الدنيامية السكنية بمنطقة بوسكورة:
تنتمي مدينة الدار البيضاء إلى منطقة الشاوية وتتميز بموقعها الاستراتيجي وبظروفها الطبيعة الملائمة، حيث تقع في منطقة منبسطة وبما أنها العاصمة الاقتصادية فإنها تتوفر على المصانع والإدارات والمعامل والشركات وتمتاز كذلك بأهمية مينائها ودورها الفعال في الاقتصاد الوطني، زيادة على توفرها على شبكة مهمة للمواصلات.
فنتيجة للدور الاقتصادي والاجتماعي الذي تلعبه البيضاء أصبحت تشكل مركز جذب واستقطاب لعدد هائل من الوافدين من مختلف الجهات ونتج عن هذا التضخم السكاني ارتفاع في أثمان الأراضي، وبالتالي ظهور أزمة خانقة في السكن الشيء الذي أدى إلى انتشار أحياء الصفيح وظهور مراكز صغرى بضواحي المدن والتي أضحت تشكل متنفسا لهذه الأزمة التي تعانيها المراكز الحضرية الكبرى.
ومن بين هذه المراكز نجد منطقة بوسكورة والتي أضحت تشكل رهانا أساسيا لحل أزمة السكن بالمجال الحضري خاصة في الآونة الأخيرة.
مما جعل منطقة بوسكورة باعتبارها متنفسا لمركز المدينة تعرف دينامية سكنية مهمة ترتب عنها نهضة عمرانية مهمة وكذا تطور وتعدد للأنماط السكنية بالمجال المدروس (سكن راقي وكذا اجتماعي بالإضافة إلى السكن العشوائي).
إذن: أين تتجلى الطفرة العمرانية والسكنية التي عرفتها ضاحية بوسكورة؟
1- التطور العمراني بمنطقة بوسكورة:
لقد لعب الاستعمار دورا كبيرا في تعمير منطقة بوسكورة خاصة ما يتعلق باستقرار المعمرين في هذه المنطقة. وقد لعبت الفلاحة أنداك دورا أساسيا في التعمير. نظرا لخصوصية المنطقة ذات الطابع الفلاحي ويتجلى هذا الدور في وجود عدد من الإسطبلات بالمنطقة ذات الطابع الأروبي، بالإضافة إلى جلب يد عاملة زراعية مهمة الشيء الذي أدى إلى انتشار السكن بنوعية الصلب والهش.
وفي مرحلة ثانية وابتداء من سنة 1917 ظهرت الدواوير بضواحي الجماعة القروية، ونظر التوفر جماعة بوسكورة على السوق الأسبوعي ليوم الثلاثاء، وعلى حركة التصنيع ظهرت بالمنطقة منذ الفترة الاستعماري ومن ظل سياسة تقوية المركز الصغيرة التي تبناها مخططو عهد الاستعمار والتي ترمي للحد من الهجرة القروية أصبح هذا المركز أو هاته المنطقة ككل محطة توافد النار حين من مختلف الجهات.
وبذلك بدأت منطقة بوسكورة تعرف نموا ديمغرافيا مهما ابتداء من هذه الفترة، حيث نشطت حركة البناء والتشييد بموازاة مع حركة التصنيع.
أما المرحلة الأنية فالمعطيات العمرانية لجماعة بوسكورة تتوزع بحسب الإمكانيات التي يتيحها تصميم التهيئة للجماعة، حيث ينقسم المجال الترابي للمنطقة إلى:
المركز المحدد لبوسكورة الذي يختلف البناء السائد به بين عمارات وفيلات ومناطق صناعية، حيث أنجزت بهذا المركز خلال السنوات الأخيرة عدد من التجزئات الهامة مثل "الدلية والضحى..." كما عرفت المنطقة إنجاز إحدى أهم المشاريع السكنية من طرق شركة العمران على مساحة تناهز عشرة هكتار، فيما تتوزع باقي المساحة على عمارات وفيلات إضافة إلى إنجاز عدد من التجهيزات الاجتماعية.
أما باقي تراب الجماعة الذي هو حسب تصميم التهيئة عبارة عن مناطق فلاحية عرفت بفعل استثناءات قانون التعمير انجاز مجموعة من المشاريع السكنية والاقتصادية والسياحية...
ويختلف نوع السكن السائد بتراب الجماعة بين سكن منظم وسكن غير منظم، وفي هذا الإطار تصل نسبة المساحة المبني لحوالي 30% أما معدل النمو العمراني بالمنطقة فيفوق 51%.
ونظرا لكل ما سبقن فقد عرفن منطقة بوسكورة انتعاشا ملحوظا في مجال البناء في السنوات الأخيرة، إذ تزايد عدد الرخص الممنوحة من أجل البناء، كما تزايد عدد التجزئات المرخصة بشكل كبير وهذا ما يوضحه الجدول أسفله:
:الرخص المسلمة من اجل بناء التجزيئات.
رقم الترخيص
التاريخ
الاسم
العنوان
عدد الوحدات
01/06
13/03/06
سيل اِين
ط اِ9  300
18 ﭭيلا
01/06
14/11/05
مغرب الوحدة
مركز بوسكورة
43 ﭭيلا
01/04
25/11/04
كترة I
ط اِ 3011
05 ﭭيلا
01/01
03/08/01
فاخر
مركز بوسكورة
19 مسكن اقتصادي
03/00
11/09/00
المكانسةII
الحفايا
477 مسكن اقتصادي
01/99
17/03/99
الداليا
مركز بوسكورة
443 ﭭيلات
02/98
16/06/98
سينوكا
مركز بوسكورة
344 مسكن اقتصادي
03/98
21/09/98
الضحى
مركز بوسكورة
30 مسكن اقتصادي
02/96
15/08/96
المغرب
مركز بوسكورة
65 ﭭيلا
03/96
14/10/96
ابن الهيتم
مركز بوسكورة
34 ﭭيلا
00/88
06/05/88
ثوريا
مركز بوسكورة
21 ﭭيلا
01/07
05/02/07
كترة II
ط اِ 3011
05 ﭭيلا
05/07
15/06/07
الإحسان
أولا بن الممر
20 ﭭيلا
10/07
01/10/07
البركة
المكانسة
110 مسكن اِ ق
02/08
25/01/08
إقامة الشاليات
أولاد بن عمر
22 ﭭيلا
03/08
03/08/08
الشان
مركز بوسكورة
37 ﭭيلا
06/07
03/08/07
الكردودي
مركز بوسكورة
11 ﭭيلا
المصدر :منوغرافية الجماعة الحضرية بوسكورة.
من خلال ما سبق نستنتج أن المجال الضاحوي "بوسكورة" عرف طفرة عمرانية ملحوظة خاصة في مجال إنجاز عدد من الوحدات السكنية أو بالأحرى إنجاز مشاريع سكنية كبرى نظرا للخصاص الذي تعانيه المنطقة في المجال السكن.
لكن بالرغم من كل هذه المشاريع والوحدات السكنية الذي تم انجازها بالمنطقة فإنها تعرف أزمة في السكن، فبالنظر لموقعها القريب من المجال البيضاوي عين الشق وسيدي معروف وليس سفة كانت بوسكورة كمثيلاتها من المناطق المتواجدة بضواحي مدينة الدار البيضاء تعرف هجرة كبيرة من المناطق الداخلية وهجرة عكسية من العاصمة الاقتصادية بسبب أزمة السكن الشيء الذي أدى إلى انتشار البناء السري بالمنطقة.
مما أصبح يشكل عائقا أمام التنمية المحلية بالمنطقة، ونظرا لكل سبق أضحى المجال المدروس "بوسكورة" متعدد الأنماط السكنية حيث نجد السكن الراقي والاقتصادي وكذا السكن العشوائي.
2- تعدد أنماط السكن بالمجال المدروس "بوسكورة":
تعدد بالمجال المدروس بوسكورة أنواع وأشكال السكن، ويرجع هذا إلى تعدد الفئات الاجتماعية المشكلة للمنطقة مما يخلق أنواعا متباينة من السكن والتي تعبر بدورها عن الترابية المجتمعية داخل المنطقة انطلاقا من عامل السكن.
ومن هنا يمكن تقسيم السكن بالضاحية بوسكورة إلى:
السكن العشوائي:

حيث يعد هذا النوع من السكن "السكن العشوائي" من أكبر المعضلات التي لا زالت تعاني منها جل الدول خاصة دول العالم الثالث الأمر الذي يمكن إرجاعه إلى ظاهرة الهجرة القروية المفرطة مما تمحض عن انتشار أحزمة البؤس بشكل ملفت الانتباه في ضواحي المدن الشيء الذي يعيق التنمية والتطور بهذه المناطق.
وباعتبار أن المغرب من بين الدول السائرة في طريق النمو فهو يعاني بدوره من تفشي ظاهرة السكن العشوائي الأمر الذي يمكن تفسيره من خلال عوامل مباشرة وأخرى غير مباشرة.
وتتجلى الأسباب المباشرةالكامنة وراء ظهور السكن العشوائي في التباين الحاصل في مستوى العيش بين المدن والضواحي ما نتج عنه ظاهرة الهجرة القروية في المحيط الحضري للمدن الكبرى خاصة مدينة كالدار البيضاء باعتبارها الغصب الاقتصادي للمملكة، وكذا غياب تطبيق معالم واضحة لسياسة المدنية على أرض الواقع...
أما فيما يخص الأسباب الغير المباشرة فيمكن إجمالها في غياب الوعي لدى الساكنة. الشيء الذي يفاقم ظاهرة السكن العشوائي في جل المدن الكبرى خاصة مدينة كالدار البيضاء التي تتسم ضواحيها بانتشار ملحوظ لهذا النوع من السكن خاصة بالمجال الضاحوي بوسكورة حيث بلغ معدل هذه الظاهرة حوالي 38% نظرا لمجموعة من الأسباب التي يمكن اجمالها في تركز المناطق الصناعية بالمجال المدروس إضافة إلى سهولة الحصول على مسكن قريب من المتر وبول البيضاوي وكذا سهولة الحصول على سكن بثمن مناسب خاصة بالنسبة للفئات المحدودة الدخل. مما يخلق مجموعة من المشاكل والتي من شأنها إعاقة التنمية والتطور بالمجال المدروس.
إلا أنه في الآونة الأخيرة تم تراجع نسبة السكن العشوائي بالمنطقة المدروسة بوسكورة في ظل مجموعة من المشاريع السكنية المنجزة لاستيعاب العجز الحاصل في السكن وكذا محاولة القضاء على السكن الغير اللائق ببوسكورة. إلا أن مجموع السياسات الإصلاحية التي قامت بها الدولة في هذا الباب تظل محصورة وغير كافي، إذ علمنا أن السكن العشوائي يتزايد يوما بعد يوم وبشكل ملفت الانتباه الشيء الذي يتطلب من الجهات المعنية اعتماد مقاربة تشاركية تقوم بإعداد استراتيجية واضحة المعالم يتم من خلالها رصد سقف ارضي من أجل الفضاء على هذه الظاهرة. هذا دون أن ننسى بأن تطبيق العقوبات الزجرية على كل المخالفين سيكون بطبيعة الحال ركيزة أساسية من ركائز إصلاح الخريطة السكنية بالمجال المدروس والمجال البيضاوي عامة.

v   خريطة:السكن العشوائي بمدينة الدار البيضاء عامة وبوسكورة خاصة.
 

السكن الاجتماعي:

المصدر:عمل ميداني.
 يشكل هذا النوع من السكن دعامة أساسية للمجتمع خاصة للطبقات ذات الدخل المحدود، حيث يسير لهذه الفئات الولوج للملكية، فضلا عن دمقرطة الحصول على سكن لفائدة جميع المواطنين. فباعتبار الصعوبات التي يطرحها الحصول على سكن في ظل سوق مفتوحة. فإن السكن الاجتماعي يمك من الاستفادة لحاجيات فئة عريضة من السر وفتح أفاق جديدة أمام الفئات المعوزة للحصول على سكن لائق وبشروط تفضيلية. ويشكل السكن الاجتماعي بالمجال المدروس "بوسكورة" ظاهرة جديدة حيث لم يكن يشغل هذا النوع من السكن المجال في السابق، إلا أنه في الآونة الأخيرة بداً ينتشر بشكل ملحوظ في المجال الضاحوي "بوسكورة" حيث بلغ حول 25% وهذه النسبة لازالت في ارتفاع حيث يراهن على خلق مجموعة من مشاريع السكن الاجتماعي لفائدة الأشخاص ذوي الدخل المحدود اللذين يعيشون في ظروف غير صحية ولا تلائم الشروط الصحية للمسكن. حيث يحرص السكن الاجتماعي على ضمان توفر شروط الجودة متانة البناء وراحة السكان، وذلك من خلال توفير منتوج سكني منجز وفق بناء معماري حديث يحترم الاندماج الجيد مع الموقع والتدبير الأمثل للمساحات وتوفير مساحات خضراء.
وهذا، وإلى جانب تحسين ظروف عيش الفئات ذات الدخل المحدود ثم خلق مجموعة من التجزئات السكنية والمشاريع الكبرى الخاصة بالسكن الاجتماعي وذلك من أجل خلق "مدن بدون صفيح" وكذلك من أجل تحسين المشهد الحضري وكذلك تعزيز الدينامية الاقتصادية التي تشهدها المنطقة مع المحافظة في الوقت نفسه على تناغم وجمالية المشهد العمراني وكذلك مواكبة الوثيرة المتسارعة للنمو الديمغرافي التي تعرفه المنطقة وذلك في أفق جعل المنطقة الحضرية "بوسكورة" قطبا نموذجيا يوفر السكن اللائق لمختلف شرائح وطبقات المجتمع.
السكن الراقي بالمنطقة بوسكورة:

المصدر:عمل ميداني.
بعد هذا النوع من السكن رمزا للمستوى الاجتماعي للأفراد حيث يعبر وبشكل جلي عن المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسر.
وهذا النوع من السكن نجده بكثرة في منطقة بوسكورة بنسبة للعمارات الراقية نجد تمثل 21% بحيث تتواجد هذه الأخيرة بالإقامات الجديدة "كإقامة الزهراء" و"آيتلوفات" على طول الطريق الرئيسية للمنطقة حيث نجد آن سكان هذه الإقامات هم قدموا من الدار البيضاء بحثا عن السكن الذي يوفر احتياجاتهم. بالإضافة إلى العديد من المشاريع الخاصة منها التي أنجزت وأخرى في طور الانجازات كإقامة "سلطان"...
المصدرالمفتشية الجهوية للتعمير.
أما فيما يخص الفيلات فنجدها بنسبة 19,5% في كل من إقامة ادالية وابن الهيثم والمغرب العربي. وهو عبارة عن سكن راقي يحتضن نسبة مهمة من السكان يتوفرون على مختلف التجهيزات الضرورية، وهذا النوع ينتشر بصفة كبيرة في منطقة بوسكورة خاصة بالمركز قرب المنطقة الصناعية. دون أن ننسى أن غالبة ساكنة الفيلات هي من الدار البيضاء جاءت بحثا عن الهدوء بعيدا عن المشاكل التي تعرفها المدينة وملوثاتها التي يعتبرها البعض السبب الرئيسي في القدوم للسكن بمنطقة بوسكورة.

جدول8:التنوع في الأنماط السكنية تم توضيحه بصورة أكبر خلال الاستمارة الميدانية.
نوع السكن
العدد
النسبة %
السكن العشوائي
113
38%
السكن الصفيحي
7
% 2
السكن الاقتصادي
74
  25 %
السكن الفردي
40
 % 13
عمارة
23
 8 %
ﭭيلا
42
14 %
المجموع
300
100%
المصدر: بحث ميداني 300 عينة
·       مبيان: التنوع في الأنماط السكنية تم توضيحه بصورة أكبر خلال الاستمارة الميدانية.

Post a Comment

Previous Post Next Post