أهمية اعتماد الربح الاقتصادي في اتخاذ القرارات
يختلف الربح الاقتصادي عن الربح المحاسبي فيما يتعلق ببنود التكلفة الكلية، حيث  يختلف مفهوم التكاليف المستخدم في التحليل الاقتصادي عن مفهومها في الفكر المحاسبي. ينظر المحاسب إلى النفقات الفعلية والمباشرة التي يتحملها المشروع أي ما يعرف بالتكلفة الظاهرية أو الصريحة Explicit Cost والتي يقصد بها القيمة النقدية للمدفوعات التي تتحملها المنشأة وترد صراحة وبوضوح في الدفاتر المحاسبية، أي هي عبارة عما تدفعه المنشأة من نفقات نقدية تلتزم بها اتجاه عناصر الإنتاج المملوكة للغير، كالأجور والمرتبات وأسعار الآلات والمعدات والمباني ومدفوعات المواد الأولية وما إلى ذلك. وتختلف هذه التكاليف عن التكاليف الضمنية Implicit Cost التي يأخذ بها الاقتصادي في الحسبان إضافة إلى التكلفة الصريحة عند حساب إجمالي التكاليف. وتتمثل التكاليف الضمنية في تلك التكاليف التي يتحملها المشروع ولكنها لا ترد صراحة في دفاتر الحسابات إنما تدخل ضمن صافي الأرباح. والسبب في ذلك أن التكاليف الضمنية هي نفقات تنشأ نتيجة استخدام عناصر الإنتاج المملوكة لأصحاب المشروع، كأجر صاحب الشركة أو ايجار مبنى المنشأة والذي يمتلكه صاحب المشروع والذي يتم حسابه على أساس تكلفة الفرصة البديلةOpertunity Cost .
 وتعد تكلفة الفرصة البديلة الأساس الذي يعتمد عليه في حساب الربح الاقتصادي. فرواتب الإدارة العليا مثلاً يعتبرها المحاسب جزءاً من التكاليف الكلية تظهر صراحة كبند من بنود الدفاتر المحاسبية، بينما يعتبر الاقتصادي هذه الرواتب جزءاً من الأرباح يتم تقديرها وفقاً لتكلفة فرصتها البديلة.   
وبناءاً على ما تقدم نخلص إلى أن:
 الربح الاقتصادي= الإيراد الكلي– التكاليف الصريحة والضمنية
الربح المحاسبي = الربح الاقتصادي + التكاليف الضمنية.
 ونشير هنا إلى أن الاختلاف الواضح بين مفهوم الربح بين الاقتصاديين والمحاسبين يعني اختلاف القرار المتخذ من قبل الإداري بناءاً على الربح الاقتصادي عن ذلك المتخذ بناءاً على الربح المحاسبي. وعليه نشيد بأهمية الأخذ بمفهوم الربح الاقتصادي وفكرة تكلفة الفرصة البديلة عند قيام الإداري باتخاذ قراراته في ظل ظروف تتسم بعدم التأكد والمخاطرة، خاصة فيما يخص احتمالات بيع المنشأة لأصولها وتقييم هذه الأصول، أو الخروج من السوق أو الاستمرار فيه وغير ذلك.

Post a Comment

Previous Post Next Post