إعادة تأهيل الشهامة والباهية

تشكل خطة إعادة تطوير الشهامة والباهية محوراً رئيساً ضمن خطة’العاصمة 2030‘. ويأخذ المخطط الرئيس في الاعتبار متطلبات واهتمام مجتمعات الشهامة والباهية، والكائنتين على مناطق اليابسة في أبوظبي وعلى امتداد الساحل الشمالي. وتتضمن الخطة وضع السبل الكفيلة بمعالجة غياب مرافق المجتمع والمتنزهات ومراكز التسوق والمساكن الملائمة في المنطقة.

ويقوم المخطط الرئيس بإرساء مركز مدينة جديد يضم بنية مواصلات شاملة ومجموعة متكاملة من المرافق. ويتولى مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني هذه الخطة بالتعاون مع مؤسسة الإمارات، حيث يتوقع لها تعزيز النمو والحراك في المناطق الحالية التي يصل عدد سكانها إلى 110 ألف.

ويتوقع أن تتم ازاحة الستار عن خطة إعادة تأهيل الشهامة والباهية مع أواخر العام الجاري.

مدينة خليفة" أ" ومدينة خليفة "ب"

تتمتع مدينتا خليفة أ و ب بموقع استراتيجي بالقرب من منطقة العاصمة. وخلال العام الجاري، سيتم الكشف عن المخططات الرئيسية الخاصة بكل مدينة والتي أعدها المجلس في إطار تنفيذ رؤية 2030. وتستلهم هذه المخططات ملامحهما من أنماط الحياة التقليدية في أبوظبي، حيث ستعمل على إرساء أساس لمجتمعات متوازنة ومتكاملة عبر توفير مرافق مجتمعية مترابطة على نحو فعال للغاية.

§       يتمثل الهدف الرئيس للمخططات الرئيسة لمدينتي خليفة أ و ب في إقامة مجتمعات مستدامة نابضة بالحياة من خلال توزيع المرافق العامة.
§       تعد شبكات الطرق وخطوط النقل ضمن الأحياء والمناطق المجاورة محوراً أساسيا.
§        
§       تضم مدينة خليفة أ المحور المركزي التي يحوي مجموعات مبان متعددة الاستخدام. وفي المقابل، تضم مدينة خليفة ب أيضا محوراً مركزياً وأحياء مرتفعة تشمل مجموعة مبان متعددة الاستخدام ومنازل وفللاً.



- الارتقاء بنمط الحياة في أبوظبي

و سيركز مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني خلال 2010 على سبعة محاور رئيسية، تساهم في الارتقاء بشكل ملموس بنمط حياة المقيمين في أبوظبي. وتعمل هذه المحاور السبعة جنباً إلى جنب لاكمال صورة متميزة عن رقي وتطور أبوظبي. 

1- خدمات مجتمعية متعددة الاستخدام
يعمل مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني على إرساء ’مجتمعات متكاملة‘ انطلاقاً من رؤية تتمثل في اقامة أحياء سكنية ملائمة للعيش تتوفر فيها سبل الراحة لساكنيها، وتضم مساكن وخدمات ومراكز تسوق ومرافق للترفيه واماكن عمل، وتستجيب لمختلف متطلبات المجتمع بما فيها المساحات المفتوحة والفعاليات الاجتماعية وخيارات السكن والهواء النقي والممرات المخصصة للمشاة بالإضافة إلى ربطها بشبكة مواصلات متعددة الأنماط.
وستلبي المرافق المجتمعية مثل المساجد والمستشفيات، والمدارس  ومراكز الترفيه والمنتزهات وكذلك المرافق الخاصة بما فيها المحال التجارية والمقاهي احتياجات الأحياء، وتوفر فرصا لتواصل السكان وتفاعلهم. وإلى جانب ذلك، أولى المجلس أهمية كبرى لتسهيل الوصول إلى هذه المرافق والاحتياجات الخاصة، وفق معايير عالمية متعارف عليها. غير انه في الوقت الذي ينتفع فيه كافة مكونات المجتمع من مركز المجتمع ، فإن بعض المرافق ينبغي أن تراعي عدم الاختلاط. إن حث الناس على المشاركة في الفعاليات الاجتماعية خارج المنزل يشكل مطلباً لا بد منه لنجاح أحياء المدينة، خاصة وإنه يعزز من التفاعل بين السكان والجيران.
وستكون أبوظبي حاضنة لشبكة من المنتزهات والميادين والممرات الجانبية. وستعمل هذه الأماكن التي تعرف بالاماكن العامة على ربط المناطق السكنية مع مركز المدينة ومرافق المجتمع والخدمات والمنشآت والمجتمعات السكنية المجاورة، بما يساهم في تعزيز الحياة العامة. وستتواجد هذه الأماكن في كافة المناطق مثل الواجهات المائية ووسط المدينة والاحياء الخاصة وحتى تلك المناطق الكائنة بين المباني. 
وتعد المنتزهات المكون الرئيسي للحياة الاجتماعية حيث تعود بالمنفعة على عدة أحياء عبر توفير مرافق استجمام وترفيه نابضة بالحياة. وقد جرى تصميمها لتيسير استخدامها من قبل شريحة واسعة من الجمهور ومن مختلف الأعمار، حيث ستتواجد بالقرب من الشوارع ومحطات النقل الرئيسية لتسهيل وصول المقيمين إليها. 
وسيضفي تجمع مقرات العمل والمنازل والمحال التجارية والمرافق الثقافية والدينية والترفيهية والتعليمية والمجتمعية في كل مجتمع سكني المزيد من الحيوية ويعزز هوية التجمعات السكانية والمناطق والمدن في إمارة أبوظبي. 

2- الثقافة والتراث
يولي مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أهمية قصوى لصون التراث والثقافة والتقاليد الفريدة لسكان أبوظبي وأماكنها. ومن شأن التعرف على مثل هذه المكونات العربية والاماراتية وتضمينها في أشكال وأنماط معاصرة أن يسهم في إرساء عاصمة عربية أصيلة ومستدامة.
لقد نسجت أبوظبي علاقة فريدة مع البحر، ويسهم مشروع "خط التراث" المزمع تنفيذه في إعادة تأسيس طريق البدو التقليدي من الشاطئ إلى الصحراء من خلال ربط قلعة الحصن التاريخية وقصر المنهال بمسجد الشيخ زايد الكبير، وصولا إلى الشارع الرئيسي (البولفار) لمنطقة العاصمة.
وفي الوقت الذي تولي فيه أبوظبي أهمية للتراث والتقاليد الإماراتية، فإنها تثمن التنوع وتحترمه. فوجود متاحف عالمية مثل جوجنهايم واللوفر في أبوظبي سيعكس انفتاح أبوظبي تجاه الفنون والثقافات الأخرى.
3- البيئة الطبيعية
تزخر أبوظبي بثروة من الأصول البيئية في البر والبحر، يعمل مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني على حمايتها وصونها وتعزيزها. وتوفر الأشجار الاستوائية الكائنة على امتداد الشاطئ الشرقي لجزيرة أبوظبي مفقساً مهماً لأسماك الخليج، وتشكل في الوقت ذاته موطناً للعديد من أصناف الطيور. وتضع السلاحف الخضراء وسلاحف البحر بيضها على سواحل أبوظبي. ويمكن مشاهدة طيور الفلامنجو والدلافين وخنزير البحر والأطوم (حيوان ثديي يشبه السمك) في مياه إمارة أبوظبي.
وقد انضم مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني مؤخراً إلى مبادرة التنوع الاحيائي العالمية بهدف الترويج إلى ما تنعم به أبوظبي من تنوع في الأحياء. وتهدف هذه المبادرة إلى دعم جهود الحكومات الرامية إلى صون وادارة عملية التنوع الأحيائي بشكل مستدام. ومن خلال هذه المبادرة المهمة انضمت أبوظبي إلى 20 مدينة أخرى من خمس قارات وباتت أول مدينة في الشرق الأوسط تنخرط في هذا البرنامج.
ومن جانب آخر، أطلق مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني وبالتعاون الوثيق مع هيئة البيئة في أبوظبي ارشادات تطوير المناطق الساحلية بهدف توفير التوجيهات المعنية بتطوير الأحواض والمناطق الساحلية بدءاً من جزيرة الظبيانية وصولاً إلى حدود إمارة أبوظبي. وتعد هذه الإرشادات من المبادرات الأولى المتمخضة عن استراتيجية التراث الطبيعي والثقافي، أحد المفاصل الرئيسية لخطة الإطار البيئي المتضمنة في خطة أبوظبي 2030، والتي تهدف إلى صون مناطق الأهمية البيئية وضمان المحافظة عليها كجزء من الهوية البيئية لإمارة أبوظبي للأجيال القادمة.

4- وسائل مواصلات متعددة
أطلقت دائرة النقل في إمارة أبوظبي، ومن خلال التعاون الوثيق مع مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، خطة النقل الشاملة الرامية إلى تطوير بنية النقل في إمارة أبوظبي. ومن خلال هذه الخطة، يتطلع مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني إلى تقليل الاعتماد على وسائل النقل الشخصية من خلال توفير شبكة نقل عامة تشمل القطار السريع وخيارات النقل السريع الأخرى بما فيها القطار الكهربائي (الترام) والحافلات. وفضلاً عن ذلك، فإن شبكة من الشوارع الجديدة والشوارع التي أعيد تصميمها  ستلقي الضوء على التصميم الحضري عالي الجودة والمستوعب لكافة أنماط النقل، الأمر الذي يسهم في الارتقاء بإمارة أبوظبي ولتتيح بالتالي مكاناً أفضل وأكثر أماناً للراغبين بالتنقل سيراً على الاقدام أو بواسطة الدراجات الهوائية أو عبر وسائط النقل العام.

5- مناطق إعادة التطوير
تعد عملية إعادة تطوير المجتمعات الحالية في إمارة أبوظبي من الأهداف الأساسية التي يتطلع مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني إلى تحقيقها. وحالياً يعكف المجلس على إعداد استراتيجيات لإعادة التطوير لمنطقة وسط المدينة في كل من أبوظبي والعين عبر مد المنطقتين  بطرق مواصلات أكثر ترابطاً وتعزيز تنقل المشاة وإرساء مرافق مجتمعية عالية الجودة وتوفير خيارات سكنية أكثر استدامة في كل من المدينتين.
وتتضمن عملية إعادة تطوير وسطي أبوظبي والعين خططاً بعيدة الأمد لتطوير منشآت رياضية وترفيهية جديدة، وممرات لركاب الدراجات الهوائية وانشاء مواقف سيارات تحت الأرض وبناء مدارس جديدة.
وتشمل الخطط بعيدة الأمد المزمع تنفيذها لوسط مدينة أبوظبي تشييد شبكة القطار الكهربائي (الترام) وإقامة شبكة مترو تحت الأرض، الأمر الذي يسهم في تعزيز حلقات الاتصال والربط ضمن وسط المدينة والمناطق الأخرى ضمن نطاق أبوظبي. 
وتتضمن استراتيجية اعادة تطوير وسط مدينة العين تحقيق ترابط أكبر بين وسط المدينة وباقي أطرافها بما فيها واحة العين  وتفعيل دور واحة العين كمقصد نابض بالحياة للترفيه والتسوق والتنزه سيراً على الأقدام. وقد عقد مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني مؤخراً جلسة حوار عامة في مدينة العين لاستعراض ومناقشة هذه المفاهيم التي تشكل خطة منطقة وسط العين، وذلك بمشاركة ممثلين عن أهالي ومجتمع مدينة العين.
وسينتج عن استراتيجيات اعادة تطوير كل مدينة  تشكيل بيئة حضرية أكثر تنوعاً وتوازنا تعود بالمنفعة على كافة مكونات المجتمع.
6- الواجهة المائية
تتميز أبوظبي بموقع فريد تتلاقى عنده الصحراء مع البحر، لتشكل واجهة مائية بحرية في غاية الروعة حيث غدت السمة التي تميز مدينة أبوظبي. من هنا، قام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني بإعداد "رؤية منطقة الكورنيش" واستراتيجية إعادة تطوير منطقة الكورنيش" والتي تغطي قرابة 25 مليون متر مربع على امتداد الطرف الشمالي لواجهة جزيرة أبوظبي، بهدف زيادة ممرات الوصول إلى منطقة الواجهة المائية وإضافة المرافق المخصصة لمواقف السيارات وزيادة عدد المرافق المخصصة للجمهور. وتتألف هذه الرؤية من المكونات التالية:
·         واجهة الكورنيش المائية هي الموقع الأبرز لمدينة أبوظبي والتي تحتفي بأصول المدينة التاريخية وتطورها الحضري والثقافي.
·         يسهم الكورنيش في صون وتعزيز والاحتفاء بواجهة تلتقي عندها على نحو فريد عناصر الطبيعة (المياه والسماء والمناخ) بالثقافة العربية التقليدية والمعاصرة لخدمة ساكنة أبوظبي التي تتميز بالتنوع وتعدد الثقافات.
·         تجسد منطقة الكورنيش مكانا عاما يتعدى في أهميته مجموعة المكونات التي يتألف منها، إذ تمثل بيئة حضرية آمنة ومتاحة أمام الجميع ويسهل الوصول إليها تماماً وتمنح تجربة ممتعة تتمثل بمجموعة من الشواطئ التي يمكن للجمهور الوصول إليها، ومنتزهات بجوار الواجهة المائية وحدائق وشوارع وميادين وأحياء ومقاصد راقية. 
وتقدم استراتيجية تطوير منطقة الكورنيش الخطط الكفيلة باعادة تطوير الشاطئ العام والمنتزهات المجاورة له. وتسعى هذه الاستراتيجية إلى دعم وصول وسائل النقل إلى الكورنيش وتطوير مواقف السيارات والمرافق المجتمعية لتيسير وصول الجمهور من مستخدمي السيارات أو المشاة إلى الكورنيش من جانب، وإرساء منطقة آمنة ونابضة بالحياة والحركة بالنسبة للمقيمين والزوار على حد سواء من جانب آخر.
لقد تم اكمال المرحلة الأولى من المشروع في نوفمبر عام 2009، حيث يتيح الكورنيش حالياً طيفاً واسعاً من فعاليات الاستجمام والترفيه مثل كرة الطائرة والقدم الشاطئيتين أمام مجتمع أبوظبي بكامله. وبموازاة ذلك، جرى انشاء مرافق وممر واسع للمشاة في الشاطئ يمكن ركاب الدراجات الهوائية من التنقل بسهولة وللجمهور الاستمتاع بمرافق الترفيه والتسلية وإقامة النشاطات والحملات الترويجية الثقافية والبيئية. وأسهم التصميم الجديد في تعزيز عناصر التظليل وتحسين عملية عبور الشوارع بالنسبة للمشاة. وبالمقابل، ساهمت مواقف السيارات الاضافية وحافلات النقل في زيادة وصول الجمهور إلى هذه المناطق. 
وستتواصل عمليات التطوير في الشاطئ العام خلال العام الجاري، حيث سيشهد توسعاً في امتداده من 1.2 كيلومتر إلى ثلاثة كيلومترات. وسيتم تنفيذ الخطوات المتبقية التي تؤلف رؤية منطقة الكورنيش على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وعلى صعيد ذي صلة، فإن المشاريع الأخرى مثل مرسى البطين الذي يؤسس لمجتمعً متعدد الاستخدام حول مارينا جزيرة أبوظبي، والكورنيش العام الذي يسير على امتداد الواجهة المائية لشاطئ الباهية والذي يعد جزءاً من المخطط الرئيس لاعادة تأهيل الشهامة والباهية، وكذلك ميناء خليفة الذي يشكل بدوره مكوناً حيوياً لازدهار أبوظبي الاقتصادي، ستلقي جميعاً الضوء على أهمية المناطق الساحلية في إمارة أبوظبي على صعيد الترفيه والنشاط الاقتصادي.
7مرافق رياضية عالمية
تحظى أبوظبي بسمعة مرموقة كمركز عالمي للرياضة احتضن العديد من الفعاليات والتظاهرات الرياضية. ولقد أقيمت أولى بطولات الجائرة الكبرى للفورمولا وان في حلبة ياس في نوفمبر 2009، في حين انطلقت في شهر ديسمبر العام ذاته بطولة كأس العالم للأندية في ستاد محمد بن زايد الرياضي وستاد مدينة زايد الرياضي، والذي استقبل أيضاً بطولة العالم للتنس في شهر يناير هذا العام. 
وتعد المنشآت والمرافق الرياضية ضرورية لإرساء مجتمعات متكاملة. وفي هذا المضمار، يعكف مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني على إقامة مرافق للرياضات الفردية والجماعية في عدد من المشروعات بهدف تعزيز النشاطات الرياضية وإتاحتها عن قرب للمقيمين.
وستحتضن منطقة العاصمة "ستاد أبوظبي الجديد" والذي سيقام في مركز خليفة الرياضي. ويلقي هذا الأمر الضوء على التزام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني بإقامة منشآت رياضية عالية الجودة سواء لاستقبال البطولات أو للاستخدام من قبل الجمهور. 

مبادرات مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني
 نظام المعلومات الجغرافية لمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني

لقد قام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني بتطبيق نظام المخطط الجغرافي (جيوبلانر)، والذي يعد أحدث نظم المعلومات الجغرافية ويعمل من خلال شبكة الانترنت، في عدة أقسام تابعة للمجلس مثل التخطيط والسياسة العمرانية ومراجعة التطوير و‘إستدامة’ وكذلك قسم الاتصال المؤسسي.
  
ويساعد "جيو بلانر"، على تسهيل عمليات التخطيط والتعاون والتنسيق داخلياً وكذلك مع المؤسسات والجهات الأخرى، والتي من بينها ثلاث بلديات وشركات ومستشارين للتطوير.  ويتيح "جيو بلانر" أدوات متنوعة لتنظيم البيانات والبحث والتحليل والإدارة. ويعتمد الموقع على أحدث خادم (Server) أرك جي آي إس وتكنولوجيا الفلاش، ويقوم بإنجاز ما يلي من أعمال: الملاحة الإلكترونية، البحث وطرح الأسئلة والتعليق على الخرائط، والقياس، وإعداد التقرير وطباعته. وبصفة عامة يتيح "جيو بلانر" للمخططين ومدراء التخطيط سهولة تحديد المخططات الرئيسية  وسياسات التخطيط وقوانينه لأي موقع أو منطقة من أجل ترتيب أفضل للوثائق والبيانات في نماذج متعددة ومن أجل مراجعة مقترحات التطوير وعمليات استصدار الموافقات.

وأسهم هذا النظام في تسهيل عملية توحيد مداخل البيانات القادمة من مصادر مختلفة بهدف تحقيق كفاءة أعلى في مجال التخطيط واتخاذ القرارات. ويتيح "جيو بلانر" لموظفي مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني مشاهدة وتشخيص وتحليل البيانات واتاحة وصول المخططين إلى البيانات المكانية وغير المكانية بأسلوب سلس وعالي الكفاءة بالزمن الفعلي.
وتقديرا لدور مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني في تطبيق أنظمة متطورة في مجال المعلومات الجغرافية لإدارة وتحليل البيانات الخاصة بالبلديات الثلاثة في الإمارة ، فاز المجلس بـ "جائزة التميز في نظام المعلومات الجغرافية". وتسلم المجلس الجائزة خلال مؤتمر جي آي أس وركس السنوي الخامس، والذي أقيم في شهر مارس 2010.
تخطيط المجتمعات والأحياء السكنية -

عمل مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، وانطلاقاً من إدراكه لمتطلبات المجتمعات المحلية، على تصميم مفاهيم جديدة للمنازل الفردية والأحياء التي يشكلها مجموع هذه المنازل. من هنا تم تطوير تصميم تقليدي لمنطقة الشرق الأوسط، يعرف بـ الفريج، ويتضمن تواجد مجموعة من العائلات الإماراتية على مقربة من مساكن بعضها البعض، لإقامة منازل وأحياء مستدامة توفر الخصوصية وتشجع عملية التفاعل والتواصل الاجتماعي والاستفادة من المساحة والمناطق المجاورة المترابطة والفسيحة.

ويتمثل المفهوم الرئيسي لـ الفريج في تواجد مجموعة من المساكن ذات التصميم الريفي على شكل مجموعات. ويسهم تواجد هذه المنازل الريفية في تشكيل ’السكك‘ وهي ممرات مظللة ومتصلة بين المنازل والبراحة، وهي مناطق تجمع صغيرة ومظللة تعزز من عملية التواصل والتلاحم الاجتماعي بقدر أكبر. وتحفل البراحة بمزايا استجمام مختلفة وفقاً لموقعها بالنسبة للمرافق المجتمعية الأخرى مثل المدارس والمساجد.

وسيجري تضمين هذه المفاهيم في عدد من مشاريع اعادة التأهيل في إمارة أبوظبي مثل وسط مدينة العين ووسط مدينة أبوظبي بهدف إلقاء الضوء على المنافع المتأتية من مزاوجة الأنماط التقليدية مع المعاصرة بهدف إقامة منازل عالية الجودة وأحياء تعج بالحياة والنشاط وذات قدر عال من الجاذبية والأمان. 


دليل تصميم الشوارع الحضرية

يشكل الترابط الفعال بين الشوارع في أبوظبي مبدأ أساسيا من مبادئ تصميم الشوارع  في الإمارة باعتبار ذلك أمرا حيويا للنمو المنشود في ابوظبي. ولذلك، قام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني بوضع دليل للتصميم الحضري للشوارع ضمنه معايير تصميم الشوارع الجديدة والتي تتماشى مع المبادئ التوجيهية لخطة أبوظبي 2030 والرامية إلى إقامة شوارع تتمتع بقدر أكبر من السلامة والراحة والمزايا الجمالية في كافة أرجاء الإمارة .

ويتميز التصميم الجديد لشوارع العاصمة بتعدد خيارات الحركة والتنقل، سواء للمشاة أو لمستخدمي الدراجات والمواصلات العامة والسيارات الخاصة. وسيلاحظ سكان أبوظبي والقادمون إليها مظاهر التغيير في شوارع المدينة مع بداية هذا العام عندما يتم الانتهاء من أحد شوارع مركز المدينة وفقاً لمعايير التصميم الجديدة.

وتتمثل أبرز معالم التصميم الجديد في تعزيز الترابط ما بين الشوارع ، وإرساء تسلسل مترابط متعدد الأنماط للشوارع، وتوفير المساحات المفتوحة ومرافق المجتمع، وتسهيل حلول التظليل والتبريد المبتكرة، وكذلك توافر مساحات لمواقف السيارات تتم إدارتها بالشكل المطلوب، فضلاً عن تعزيز حركة المشاة وتنقلهم.
               
ووفقاً لخطة أبوظبي 2030 يتحتم على تصميم الشوارع والمباني أن تأخذ في الاعتبار متطلبات السكان والتشجيع على المشي كوسسيلة للتنقل. ويتطلب ذلك نوعا من الترابط ما بين المباني والشوارع بحيث يعمل الاثنان معاً على توفير نموذج ترابط فاعل يخفف العبء على حركة المرور ويقلل من الاختناقات في حركة المركبات. إن إقامة أحياء متكاملة بمساحات مفتوحة رحبة ومحطات للنقل العام ومحال البيع بالتجزئة تعد إحدى أبرز السمات المركزية التي تقوم عليها خطة أبوظبي 2030 والتي تؤكد على وجود متنزهات وحدائق ومساحات مفتوحة لخدمة الأحياء ضمن المناطق المختلفة.

ويعتمد دليل على مبادئ التصميم الرئيسية بما فيها تعزيز السلامة لكافة مستخدمي الشوارع، والتأكد إن التصميم المثالي للشوارع يبدأ بتلبية متطلبات المشاة من جانب ويتكفل بإرساء نقاط وصول شاملة ومتكاملة.

مبادرة العاصمة العالمية المستدامة

أبرم مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني شراكة استراتيجية مع المنتدى الاقتصادي العالمي ومجلس أبوظبي للتطوير الاقتصادي في شهر سبتمبر 2009 تمثلت في إطلاق ’مبادرة العاصمة العالمية المستدامة‘ التي نشأ عنها تحالف عالمي واقليمي يضم العواصم العالمية المستدامة وشبكة من كبار الخبراء والاقتصاديين وممثلي قطاع التخطيط العمراني. وتهدف هذه الشراكة إلى إلقاء الضوء على الاستراتيجيات والتوصيات الرامية إلى تعزيز دور المدن في مواجهة التحديات الماثلة أمامها في مجال التخطيط العمراني والنمو الاقتصادي متنوع المصادر.

وتركز مبادرة العواصم العالمية المستدامة على صياغة  توصيات عملية وتحقيق نتائج  ملموسة مستمدة من وعي راسخ بالاعتبارات الاقتصادية وتأثيراتها. وتسعى المبادرة إلى تحديد توصيات الاستراتيجيات والسياسات الكفيلة بتوجيه المدن العواصم في اقتراح الحلول المناسبة لتحديات التخطيط العمراني المستدام والنمو الاقتصادي المستدام.

لقد اهتم عدد من المدن العواصم بالتخطيط  للتنمية المستدامة ونصت عليها في خطط الاستراتيجية للتطوير في المستقبل. وتتبنى غالبية هذه المدن نفس مقاربة أبوظبي للاستدامة والتي تجمع بين المقومات الاقتصادية والبيئية والثقافية والاجتماعية، من أجل تحقيق مستقبل أكثر استدامة. ومن خلال العمل مع مدن عالمية تتبنى نفس الرؤية التي يتبناها مجلس ابوظبي للتخطيط العمراني، يسعى مجلس ابوظبي للتطوير الاقتصادي والمنتدى الاقتصادي العالمي إلى حث  العواصم العالمية على اعتماد قرارات تخطيط عمراني ناجحة تساهم في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

إن مشاركة مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني في مبادرة العواصم العالمية المستدامة والمبادرات المماثلة تدعم رؤية المجلس وموقفه من قضايا الاستدامة وكيفية مواجهة تحديات النمو العمراني في المستقبل. ويسعى المجلس أيضا إلى تحقيق رؤيته "تخطيط أبوظبي للأجيال القادمة" من خلال ؤبرامج التوظيف والتطوير في المجلس.

التخطيط للأجيال القادمة

يتطلب التزام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني في مجال التصميم والتخطيط العمراني وفقاً لأفضل المعايير العالمية توفر أفضل المهارات في مجال قطاع التخطيط الحضري. وقد شهد المجلس خلال العامين الأخريين زيادة كبيرة في عدد الموظفين ليربو حالياً على 150 يمثلون 20 جنسية. وفي الوقت الذي يحرص فيه المجلس على اجتذاب أفضل المهارات العالمية، يتطلع إلى توظيف المهارات المحلية انطلاقاً من ادراكه لأهمية ودور المعرفة والثقافة والتقاليد المحلية في خطة أبوظبي 2030.

وتتمثل أولوية مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني في استقطاب أفضل المهارات القادرة على الوفاء بالتوقعات ومتطلبات العمل العالية التي يقتضيها المجلس من منطلق دوره الرامي إلى ضمان النمو المتواصل لإمارة أبوظبي والارتقاء بها لتكون عاصمة عالمية.

ولتحقيق هذا الهدف، خصص مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني فريقاً من الموارد البشرية هدفه استقطاب أفضل المهارات واعداد عمليات تقييم الأداء البناءة والتدريب الشامل وبرامج التطوير الوظيفي لكافة الموظفين. وإلى جانب ذلك، يعمل المجلس على اعداد وتهيئة الكوادر القادرة على شغل وظائف في مجال التخطيط والتصميم العمراني من خلال التنسيق مع الجامعات في الدولة لما يتعلق بتطوير مناهج في مجال التخطيط العمراني.

ومن خلال وجود عدد من المخططين الإماراتيين المؤهلين والعاملين لدى المجلس وتقديم برنامج التدريب الواسعة للموظفين من الخرجين الجدد، يواصل مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني السير قدماً في نهجة الرامي إلى إعداد جيل جديد من المخططين المواطنين الشباب القادرين على الجمع ما بين الفهم الدقيق لاحتياجات مجتمعهم وأفضل الممارسات والمهارات والتجارب العالمية، والتي تجسد جميعها رؤية مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني الرامية إلى إرساء مستقبل أبوظبي العمراني للأجيال المقبلة. 

Post a Comment

Previous Post Next Post