طرائق وأساليب وخطوات تدريس وحدات التربية الإسلامية

        تتنوع الطرائق والأساليب التدريسية المستخدمة في تدريس دروس التربية الإسلامية، ولكن قد تكون بعض الأساليب أكثر ملاءمة لتدريس فرع من فروع التربية الإسلامية من غيرها من الأساليب، لذا يجدر بالمعلم الدقة في اختيار الأسلوب المناسب للموضوع من ناحية ولقدرات الطلبة العقلية والعمرية من ناحية أخرى، وكذلك لتحقيق الأهداف المنشودة في الحصة .

        وفيما يلي عرض للخطوات المقترحة وبعض الطرائق والأساليب المناسبة لكل فرع من فروع التربية الإسلامية:

تدريس العقيدة الإسلامية


        تمثل العاطفة الدينية جانبا مهما في حياة الطالب، فهي التي تعمل على تأليف دوافع الفرد، وبناء شخصيته القوية المتماسكة، كما تشكل له مصدر سعادة في الحياة . لذا يعمد المعلم إلى الإثارة الوجدانية لطلبته، مع الاستعانة بالنصوص من القرآن الكريم والحديث الشريف، مع الربط بين الفهم العقلي والنص الديني .
 ويمكن استخدام عدة طرائق وأساليب لتدريس وحدة العقيدة الإسلامية، منها :
        ـ  طريقة الحوار ( النقاش )
        ـ  الطريقة القصصية التهذيبية .
        ـ  الأسلوب التمثيلي .
        ـ  الأناشيد ( للصفوف الأساسية الدنيا ).

ويجدر بالمعلم مراعاة ما يلي:
Ø    توجيه الطلبة إلى العبادات التي تعمق مرتكزات الإيمان في النفوس .
Ø    الاهتمام بالربط بين العقل والوجدان .
Ø    الابتعاد عن الآراء الفلسفية الجافة عند مناقشة موضوعات العقيدة .
Ø    مراعاة المرحلة النمائية للطالب ومستوى التحصيل لديه عند مناقشة الأمور العقدية .
Ø    الاهتمام بتوظيف العاطفة الدينية لدى الطلبة في تعلم مسائل العقيدة، مع مراعاة البعد عن الترهيب والتخويف، والتركيز على تنمية المحبة في نفوس الطلبة نحو خالقهم .
Ø    التركيز على استخدام الأدلة العقلية في بناء العقيدة لدى الطلبة، انسجاماً مع خصائص المرحلة النمائية التي يمرون فيها .
Ø    مراعاة الخصائص النمائية للطلبة في هذه المرحلة التي يبدأ الطالب فيها بمحاكمة الأمور وعرضها عقلياً، مع الاستقلالية في التفكير، وتشعب التساؤلات لديه حول عالم الغيب بعامة.

ومن الخصائص التي يجدر بالمعلم الانتباه لها :
Ø    الانتقال في التفكير من المحسوسات إلى المعقولات .
Ø    الاهتمام بالذات .
Ø    حب المطالعة والاعتماد على المنطق .
Ø    الاستقلال الشخصي والاعتماد على النفس في تكوين الآراء .
Ø    التفكير في صفات الله وأفعاله .
Ø    المشاعر الانفعالية السريعة .

تدريس القرآن الكريم
        هناك نوعان من الحصص الخاصة بالقرآن الكريم:
        ـ  درس التلاوة والتجويد.
        ـ  درس القرآن الكريم (التفسير والحفظ).
       
ويكمن الاختلاف بينهما في الهدف المراد من الدرس، فدروس التلاوة تركز على تلاوة القرآن الكريم، وتطبيق أحكام التجويد، ليتمكن الطالب من تلاوة القرآن الكريم بيسر وإتقان، وأما دروس التفسير والحفظ فتركز على فهم الآيات الكريمة وتحليلها، واستنباط الأفكار والحقائق والمفاهيم والمبادئ والأحكام الشرعية والقيم والاتجاهات المتضمنة فيها، بالإضافة إلى طلب حفظ هذه الآيات لزيادة حصيلة الطالب من القرآن الكريم.
        وقبل استعراض خطوات تدريس دروس القرآن الكريم سواء التلاوة أو التفسير والحفظ، سنبين أولا فضل تعليم القرآن الكريم وتعلمه وآداب تلاوته.


فضل القرآن الكريم

        هو الدستور الكامل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يستزيد المؤمن من تلاوته، ويتدبر آياته، ويتعمق في معانيه وأهدافه، ويتغلغل في مراميه وأبعاده.  فهو دستور الحياة، ومصدر التشريع، ومنارة الهداية، وضياء الطريق في دنيانا وآخرتنا، ودليلنا في الحالكات، ورائدنا في الملمات، منه نستمد زادنا للمعاد، وعدتنا ليوم التناد، وهو منارة الهداية، وطريق السعادة للمسلمين، يصفه رب العزة : " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " [ سورة الإسراء، 9 ]، وقوله : " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للعالمين " [ سورة الإسراء، 82 ] .  
أنشأه كتابا ساطعا بيانه، قاطعا برهانه، وحيا ناطقا ببيان وحجج، قرآنا عربيا غير ذي عوج، مفتاحا للمصالح الدينية والدنيوية، مصدقا لما بين يديه من الكتب السماوية، وصفه رسول الله بقوله : " فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق من كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا : إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد ، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعى إليه هدي إلى صراط مستقيم " (رواه الترمذي والدارمي) .

وللقرآن الكريم مزايا تميز بها عن الكتب السماوية التي تقدمته :

Ø    تضمن خلاصة التعاليم الإلهية، وأنه مؤيد للحق من عبادة الله وحده، والإيمان برسله، والتصديق بالجزاء، ووجوب إقامة الحق، والتخلق بمكارم الأخلاق .
Ø    تعاليم القرآن دستور يهدى البشر في كل زمان ومكان .
Ø    لا يتصور أن يأتي يوم يصل العلم إلى حقيقة تتعارض مع حقائق القرآن، فقد جاءت الحقائق العلمية مصدقة لما سبق به الكتاب، تحقيقا لقوله تعالى : " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " [ سورة فصلت، 53 ] .
Ø    جاء القرآن سهلا ليس فيه ما يشق على الناس فهمه أو يصعب عليهم العمل به، قال تعالى: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر " [ سورة القمر ، 17 ] .
ذلك هو القرآن، إن نطق لم ينطق إلا بالحق، وإن علّم لم يعلم إلا الهدى والرشاد، وإن صور لم يصور إلا أجمل لوحات الحياة، وإذا رتل ترتيلا لم يسمع بعده لحن في الوجود

 فضل تعليم القرآن وتعلمه:

لقد اهتم المسلمون منذ فجر الإسلام بالقرآن الكريم وتلاوته وفهمه وتعليمه وتعلمه، والعمل على تطبيقه، يقول  صلى الله عليه وسلم: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) (رواه البخاري)، كما ورد العديد من الآيات الكريمة التي تحث على تلاوة القرآن الكريم وتعلمه، يقول تعالى:"ورتل القرآن ترتيلا " [ سورة المزمل، 4]، وقوله تعالى: " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " [سورة الزمر ، 9]، كما ورد عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبين ثواب تعلم القرآن وتلاوته، يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه) ( رواه مسلم ) ، ويقول عليه السلام: ( الماهر بالقرآن مع الكرام السفرة البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران ) [رواه الشيخان] .

أهميـة تـلاوة القـرآن الكريـم

        يعاني العديد من المعلمين والمعلمات من صعوبات في تدريس تلاوة القرآن الكريم بإتقان، وخصوصا في المرحلة الأساسية العليا، وذلك عائد لعدة عوامل منها : وجود حصة واحدة مقررة للتلاوة في كل صف من صفوف المرحلة الأساسية من الصف الخامس وحتى التاسع الأساسي، وهذا يعتبر غير كاف لإتقان التلاوة مع مراعاة أحكام التجويد .
        والعديد من معلمي ومعلمات التربية الإسلامية غير متخصصين في التربية الإسلامية، وبعض المتخصصين لم يمروا بدورات كافية في تلاوة القرآن الكريم، وهذا يجعلهم غير متقنين للتلاوة، مما ينعكس سلبا على طلبتهم، ففاقد الشيء لا يعطيه .
        كما أن معظم معلمي الصفوف الدنيا (الأول والثاني والثالث والرابع) غير متخصصين أيضا في التربية الإسلامية، مما يجعل طلبتهم يصلون إلى الصفوف الأعلى وهم غير متقنين للتلاوة، مما يضيف صعوبة أخرى لمعلمي الصفوف العليا .

        بالإضافة إلى أن هناك ضعفا ملاحظا في قدرة الطلبة على القراءة، وهذا يشكل عبئا كبيرا على مدرس تلاوة القرآن الكريم .
        هذه الصعوبات وغيرها مضافة إلى عدم إلمام بعض معلمي التربية الإسلامية بأساليب تدريس التلاوة، والخطوات التي يسيرون عليها في تنفيذ الحصة، يضاعف المعاناة التي يتعرض لها هؤلاء المعلمون .

آداب تلاوة القرآن الكريم:

من الآداب التي يجدر بالمسلم مراعاتها عند تلاوة القرآن الكريم ما يلي:
Ø    استشعار علو منزلته وعظمته، فهو كلام الله تعالى .
Ø    التأدب عند تلاوته، والخشوع في أثناء التلاوة، وحسن الاستماع إليها .
Ø    التمهل في التلاوة لأنها أدعى إلى التدبر في معانيه وفهمه .
Ø    الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر .
Ø    استقبال القبلة .
Ø    تحسين الصوت بالقرآن وحسن الترتيل .
Ø    الاستياك تطهيرا للفم وتعظيما للقرآن الكريم .

أهداف تدريس التلاوة في المرحلة الأساسية :

يهدف تدريس التلاوة في المرحلة الأساسية إلى مساعدة الطالب / الطالبة ليصبح قادرا على :
Ø    تلاوة الآيات والسور المقررة وفق أحكام التجويد المقررة دون أخطاء .
Ø    إتقان مهارات التلاوة والتجويد المقررة .
Ø    تمثل آداب تلاوة القرآن الكريم .
Ø    توضيح معاني المفردات والتراكيب الصعبة الواردة في السور المقررة .
Ø    توضيح المفاهيم والمصطلحات المرتبطة بمهارات التلاوة المقررة .
Ø    تبين المعاني الإجمالية للسور القرآنية المقررة .
Ø    تمثل القيم والاتجاهات الواردة في السور القرآنية المقررة .
Ø    إعطاء أمثلة منتمية عن مهارات التلاوة ومفاهيمها .

Post a Comment

Previous Post Next Post