التعامل مع المتغيرات الجوهرية لهذه البيئة  تتكيف معها.
وتتمثل البيئة الخارجية بالمناخ السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي وغيرها من مقومات المجتمع التي لها اعتبارات مهمة و مؤثرة على عملية صنع القرار، كما أن المؤسسات بدورها لها تأثير كبير على المجتمع فالتأثير متبادل بين البيئة والمؤسسة وبصورة خاصة مؤسسات الأعمال. وقد أهتم المختصون في الإدارة والاقتصاد بهذا التفاعل المتبادل وركزوا على أهمية مرونة المؤسسات للاستجابة لمتغيرات البيئة وما يطرأ عليها من تغيرات في المدى القصير والطويل.
هذا ويمكن النظر إلى البيئة من زوايا متعددة، فالبيئة العامة تستمد خصائصها من القيم الثقافية والاجتماعية والسياسية والقانونية والاقتصادية. البيئة الثقافية مثلاً لها تأثير مباشر على قرارات وسلوك المؤسسة والعاملين فيها ومستوى مهاراتهم، كذلك فإن البيئة الاجتماعية تؤثر على هيكل العلاقات داخل المؤسسة. والبيئة الاقتصادية المتمثلة في السياسات الاقتصادية وتوزيع الموارد وظروف تنافس السوق وغيرها من المتغيرات الاقتصادية تؤثر على عمليات المنشأة السعرية والإنتاجية والتسويقية.
هذا فيما يخص البيئة الخارجية، أما البيئة الداخلية للمنشأة فهي في خصائصها ضمن إطارها المؤسسي التنظيمي وتتضمن النواحي التكنولوجية المستخدمة والقوانين الخاصة بالمنشأة وأنماط الاتصالات ونمط القيادات الإدارية منها وإجراءات التنفيذ والأجور وغيرها من السياسات الداخلية. فالعلاقة بين المؤسسة والبيئة علاقة تبادلية اعتمادية وتعتبر البيئة مجالاً للتحدي والتكيف للمنشأة. فالمؤسسات المعاصرة أصبحت تمتلك وسائل وطرق وأقسام للبحوث تعمل على رفع قدرتها في الحد من تأثير المتغيرات المفاجئة في عوامل البيئة الخارجية والتي قد تؤثر على خططها ومسيرتها لتحقيق أهدافها.

Post a Comment

Previous Post Next Post