الخصائص النمائية والمعرفية للطلبة في مرحلة المراهقة

خصائص مرحلة المراهقة

أ ـ خصائص النمو الجسمي والحركي :
يكون النمو الجسمي سريعا في هذه المرحلة، حيث تطرأ تغيرات على الجسم، وهذا النمو وما يصحبه من تغيرات بيولوجية داخلية وخارجية تجعل الفرد متوترا وقلقا، كما ينتج عنها غالبا توتر في العضلات مما يسبب له الإجهاد والتعب السريع، ويرجع السبب إلى نمو العظام أسرع من نمو العضلات، لذا يجدر بالمربين تقبل هذه التغيرات الجسمية للفرد، ومساعدته على النضج .

ب ـ خصائص النمو الانفعالي :
§        شدة الانفعالات بسبب كثرة وسرعة التغيرات.
§        سرعة التقلب في الانفعالات وعدم الثبات الانفعالي.
§        ظهور انفعالات واضحة مثل الخوف والقلق والتوتر والغضب والإحباط والغيرة.
§       أبرز ما في هذه المرحلة كثرة أحلام اليقظة، والحساسية الزائدة للنقد.

ج ـ خصائص النمو الاجتماعي :
§        يكون الطالب في هذه المرحلة اجتماعيا، إلا أنه أحيانا يميل إلى الانطواء، بسبب التغيرات التي تظهر عليه.
§        يميل إلى اكتساب القيم والاتجاهات.
§        يحاول تأكيد ذاته.
§        الميل إلى تحمل المسؤولية.

د ـ خصائص النمو المعرفي :
       يهمنا في العملية التعليمية التعلمية التعرف على الخصائص المعرفية لهذه المرحلة، حيث يتميز الطالب في هذه المرحلة ( مرحلة العمليات العقلية المجردة ) بما يلي :


Ø   نقلة نوعية في التفكير :
-        التمكن من تطوير القدرة على التخيل للاحتمالات المتضمنة في مشكلة معينة قبل اقتراح الحلول العملية لها .
-        تطور العلاقة بين الواقع والممكن . فالممكنات لديه تفوق الواقع كثيرا .

Ø   استيعاب المفاهيم المجردة :
-           يفكر طلبة هذه المرحلة في الأمور التي تتجاوز الحاضر والواقع الراهن، ويبنون نظريات حول كل شيء .
-           يدركون المفاهيم المجردة ويستوعبونها بدرجة كبيرة، فهم قادرون على إدراك المفاهيم الأخلاقية .
-           القدرة على التفكير في الأحداث وتعليلها انطلاقا من أفكار مجردة دون اللجوء إلى أشياء مادية محسوسة .

Ø   المثالية في التفكير ولا مركزية الذات :
-           يفكر في المشكلات التي يصعب حلها، وفيما سيكون عليه مستقبله .
-           المراهق قادر على استيعاب المثل العليا المجردة ( الحرية، العدالة، الحب …)
-           ينتقل من مركزية الذات إلى التفكير في العلاقات الاجتماعية المتبادلة (مكانة الفرد في المجتمع، مكانته في العالم …) .

Ø   القدرة على الانتباه لفترة أطول :
يتميز الطالب في هذه المرحلة بقدرته على التركيز والانتباه لفترة أطول من المرحلة السابقة، فعلى المعلم مراعاة ذلك في تخطيط الأنشطة التعليمية التعلمية داخل الصف وخارجه .

Ø   القدرة على التذكر المبني على الفهم :
-           يتذكر المعلومات التي يفهمها فهما جيدا، ويربطها بخبراته السابقة .
-           يراعي المعلم فهم طلبته لما يقومون بدراسته .
-           القدرة على رسم الصور العقلية للأشياء دون الاستناد المباشر إلى الأشياء المادية .
-           القدرة على التفكير في نتائج أفكاره وتبعاتها .
Ø   ازدياد القدرة على التخيل :
-           الميل إلى الرسم والموسيقى والشعر والكتابة الأدبية .
-           تزداد أحلام اليقظة عنده بشكل ملحوظ .
-           القدرة على تصور أشياء غير محسوسة وتخيلها انطلاقا من جذور الواقع الذي اكتسبه من البيئة التي يعيشها .

Ø   القدرة على التمثيل الرمزي :
-           التمثيل عبر الرموز والأشكال .
-           تمثيل العالم الخارجي عن طريق اللغة .
-           يغدو قادرا على صياغة قدراته في رموز ( لغوية أو غير لغوية ) وغيرها .
-           القدرة على التعامل مع رموز الأشياء أو الفرضيات التي يتصل بها .

أهم واجبات المربي ودور الدين في هذه المرحلة

من الأشياء التي سبق ذكرها فإن عمليات البلوغ الجسمي وما يصحبها من تغيرات بيولوجية داخلية وخارجية تجعل الفرد متوترا وقلقا، حيث يكون للتغير الجسمي المفاجئ لجسم الطالب في هذه المرحلة تأثيرات في التوافق الشخصي والاجتماعي للفرد، فلم يعد يرى نفسه طفلا، وكذلك لا يعتقد أنه أصبح ناضجا تماما، وذلك يؤدي إلى القلق والاضطراب والتوتر.

   ويمثل الإيمان مطلبا أساسيا لمعالجة هذا القلق والتوتر، فوقوف الطالب على فلسفة تطمئنه عن الكون والحياة، والموت والوجود، قد يسعفه في التغلب على حالات القلق والتوتر.

   وهو في هذه المرحلة متطلع إلى المعرفة، متشوق لها، وبخاصة تلك التي لا تقع تحت حسه وقدرته، وهذا يصلح لأن يكون مجالا لغرس العقيدة المتعلقة بالله تعالى وقدرته، ويدعم ذلك استقرار الإيمان الراسخ في نفس هذا المراهق.

   ويمكن للمتعلم في هذه المرحلة أن ينتقل إيمانه من مرحلة التقليد إلى مرحلة الاقتناع، عن طريق مخاطبة الجانب العاطفي، والتركيز على الناحية العقلية وسوق الأدلة العلمية، والشواهد الكونية.
   والمادة المقروءة لها تأثير كبير على الطالب، وتحدث فعلها إذا خاطبت فيه جانب العقل والعاطفة معا، وتميزت بالصدق والأصالة، وابتعدت عن التهويل، واستجداء الاقتناع، خاصة إذا كانت متعلقة بالإسلام.
   ومعنى هذا أن الدين يثبت روح الاطمئنان والرضا، وليس من سبيل إلا إليه يحمي به الفرد نفسه، ويقيها من مزالق الشر.

      في هذه المرحلة يزداد فهم الطالب لمن حوله، ويمكن استغلال هذه الخاصية لتثبيت الإيمان، فالبعض يقرأ القرآن الكريم، ويحاول فهم معانيه القريبة والبعيدة، ويسعى إلى أن يقف على ما يمكن أن يستنبطه منه لفظا ومعنى وشرائع وأحكاما، وقد يغمض عليه بعض الأمور والأسئلة، فيحتاج إلى مدرس لديه مهارة عالية في إشباع حاجة هذا الطالب، وإقناعه بالحجة والدليل، وبيان مظاهر الإعجاز في القرآن الكريم.

ويمكن تلخيص أهم واجبات المربي في هذه المرحلة فيما يلي :
Ø   عدم الاستهزاء من التغيرات التي تطرأ على الطالب .
Ø   مراعاة الفروق الفردية .
Ø   تنويع البرامج وأساليب التدريس .
Ø   تشجيع الطالب على الإبداع .
Ø   تنمية استعدادات وقدرات الطالب .
Ø   إشراك الطالب في الرحلات والزيارات .
Ø   احترام الطالب وتقديره وتأكيد ذاته .
Ø   مساعدة الطالب على حل مشاكله .
Ø   مساعدة الطالب على الاستقرار والهدوء الانفعالي .
Ø   زيادة نسبة التجريد عند الطالب .
Ø   تنمية العمليات والقدرات العقلية عنده .
Ø   ترسيخ العقيدة عند الطالب .
Ø   تشجيعه على الابتعاد عن أقران السوء .
Ø   استغلال وقت الفراغ في البحث والاطلاع والرياضة وغيرها من الأنشطة المفيدة .

Post a Comment

Previous Post Next Post